عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-20-2016, 07:20 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Lightbulb شذا العبير من فوائد المحقق النسّابة إبراهيم الهاشمي الأمير (متجدّد)


شذا العبير من فوائد المحقق النسّابة إبراهيم الهاشمي الأمير
(متجدّد)


جمع وترتيب
أبي معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد، فتعود معرفتي للشيخ الفاضل إبراهيم الهاشمي الأمير حفظه الله لفترة تزيد على سبع سنين، قرأتُ فيها أكثر كتبه ومقالاته، وهي غنية بالفوائد والنوادر العلمية، فأحببتُ أن أجتهد في جمعها ليتيسّر الانتفاع بها، وسأبدأ بما أودعته في ((كُنّاشتي)) – ما طُبِع منها وما هو تحت الطبع -، ومن أراد ترجمة الشريف إبراهيم فليرجع إلى مقالي:
القبس المنير في ترجمة الشريف السلفي إبراهيم الهاشمي الأمير


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=184823

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=10283


1 – لبس الخرقة لا أصل له في الكتاب والسنة، وهو أمر أحدثه الصوفية المتأخرون
قال الشيخ إبراهيم الهاشمي الأمير في مقدمة تحقيقه لـ (( السيف المجزم لقتال من انتهك حرمة الحَرَم المحرّم )): لبس الخرقة لا أصل له في الكتاب والسنة، وهو أمر أحدثه الصوفية المتأخرون –سامحهم الله-، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ): (( وقد كتبت أسانيد الخرقة، لأنه كان لنا فيها أسانيد، فبينتها ليعرف الحق من الباطل... وقد عُقل بالنقل المتواتر أن الصحابة لم يكونوا يلبسون مريديهم خرقة ولا يقصون شعورهم ولا التابعون، ولكن فعله بعض مشايخ المشرق من المتأخرين)).
• (( منهاج السنة )) (4/156)، وانظر (( الفتاوى الكبرى )) (5/354)، و (( مجموع الفتاوى )) (11/88-99)، و (( منهاج السنة )) وفيه ذكر أسانيد الخرقة وفيه كلام نفيس (4/156 فما بعدها).
وقال الفقيه مبارك الميلي الجزائري (ت 1364هـ): (( اتخذ الصوفية شعارهم لباس الخرقة وإلباسها، وقالوا: إن الحسن البصري لبسها من علي رضي الله عنه، وتخصيص عليٍّ بشيء في الدين هو من بدع الرافضة، قال في (( تمييز الطيب من الخبيث )) : (( حديث لبس الخرقة الصوفية وكون الحسن البصري لبسها من علي؛ قال ابن دحية وابن الصلاح: إنها باطل، ولذا قال ابن حجر: إنه ليس في شيء من طرقها ما يثبت، ولم يرد في خبر صحيح ولا حسن ولا ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلّم ألبس الخرقة على الصورة المتعارفة بين الصوفية لأحد من أصحابه، ولا أمر أحداً من أصحابه بفعل ذلك، وكل ما روي في ذلك صريحًاً؛ فباطل )).
قال: (( ثم إن من الكذب المفترى قول من قال: إن عليًّا ألبس الخرقة الحسن البصري، فإن أئمة الحديث لم يثبتوا للحسن من عليٍّ سماعاً فضلاً عن أن يلبسه الخرقة )).
وقد حاول السيوطي في (( الحاوي )) إثبات سماع الحسن من علي، وليس ذلك بأولى من إنكار أئمة الحديث له، ثم هو لا يثبت الدعوى الخاصة التي هي لباس الخرقة. وما زال الصوفية يتفننون في وضع الإِسناد ليربطوا طرقهم بعظماء الزهاد، وإن اشتملت على ضروب من الضلال والفساد، حتى جاء أخيراً أحمد بن سالم التيجاني، فاختصر الإِسناد، وادعى أنه تلقى طريقته من خاتم الأنبياء من غير واسطة. (( رسالة الشرك ومظاهره )) (ص422-423).

2 - الصدق في الرافضة نادر
ذكر الذهبي في (( تاريخ الإسلام )) ( ترجمة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب / ت 120 أو 122 ) عبّاد بن يعقوب فقال: هو رافضي ضال، لكنه صادق، وهذا نادر!
أفادنيها الشريف إبراهيم الهاشمي الأمير حفظه الله من (( مجموعٍ )) له في كلام الذهبي في الرافضة.

