عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-23-2016, 02:48 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



14 - ما أعقل تصرف هذا الملك حينما سمع دعوى حادثة في نسبه.
ذكر العلامة ابن خلدون (ت٨٠٨هـ) موقفًا رائعًا لملك عاقل من ملوك زناتة حينما بلغه أن أحد أبناء جلدته تنصل من نسبه البربري وادعى النسب الإدريسي العلوي، فقال: (ولقد بلغني عن يغمراسن بن زيان مؤثل سلطانهم أنه لما قيل له ذلك أنكره، وقال بلغته الزناتية ما معناه:
أما الدنيا والملك فنلناهما بسيوفنا لا بهذا النسب، وأما نفعهما في الآخرة فمردود إلى الله، وأعرض عن التقرب إليهما بذلك).
وأخبرني أستاذنا العلامة النسابة الثبت الشريف محمد بن منصور آل زيد بقصة مماثلة لعقل هذا الملك، فقد زاره يومًا شيخ لقبيلة عريقة مع أبنائه وعرض عليه وثائق لآبائه وأجداده تصفهم بالسيادة والشرف، وقال له: من أي الأشراف نحن؟
فقال أستاذنا: اترك الأوراق؛ لأدرسها وأفتيك بعد ذلك.
وبعد أسابيع؛ زاره شيخ القبيلة العاقل وقال لأستاذنا: من أي الأشراف نحن؟
فأجاب: لقد نظرت في كتب تواريخ الأشراف وأنسابها ومشجراتها؛ فلم أستطع ربطكم بقبيلة من قبائل الأشراف. فهل تريد نصيحتي؟
قال: نعم، وأكن لك من الشاكرين.
قال: اليوم أنت رأس في قبيلتك تسوس الآلاف من أفرادها، وأخشى إن أعلنت أنك من الأشراف؛ تنبذك هذه القبيلة، فتصبح لا إلى قبيلتك منسوبًا ولا إلى الأشراف.
فقال: لقد نصحت وقبلت، ثم أخذ أوراقه ورحل؛ فلم يجاهر بنسبته للأشراف.
قلت: واليوم بأدنى شبهة نسب ينهار العاقل، بل والعالم، فيتنصل من نسبه ويقع في المحرم؛ ليقال له: جاء الشريف.
كتبها الشيخ في ١٦ رمضان ١٤٣٧هـ

15 – سلطان البرّين والبحرين
سلطان البرين هو لقب مركب من ثلاث كلمات، سلطان وهي معلومة لا تحتاج إلى تعريف، والبرّين: يقصد بهما آسيا وأوروبا، والبحرين: يُراد بهما البحر الأسود وبحر الروم، وتفيد الدراسات أن هذا اللقب ظهر في القرن السابع الهجري، وأول من تلقب به سلاطين دولة السلاجقة. نقلها الشيخ من مقال للدكتور ناصر الحارثي ((مجلة جامعة أم القرى، ميزاب الكعبة المشرفة المؤرخ سنة 1273هـ)).

16 – عدم صحة دعوى كثير من الهنود انتسابهم إلى أبي بكر الصديق:
كثيرٌ من إخواننا الهنود ادعوا الانتساب إلى الخليفة أبي بكر الصديق القرشي رضي الله عنه بشبهة أن جدًا من أجدادهم اسمه صديق أو لقبه الصديقي، ولقد نبه على ذلك جمع من العلماء، ومنهم: المؤرخ جعفر لبني المكي( ت 1342هـ )، القائل: (( وكثير من الهنود الفتن ( قرية من أعمال كنباية من الهند ) ينتحلون هذه النسبة؛ لأن من يُسَمَّى عندهم بصديق كثير )).
وأشار المؤرخ أحمد تيمور باشا ( ت 1348 هـ ) إلى معنى الصديقي بالهند، وأنه لا علاقة له بالنسب القرشي، فقال في ((التذكرة التيمورية)) (ص 37): الصديقي: يلقبون به في الهند كل من دخل الإسلام جديدًا )).

17 - باعلوي، وباعشن، وباريان، وغيرها من الأسر الحضرمية العريقة التي يبتدي نسبها (با) هي في الأصل بني علوي، وبني عشن، وبني ريان.
وقفت على هذه اللطيفة في كتاب (خلاصة الأثر) (١: ٧٤) للمؤرخ المحبي(ت١١١١هـ)، وهذا نصه: ( آل باعلوي: منسوبون إلى علوي، وهذه النسبة وإن لم تكن من وضع العربية لكنها معروفة لأهل الديار الحضرموتية، فإنهم يلزمون الكنية الألف بكل حال على لغة القصر، فيقولون لبني علوي: باعلوي، ولبني حسن: باحسن، ولبني حسين: باحسين).
كتبها الشيخ في ١٤ شعبان ١٤٣٧ هـ.

18 – الزمخشري صاحب الكشاف داعية الاعتزال - والعياذ بالله - بذيء اللسان
الزمخشري صاحب الكشاف داعية الاعتزال - والعياذ بالله - بذيء اللسان تلاحق النبي صلى الله عليه وسلم (أي غض من فضائله )، وأطلق لسانه في أهل السنة والجماعة فوصفهم بالحمير:
قال العلامة ابن عَلَّان المكي(ت1057هـ): «والكشاف لا ينظر إليه إلا في فنون الإعجاز، وإلا فهو بذئ اللسان، أطلقه في الجناب الرفيع ﷺ بما أفتى لأجله بعض المحققين بحرمة مطالعته، وسماه: «الإنكفاف عن مطالعة الكشاف»، وفي أهل السنة والجماعة وتسميتهم تسمية الحمير، ومن هذا شأنه لا ينظر للفظه، وفيما قدمه قبله وبعده من كلام السادة الأئمة القادرة تميز عنه».
قلت: وقد حذر من كشافه جمع كبير من العلماء، منهم الحافظ الذهبي القائل: (الزمخشري، داعية إلى الاعتزال. أجارنا الله. فكن حذراً من «كشافه).

19 - قصة محزنة ومؤلمة في تلف المئات إن لم تكن الآلاف من مؤلفات علماء مكة الكبار
كنتُ أقرأ كتب الأعلام التي بين دفتيها قمم وهمم وعبر، ومواقف تهذب النفوس وتكسرها، وأحداث، ومن هذه الأحداث: قصة مؤلمة ومحزنة في تلف المئات إن لم تكن الآلاف من مؤلفات علماء مكة الكبار لقلة عنايتهم بها والبخل، فحينما آلت ملكية هذه المؤلفات لأحفاد هؤلاء العلماء وبعض الأسر شحت في إعارتها لأهل العلم والإذن بنسخهأ، فتلفت مع مرور الزمن لعوامل البيئة وتقادمها، فواحسرتاه.
هذه الوقائع يا كرام مشاهدة قديمًا وحديثًا للأسف، وكتب التاريخ حافلة بمثل هذه الوقائع المحزنة، ومنها هذه الواقعة، فقد ترجم المؤرخ عبدالله ميرداد المكي (ت1343هـ) للعلامة أبو بكر بن عبدالوهاب زرعة المكي (ت1262هـ) ، وقال: «وكان المترجم أبو بكر كغيره من آهالي البيوت القديمة بمكة، قد حازوا الكتب الكثيرة المعتبرة، لا سيما تآليف أهل مكة، كتآليف بيت الطبري، وبيت الحطاب، ووالمفتي الشيخ محمد جارالله ابن ظهيرة، وابنه المفتي الشيخ علي، والملا علي القاري، والقطبي، وبيت عَلَّان، والشيخ عبدالرحمن المرشدي، وابنه الشيخ حنيف الدين، والعفيف الكازروني، وبيت فروخ، وبيت عتاقي زاده، والبيري، وبيت العجيمي، وبيت الريس، وبيت القلعي، وبيت سنبل، وبيت الميرغني، والشيخ عبدالرحمن الفتني، وكانت رائجة في زمانهم، ولا يضنون بها على أهلها، وأما الآن فقد دثرت ولم يبق منها إلا نزر من جمّ لحصول التصاريف فيها، وذلك بسبب بخل ذريتهم من عدم إعارتها لأهلها لأجل القراءة فيها، أو نسخها، حتى تصير منها نسخ متعددة.
أما بيت المفتي فقد أكلت الأرض كتبهم.
وأما بيت الميرغني، وبيت شمس، وبيت ميرداد فقد أحرقت النار كتبهم بسبب حريق حصل عندهم.
وأما بيت الريس وبيت الزرعة فقد باعوا كتبهم على أهل الهند وأشباههم.
وكان يختلج في خاطري أنهم آثمون بسبب البخل المذكور، ثم إنى رأيت العلامة الشيخ محمد الحفني في (حاشيته على الجامع الصغير) عند حديث (من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار) تعرض لذلك، حيث قال: ويدخل في كتمه منع إعارة الكتب). (نشر النور والزهر) (ق173).
كتبها الشيخ في 16 ربيع الأول 1437هـ.

20 - العثمانيون يقبضون على العلامة محمود شكري الألوسي الأثري لترويجه للسلفية سنة ١٣٢٣هـ وينفونه:
سنة ١٣٢٣هـ أصدرت الدولة العثمانية أمرًا بالقبض على العلامة محمود شكري الألوسي (ت 1342 هـ) بحجة الترويج للدعوة السلفية باسم مستعار (عبدالله) وأن عنوان كتابه: (الدين الخالص) و (فتح المنان)، فنفته للموصل، فقدَّم ترحّـمًا فأُعيد لبغداد.
قال الشيخ إبراهيم الهاشمي الأمير: وهذه من مثالب الدولة العثمانية، حين حاربت الدعوة السلفية بكل الوسائل .
نقل الشيخ الفائدة من كتاب:
(مداخل بعض أعلام الجزيرة العربية في الارشيف العثماني) (ص٣٨٧).

21 –
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس