كلامُ الشيخ الحبيب و العالم الأريب أبي الحارث - وفقه الله - حقٌّ و صوابٌ ، مقرّرةٌ أصولهُ ، محرّرةٌ فصوله ، و هو يدلُ على علمٍ جليل ، و فهمٍ نبيل ، و أسألُ الله أن يجعلهُ بلسما شافيا ، و جوابا كافيا ، يُطفئُ به لهيبَ وَحر الصدور ، و يذهب به الفتن و الشرور ، و يربط به - و على الحق الذي فيه- قلوب أهل السنة المرابطين على الثغور...
غيرَ أني أرى فيه مجانبة للصواب في موطنٍ وحيدٍ فريد ، أحببتُ التنبيه عليه ، و الإرشادَ إليه ، رجاء عوْدِ نفعهِ عليَّ - من الله - أجرا - أو من شيخنا - تصويبا
و ذلكم هو قول شيخنا الحبيب - سدده الله - : (( وأنبّه -في آخر هذه النقطة- إلى أنّ فضيلة الشيخ الفوزان يذكر –هنا- (التسجيل الصوتي) مُعتبراً إيّاه دليلَ إثباتٍ!! مَعَ أنّه -حفظه اللهُ- قال -بالحرف الواحدِ- أثناء ردّه على الأخ الشيخ خالد العنبري-: «والأشرطة لا تكفي مرجعاً يُعتمد عليه في نقل كلام أهل العلم؛ لأنّها غير محرّرة»!!!
فبأيِّ حُكميه نأخذ؟! ))
أقول : لم يختلف كلامُ الشيخ العلامة صالح الفوزان - وفقه الله - في هذه المسألة ، حتى يستفسر عنه ، فكلامه جليٌّ - فيما يظهر - و أن كلامه مع الشيخ خالد العنبري - حفظه الله - غير كلامه في هذا الموضع ، فالمحالّ متعددة ، و الموضعان مختلفان ، و لكل مقامٍ منهما مقالهُ .
فكلامه ها هنا كان حول طريق من طرق الإثبات ، و أن من طرق إثبات قول العالم (التسجيل الصوتي) و أنه - به - يثبتُ قول العالم سواء أكان قوله ذلك محررا أو غير محرر ، فالمهم من هذا الطريق إثباتُ القول - لا غير -
أما كلامه مع الشيخ خالد - وفقه الله - فهو هل تكفي هذه الأشرطة (مرجعا) (يعتمدُ عليه) في نقل كلام أهل العلم ، فكان جواب الشيخ أنها (لا تكفي) لأنها (غير محررة) لا لأنها (لا تثبتُ) عنهم
فكان كلامُ الشيخ مؤتلفا غير مختلف و أن (التسجيلات الصوتية) بيّنة من البيّنات التي (يثبت) بها ( صدور الأقوال) ، و أنها مما (لا يعتمد) عليها (مفردةً) - لكونها (غير محرّرة)- في (نقل كلام الرجال)
و لعلّهُ - بهذا - قد وضح الفرق ، و ظهر الحق
و الحمد لله رب العالمين