3 - الفرق بين التصحيف والتحريف في الألفاظ والأسماء
التصحيف: هو تحويل الكلمة عن الهيئة المتعارفة إلى غيرها، هكذا عرَّفه الحافظ السخاوي والصنعاني؛ وهذا من أحسن التعاريف وأشملها لجميع ما سمّاه السلف من المحدِّثين تصحيفاً.
انظر: (( التصحيف وأثره في الحديث )) ( ص 40 ).
والتحريف: هو ما وقعت المخالفة فيه بتغيير الشكل في الكلمة مع بقاء صورة الخط فيها.
انظر: (( تحقيق الرغبة في توضيح النخبة )) ( ص 149 ).
وبعض العلماء المتقدّمين يفرّقون بين مدلولي الكلمتين كالعسكري ( ت 382 هـ ) والحافظ ابن حجر ( ت 852 هـ )، وكثير منهم لا يفرّقون بين التحريف والتصحيف، فيجعلونهما مترادفَين، كالأئمة الشافعي ( ت 204 هـ ) وأحمد ( ت 241 هـ ) ومسلم ( ت 261 هـ ) والحافظ أبي زرعة الرازي ( ت 264 هـ ) ... وغيرهم.
نقلتها من كتابه (( أنموذج من عناية علماء الإسلام المتقدمين بتصحيح الكتب وضبط نصوصها )) ( ص 25 / ط . الريان ) .

4 - اختصاص الأشراف الحسنيين والحسينيين بلبس العمامة الخضراء ليس له أصل في الكتاب والسنة
قال إبراهيم الهاشمي الأمير في تحقيقه لكتاب (( الدر النفيس في بيان نسب إمام الأئمة محمد بن إدريس )) لأحمد بن محمد الحموي ( ت 1098 هـ ) ( ص 55 ): العمامة الخضراء، كانت في القرون المتأخرة يلبسها الأشراف من أبناء الحسن والحسين رضي الله عنهما، وليس لها أصل في الكتاب والسنة، وإنما استُحدِث لباسها سنة 773 هـ في عهد سلطان مصر الأشرف شعبان ابن السلطان حسين بن محمد بن قلاوون المتوفى سنة 778 هـ لئلاّ يظلمهم أحد أو يقصِّر في حقِّهم من لا يعرفهم، قال السيوطي ( ت 911 هـ ): إن هذه العلامة ليس لها أصل في الشرع ولا في السنة ولا كانت في الزمن القديم، وإنما حدثت في سنة 773 هـ بأمر الملك الأشرف شعبان بن حسين. ( الحاوي للفتاوي 2 / 85 ).
وقال أحمد بن أحمد القليوبي المالكي ( ت 1069 هـ ): وكل أولاد علي لا يُمنَعون من لبس العمامة الخضراء، بل ولا غيرهم من سائر الناس، إذ ليس لها أصل في الشرع، وإنما حدثت في سنة 773 هـ بأمر الملك الأشرف شعبان بن حسين. ( حاشيتان للقليوبي وعميرة 3 / 170 ).

5 - الإمام الألباني يعطي إجابة لسائل لمدة نصف ساعة ( كأن بين يديه كتاب يقرأ منه )!
ذكر إبراهيم الهاشمي الأمير في كتابه (( من جهود العلاّمة الألباني في نصح جماعة التكفير )) ( ص 12/ مؤسسة الريان / ط. 1432 هـ ) لقاءه الأول بالإمام الألباني في محاضرة له بأحد مساجد جدة سنة 1409 هـ، وقال: لقد أسَرَني العلاّمة الألباني في هذا اللقاء وغيره بعلمه الغزير وقوة حجّته، وبراعة استدلاله بكتاب الله وسنة نبيِّه صلى الله عليه وسلّم والآثار السلفيّة في كل مسألة يجيب عليها، وكأن بين يديه ديوانٌ حوى الكتاب والسنة وأقوال السلف، يأخذ منه ما شاء.
وعلى ذكر ( كأن بين يديه ديوان )، زُرتُ العلاّمة الألباني سنة 1414 هـ في منزله بعمان الأردن، وكان بحضرته في ذاك اليوم جمعٌ من طلبته وبعض الإخوة من الكويت، فسأله أحدهم عن مسألة تتعلّق بالمنهج الدعوي والعمل السياسي، فنظر إلى شيءٍ على طاولة مكتبه، وأجابه الشيخ مرتجلاً إجابة عالم راسخ فقيه عارف، وبطلاقة وقوة دون تردد أو تلعثم، كأنه يقرأ من كتاب، واستغرق هذا الجواب قرابة ثلاثين دقيقة لم يرفع فيه رأسه أو ينقطع عن الجواب، فقُمتُ من مكاني لأنظر هل هناك كتابٌ على طاولته يقرأ منه، فلم أرَ كتاباً!! فسبحان الله الذي وهبه سعة العلم والفهم، وسرعة البديهة، وقوة الحافظة، وحسن الجواب على كبر سنه.

