الموضوع: الروح
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 05-18-2015, 12:17 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي ضلال بعض الفرق بسبب الروح

ضلال بعض الفرق بسبب الروح

لما صار المذهب المادي في القرون الأخيرة أنكر أصحابه الروح، فقالوا ليس سوى المادة، والعالم المنظور، ولا مكان للروح في الوجود.

ثم قامت مؤسسات وجمعيات تدافع عن وجود الروح، منها : "جمعية المباحث الروحية في انجلترا ســـنة 1882م".

مع أن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهر أثبتتها مع انبلاج فجر الإسلام وانتشار نوره، ونحن كمسلمين – بفضل الله تعالى - نؤمن بهذا ونصدق به ونثبته كما جاء، وممن ضل في فهم الروح :

1.
بعض من الفلاسفة والمتصوفة فقالوا بعقيدة الإتحاد والحلول، ووحدة الوجود، وهي عقيدة فاسدة تأباها النفوس السوية والفطر السليمة.

وعقيدة الإتحاد والحلول تعني : أن روح الله تحل في كل شيئ من مخلوقاته، فالكل عندهم إله، وليس في الوجود سوى الله، الذي خلق الوجود من نفسه لنفسه، فلا فرق عندهم بين خالق ومخلوق.

ولهم أشعار يتغزلون بنساء على أنهنَّ الله – تعالى الله عما يقولون علوًا عظيما -. انظر إلى أشعار وأقوال ابن عربي النكرة – بلا أل التعريف - في الفتوحات المكية، وأقوال عبد الكريم الجيلي في كتابه الإنسان الكامل، والشعراني، والشبلي وغيرهم. تجد – حماك الله - ما يقشعر منه الأبدان".

2. وبعقيدة الإتحاد والحلول ضلّ أيضًا بعض النصارى في عيسى ابن مريم – عليه الصلاة والسلام – فقالوا : لأن الله – جلّ وعلا - نفخ في أمه من روحه، فإن نصفه إلهي، ونصفه إنسيّ، وهو ما يسمى عندهم" باللاهوت والناسوت ". - تعالى الله عما يقولون علوًا عظيما -.

ولقد امتدح الله - تبارك وتعالى – السيدة مريم بقوله : ﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ [سورة الأنبياء : 91].

وذكرها " في القرآن الكريم " - باسمها تكريمًا لها - ولم يذكر اسم امرأة من النساء غيرها فقال سبحانه : ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ [سورة التحريم 12].

وأقام عليهم الحجة بقوله – بقول الله – تعالى - : ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [سورة آل عمران : 59].

وقول الله - تبارك وتعالى - : ﴿مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [سورة المائدة : 75].

3. فمنهم من غلا في تعظيم الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ حتى جعل منه ابنا لله – تبارك الله تعالى عما يقولون علوا عظيما – وما هو ﴿إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ فأكذبهم الله - تعالى - بقوله : ﴿قـُُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [سورة الإخلاص].

4. ومنهم من اتخذ من الصديقة مريم ابنة عمران ومن ابنها عِيسَى، إلهين من دون الله – تبارك الله تعالى عما يقولون علواً عظيما – فيتبرأ عيسى - عليه الصلاة والسلام - من قولهم، قال الله – تعالى - : ﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ۞ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ۞ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [سورة المائدة 116 – 118].

وقد (قام رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ بهذه الآية ليلة يرددها حتى أصبح. وهي : ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [سورة المائدة 116 – 118].

[بها يركع وبها يسجد وبها يدعو] [فلما أصبح قال له أبو ذر - رضي الله عنه - : يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت، تركع بها وتسجد بها] [وتدعو بها] [وقد علمك الله القرآن كله] [لو فعل هذا بعضنا لوجدنا عليه ؟] قال : (إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي فأعطانيها وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله شيئا)]. صحيح رواه أحمد ، والنسائي ، وابن خزيمة (1/ 70/ 1) . انظر : [صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - 89 ــ 90].

اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم.
واجز اللهم نبينــــا وحبيبنــــا محمد - صلى الله عليه وسلم - خير ما جزيت به نبيـــــًا عن أمته.
وارزقنا اللهم شفاعته، واحشرنا تحت لوائه، واسقنا شربة من حوضه لا نظمأ بعدها أبدا.
آمين... آمين، وصلي اللهم على سيد الأنبيــــاء والمرسلين، وعلى آله وصحبــــــه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس