عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 11-08-2010, 01:06 AM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي

مناسك الحج والعمرة في سؤال وجواب [6]


عبد الرحمن بن ندى العتيبي





س62: ما معنى كلمة (نسك)؟

ج62: النسك يأتي بمعنى العبادة أو الذبيحة قال تعالى: { لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ } [الحج: 67]، أي شريعة أو عبادة عاملون بها، وقال تعالى:{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)} [الأنعام].

النسك العبادة او الذبيحة ومنه الهدي والأضحية ففي الحديث عن البراء بن عازب رضي الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ذبح قبل الصلاة - أي صلاة عيد النحر فليس من النسك في شيء وإنما هو لحم قدمه لأهله" [رواه البخاري ومسلم].

والعبادات في الحج كالطواف والسعي ورمي الحجار والوقوف بعرفة تسمى مناسك قال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)} [البقرة].

فمناسك الحج هي أعمال الحج وفي الحديث الذي رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "خذوا عني مناسككم".



س63: ما تفسير قوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97)} [المائدة]؟

ج63: أي صيّر الله الكعبة قياماً للناس في مجيئهم إليها قيام لأمور حياتهم ومصالحهم فلها علاقة بأداء المناسك والقيام بعبادة الله وعند قيامهم بأمر الله بالحج إلى بيته تحصل لهم المنافع الدينية والدنيوية ففي طاعة الله الجنة وفي الحج الأمن والتجارة ومنافع كثيرة، وبالحج تُغفر ذنوبهم وتُكفر سيئاتهم وتُستجاب دعواتهم وبسبب قصد بيت الله يحصل إنفاق الأموال والتعارف بين المسلمين والوقوف على أحوالهم وسد حاجاتهم ويحدث بينهم التواصل والألفة والترابط فأصبحت الكعبة (قياماً للناس) أي مدار لمعاشهم ودينهم وجعل الله الحج إلى بيته الحرام فريضة من فرائض الدين وسميت الكعبة بهذا الاسم لأنها مربعة فكل بيت مربع فهو مكعب وكعبة وقيل سميت كعبة لنشوزها عن الأرض، وسميت "بيت" لأن لها جدران وسقفا كالبيت، وتُسمى بيت الله إضافة تشريف كناقة الله وشهر الله وسمي حراماً لتحريم الله إياه (والشهر الحرام) قيل إنه شهر ذو الحجة لأنه زمان تأدية الحج وقيل الأشهر الحرم الأربعة: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، فإن العرب كانوا لايطلبون فيها دماً ولا يقاتلون فيها عدواً فكان في ذلك قيام للناس لما يحصل لهم من الأمن والاستقرار، (والهدي والقلائد) أي وجعل الهدي والقلائد قياماً للناس والهدي ما يُساق للحرم أو يذبح هناك ويتعلق بالنسك والقلائد توضع على الهدي أو يتقلدها الشخص فمن رأى ذلك لا يتعرض له بسوء لأنهم كانوا يحترمون من كان يقصد بيت الله فأصبح ذلك قياماً للناس، (ذلك) اشارة إلى ما جعله الله قياماً للناس وهي الكعبة والشهر الحرام والهدي والقلائد وذلك لعلم الله بمصالح عبادة وما تستقيم به شؤون حياتهم ويسعدون به في آخرتهم ولذلك فرض عليهم الحج إلى بيته الحرام وهو اللطيف بعباده وعلمه محيط بكل شيء سبحانه وبحمده وكل الخير في امتثال أمره فهو الحكيم الخبير.



س64: كم عدد أركان الحج؟

ج64: أركان الحج أربعة:-

-1 الإحرام وهو (نية الدخول في النسك).

-2 الوقوف بعرفة.

-3 الطواف (طواف الافاضة).

-4 السعي بين الصفا والمروة.

س65: ما الحكم اذا ترك المحرم ركناً من أركان الحج؟

ج65: من ترك ركناً منها لم يتم حجه.




س66: ما واجبات الحج؟

ج66: واجبات الحج هي:

-1 الاحرام من الميقات.

-2 الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس.

-3 المبيت بمزدلفة.

-4 الرمي.

-5 الحلق أو التقصير.

-6 المبيت بمنى ليالي التشريق.