6 - تخضيب اللحية يُعد شعاراً للمتمسكين بالسُّنّة
قال إبراهيم الهاشمي الأمير في كتابه (( أخبار المحدِّث الفقيه عبد الله بن الحسن بن الحسن )) ( ص 194 ): دليل ذلك أن الإمام أحمد أفرد في كتابه (( العلل )) ( 1 / 521 ) باباً فيمن خضب من المحدِّثين، وذكر عدداً كبيراً من أئمة الإسلام المعاصرين له ... وقد سُئلَ العلاّمة الألباني رحمه الله عن سبب عناية أصحاب كتب الرجال بذكر المخضبين من المحدِّثين؛ هل كان هذا من باب التفريق بين أهل السُّنّة وغيرهم؟ فأجاب: لا، هم أرادوا أن يُفَرِّقوا بين من يتمسّك بالسُّنّة وبين من لا يتمسّك بها.
(( الدرر في مسائل المصطلح والأثر )) ( ص 226 / ط. دار الخراز ).

7 - إخراج البخاري لخبرٍ ما في (( تاريخه )) لا يفيد الخبر شيئاً، بل يضرّه!
اشترط الإمام البخاري الصحَّة في (( جامعه الصحيح )) فقال : لم أخرج في هذا الكتاب – أي في جامعه الصحيح – إلا صحيحاً . ( مقدمة (( فتح الباري )) / ص 7 ).
أما في (( تاريخه الكبير )) فالمتأمل فيه يجد آثاراً كثيرة ليست صحيحة لأنه لم يشترط الصحة في (( تاريخه ))، بل قال العلّامة المعلّمي ( ت 1386 هـ ): ( إخراج البخاري في (( التاريخ )) لا يفيد الخبر شيئاً بل يضرّه، فإنّ من شأن البخاري أنْ لا يخرج الخبر في التاريخ إلّا ليدل على وهن راويه ).
انظر: (( الفوائد المجموعة )) ( ص 180 / حاشية 2 )، و (( تاريخ البخاري )) للزرقي ( ص 65 ).
استفدته من كتابه (( عناية العرب بأنسابهم وسبقهم في ضبطها وحفظها سائر الأمم )) ( ص 61 ) .

8 - العالم قد يكون علّامة في فنٍّ ويُضَعَّف في غيره
قال العلّامة الشيخ عبد الكريم الخضير في (( شرحه على ألفية العراقي )) ( الدرس الصوتي 48 ) – بعد ذكره لثناء الحافظ العراقي وذمّه لمحمد بن السائب الكلبي والد هشام - : علّامة في الأنساب، لكنه متفق على ضعفه، بل ضعفه شديد، حتى اتُّهِم، يعني يُمكِن أن يُوصَف الإنسان في باب من الأبواب بأنه علّامة، لكن في أبواب أخرى يُضَعَّف، ما في ما يمنع، لأنه اهتم في هذا الباب حتى بلغ فيه الغاية فاستحق الوصف بالمبالغة، لكن لا يمنع أن يكون في أبواب أخرى مضعَّف، وهنا أئمة يُقتَدى بهم ومع ذلك ضُعِّفوا في بعض الأبواب، محمد بن إسحاق إمام في المغازي ومُضَعَّف في الرواية على خلاف بين أهلم العلم في ذلك، أبو حنيفة إمام في الفقه والاستنباط والرأي ومع ذلك في حفظه شيء، عاصم بن أبي النجود القارئ المعروف إمام في القراءة ومع ذلك في حفظه شيء بالنسبة للسنة.
* (( عناية العرب سلالة الأنبياء بأنسابهم وسبقهم في ضبطها وحفظها سائر الأمم )) ( ص 136 / حاشية ).

9 - متى توفي عدنان جدّ العرب العدنانيين؟
ذكر الشيخُ النسّابة إبراهيم الهاشمي الأمير قاعدةَ ابن خلدون المشهورة لمعرفة الأنساب الصحيحة؛ وهي: ( إذا شككنا في نسب حسبنا كَمْ بين مَن في أوله ومن في آخره من السنين، وجعلنا لكل مئة سنة ثلاثة أنفس، فإنها مطّردة عادة، وإنْ أخرمت فبالزيادة ).
( القاعدة ذكرها ابن حجر عنه كما نقلها السيوطي في (( نظم العقيان )) ( ص 138 ) ).
ثم قال: تسلسل نسب المؤرخ النسابة الشريف محمد بن منصور آل زيد الحسني والدكتور الشريف نايف الدعيس البركاتي الحسني والباحث التاريخي الشريف فهد العرجاني العبدلي الحسني يبلغ واحداً وأربعين رجلاً إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن أبي طالب عمّ النبي صلى الله عليه وسلّم إلى عدنان واحداً وعشرين رجلاً، فأصبح عدنان بهذا الربط العددي هو الجدَّ الثاني والستين لكل العرب العدنانيين تقريباً.
وبهذا التقدير العددي تكون وفاة عدنان جَدَّ العرب العدنانيين قبل ألفين ومئة سنة تقريباً، أي قبل ولادة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بمئة سنة تقريباً.
ثم وقفتُ عقب تحريري لسنة وفاة عدنان جَدَّ العرب العدنانيين على نص يشهد لِما رجّحناه في سنة وفاتهما، قال العلّامة النسّابة ابن الكلبي هشام ( ت 204 هـ ): (( سمعت من يقول: كان معد بن عدنان على عهد عيسى ابن مريم )) (( الطبقات الكبير )) ( 1 / 39 ).
* (( عناية العرب سلالة الأنبياء بأنسابهم وسبقهم في ضبطها وحفظها سائر الأمم )) ( ص 19 ) .

10 - تعريف (( الكتابات الصفوية )):
الكتابات الصفوية نسبة إلى جبل الصفا جنوب شرقي دمشق، وهي نصوص تركها لنا عرب ما قبل الإسلام في الفترة الواقعة تقديراً بين القرنين الأول قبل الميلاد والرابع الميلادي في مناطق البادية والحرات الأردنية وجنوب سوريا امتداداً على طول وادي السرحان مختلطة بالنقوش الثمودية في منطقة شمالي الحجاز.
وهي من الكتابات الحجرية القديمة التي ساهمت في حفظ أنساب العرب، حيث عُثِرَ على أسماء عشرة أجداد للعرب الجاهليين في بعض كتاباتها، وهذا إنْ دَلَّ فإنما يدلُّ على عناية العرب الفائقة بأنسابهم.
* (( عناية العرب بأنسابهم وسبقهم في ضبطها وحفظها سائر الأمم )) ( ص 37 / ط. 1435 هـ – 2014م ) .

11 - من فوائد الردود أنها تُعمل فيها عقلك وتحرِّره من الجمود!
((ألا تنزعج - يا إبراهيم - ويضيق صدرك من الردود عليك بحق وبغير حق؟))
أشفَق عليَّ أحد الأبناء الباحثين النجباء عندما رأى عشرات الردود عليَّ من أدعياء النسب والمتسلّقين على هذا العلم ومن دب في قلبه الحسد والغل؛ فسألني هذا السؤال.
فقلت له: اليوم لا. أما عندما كنت فتى فنَعم، انزعجتُ وتألمتُ لضيق صدري برأي المخالف والمؤالف.
أما اليوم فوالله أتلذذ بالرد على من تعقَّبني بهوى سواء كان من الصرحاء أو الأدعياء، فالردود -يا ابني- تُعمل فيها عقلك وتحرره من الجمود؛ لاستحضار الحجج على دفع تلك الشبه والفهم السقيم، وتظل تفكر ليل نهار؛ لتستنبط قاعدة من هدْي علماء التاريخ والأنساب، وتجهز على أخرى؛ لأن علم النسب لم تُفرد قواعده في مؤلف كقواعد علم الحديث أو أصول الفقه، وأذكر أنني كنت أقوم من نومي؛ لتدوين الجواب على جزئية من شبهة المخالف، بل تحسب لجوابك ألف حساب؛ لئلا يُجهز عليك المخالف. ومن ولج هذا الباب وافقني ولم يخالفني، بل الردود تمكّن الباحث وترتقي به لمصاف العلماء كما قال الحافظ الذهبي: ((ومن الردود يتفقه العلماء)).
أما التأليف فلا يحتاج منك هذا العناء فجُلّه اليوم وللأسف: ((خذ من هنا وضع ها هنا وقل مؤلّفه أنا)).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
* كتبه الشيخ حفظه الله في 15 شعبان 1436 هـ.