-7 طواف الوداع.

س67: عدد لنا أركان العمرة؟

ج67: أركان العمرة ثلاثة:

-1الاحرام (نية الدخول في النسك)

-2 الطواف.

-3 السعي.




س68: ما واجبات العمرة؟

ج68: واجبات العمرة هي:

-1 الاحرام من الميقات

-2 الحلق أو التقصير.




س69: هل يعتبر الطواف بالكعبة فيه تعلق بغير الله؟

ج69: من يطوف بالكعبة فهو يمتثل أمر الله الذي قال: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}، فالذي أمر بقصد البيت الحرام والطواف حوله هو الله والذي أمر ببناء الكعبة هو الله، وكل أعمال المسلم الموحد تدور على نية التعلق بالله وحده وامتثال أمره والاقتداء بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال:"خذوا عني مناسككم" [رواه مسلم]، والصحابي الجليل عمر بن الخطاب عندما قبل الحجر الأسود قال: "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله قبلك ما قبلتك". وتشريف بعض الأماكن وتعلق أداء العبادة بها لا يعني صرف العبادة لها أو التعلق بها بحيث يعتقد أنها تضر أو تنفع من دون الله فالمسلم كل عباداته لله قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ}. والأعمال التي يقوم بها المسلم حال الطواف هي ذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار والدعاء وقراءة القرآن.





س70: من أين يبدأ الطواف وأين ينتهي؟ وما صفته؟

ج70: يبدأ الطواف من الحجر الأسود وينتهي عنده وإذا ابتدأ الطواف يكون على طهارة ويبدأ بالحجر الأسود ويكبر مع بداية كل شوط من أشواط الطواف السبعة، ويقبل الحجر الأسود فإن لم يستطع تقبيله استلمه بيده وقبل يده، وإلا لف المقام. -عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "قّدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا ثم صلى خلف المقام وطاف بين الصفا والمروة" [رواه البخاري]. وينبغي أن يؤدي هذه العبادة بخشوع ويحرص على عدم إيذاء الآخرين.





س71: ما الذي يُقرأ من السور عند صلاة ركعتين خلف المقام بعد الانتهاء من الطواف؟-

ج71: من صلى ركعتين خلف المقام بعد الطواف يقرأ من الركعة الأولى (قل هو الله أحد) وفي الثانية (قل يا أيها الكافرون)، كما فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.




س72: من لم يصل ركعتين خلف المقام بعد الطواف لشدة الزحام فهل عليه شيء؟

ج72: صلاة ركعتين خلف المقام بعد الطواف لا علاقة له بصحة الطواف، ممن لم يصلي ركعتين طوافه كامل وصحيح، وصلاة ركعتين سنة ينبغي الحرص عليها ويؤجر فاعلها لاقتدائه بالنبي صلى الله عليه وسلم لكن إذا كان الزحام شديداً شق عليه فعل ذلك فلم يصل فلا حرج عليه.





س73: الإحرام أحد أركان الحج فما المقصود بالإحرام؟

ج73: الإحرام وهو نية الدخول في النسك، ويقصد به أن ينوي بقلبه الدخول في هذه العبادة ثم يحدد نوع نسكه، فإن كان مفردا قال "لبيك حجا"، وإن كان قارنا قال "لبيك عمرة وحجا"، وإن كانت عمرة قال "لبيك عمرة"، والنية شرط لصحة جميع الأعمال، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات"، ومحلها القلب ولا يتلفظ بها، قال تعالى:{أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)} [العنكبوت]،فالله يعلم ماذا يقصد العبد بعمله ولا يشرع التلفظ بما نوى إلا في الإحرام لوروده عن النبي صلى الله عليه وسلم على الحاج أن يستحضر نية الدخول في الحج وأن يكون الدافع له للتنقل بين المشاعر، هو التعبد والقيام بشعائر الحج وإن حصلت التجارة والسياحة تبعا فلا بأس، قال تعالى:{ليشهدوا منافع لهم}، ولا بد من معرفة الفرق بين الإحرام والإحرام من الميقات، فالإحرام ركن لا يصح الحج بتركه، والإحرام من الميقات واجب.







تاريخ النشر 09/11/2009
جريدة الوطن (الكويت)

__________________
رد مع اقتباس