12 - بطلان ظاهرة ادعاء الشرف من جهة الأم:
هذه بلوى عظيمة، وقول حادث، شاع في القرون المتأخرة، وأشهر ذيوعه كان في القرن السابع الهجري في المغرب العربي، ثم شاع في الشام في القرن الحادي عشر فما بعده، وصنَّف بعض علماء تلك البلاد مصنفات مفردة في إبطاله.
وقد حذر العلامة خير الدين أحمد الرملي الفلسطيني الحنفي (ت ١٠٨١ هـ) من ظاهرة ادعاء الشرف من جهة الأم في الشام، واعتبرها من الظواهر الفاحشة في زمانه، وأن الناس تركت أنسابها الحقيقية الأصيلة إلى أنساب علوية من طريق الأم، لأجل المكاسب المادية التي تخصِّصها الدولة العثمانية للأشراف، ورفع الغرامات عنه لسيادته وشرفه كما تقدم بيانه، قال رحمه الله في كتابه ((الفوز والغنم في مسألة الشرف بالأم)) (ص 10): ((وقد كثر في زماننا وفحش في كل البلاد ولزم اختلاط الأطراف بالأشراف، حتى رأينا في بلدتنا كثير، فمن يضع العلامة بسبب تزوج أبيه قرشيَّة لكثرة ماله أو جاهه عند الحكّام، فلا يفرق بينه وبين من كان متأصلاً عريقًا في النسب، فترفع عنه بسبب ذلك التكاليف العرفية والغرامات السلطانية، وتطرح على غيره زيادة على ما عليه، لئلا تنقص عما هو المطلوب، فاشتد اجتهاد الناس في تحصيل ذلك بصرف الأموال فيه والاجتهاد في تحصيله من كل أحد لما ينتج من المعافات والراحات، وطرح غراماته على أهل بلده وجيرانه ومساويه من إخوانه، فغرم ضعف الغارمين وسلامته من كان في جملة المكلفين، ووقع الضرر والضرار، وتأذى بذلك الأخ المسلم والغريب والجار)).
* أفادني بها شيخي حفظه الله.

13 – فائدة نفيسة للإمام الذهبي في أحد ضوابط الحكم على الحافظ المبتدع بالزندقة
قال الإمام الذهبي في (( تذكرة الحفاظ )) في ترجمة الحافظ الرافضي ابن خراش ( ت 283 هـ ) الذي ألّف جزءاً في (( مثالب الشيخين )): جهلة الرافضة لم يدروا الحديث ولا السيرة ولا كيف ثم، فأما أنت أيها الحافظ البارع الذي شربت بولك إنْ صدقت في الترحال، فما عذرك عند الله مع خبرتك بالأمور؟! فأنت زنديق معاند للحق فلا رضي الله عنك. مات ابن خراش إلى غير رحمة الله سنة ثلاث وثمانين ومئتين. اهـ.
علّق الشيخ إبراهيم الهاشمي الأمير في (( المصنفات التي تكلّم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً )) ( 1 / 332 / حاشية 1 ) قائلاً: وفي كلام الذهبي هذا فائدة قيمة بأن جَعَلَ من ضوابط الحكم على الرجل المبتدع بالزندقة – سعة الاطلاع ومعرفة الحديث والرجال - لقيام الحجة وظهور المحجة له، وممّا يؤيّد هذا أنه قال في ترجمة الحافظ ابن عقدة: (( قلت: قلت: قد رمي ابن عقدة بالتشيع، ولكن روايته لهذا ونحوه - وهو عن علي مرفوعاً (( يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة من الاولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين ))، وقول سفيان الثوري (( لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال )) - يدل على عدم غلوّه في تشيعه، ومن بلغ في الحفظ والآثار مبلغ ابن عقدة، ثم يكون في قلبه غلّ للسابقين الاولين، فهو معاند أو زنديق، والله أعلم.

14 -

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس