الموضوع: الروح
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-05-2015, 09:24 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الروح

الروح

3. الرَّوْح : حفظ الله وتأييده ورعايته لعباده المؤمنين: قال الله - تعالى - :﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ۞ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [سورة يوسف 86 – 87].

4. الروح : ويراد بها الأمر : ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا [سورة النساء 171].

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) (متفق عليه).

5. الروح : ويراد بها الحياة على قراءة مَن ضم، قال الله - تعالى - : ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ۞ فَروحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ [سورة الواقعة 88 – 89].

وعن عبد الله بن شقيق عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم - يقرؤها ﴿فروحٌ ورَيْحان) قال الشيخ الألباني : (صحيح الإسناد) انظر : [سنن أبي داود 3/ 35 رقم 3991].

6. الروح : الريح والرائحة : عن عبد الله بن العلاء أنه : سمع القاسم بن محمد بن أبي بكر أنهم ذكروا غسل يوم الجمعة عند عائشة فقالت : (إنما كان الناس يسكنون العالية، فيحضرون الجمعة وبهم وسخ، فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم (1) فيتأذى بها الناس، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : (أَوَ لا يغتسلون) (صحيح) انظر : [3/ 93 رقم 1379].


7. الروح التي تنفخ في الجسد، وهي موضوع البحث : وتطلق على النفس، وعلى البدن لأن بها قوام حياته، إذ أن الجسد من تراب، ولو حُللت عناصره لوُجدت أنها لا تختلف عن عناصر الأرض.

أما الروح فكل ما نعرفه عنها أنها إذا دخلت الجسد دبّت فيه الحياة، فبها يتحرّك، وبها يدرك، يحسّ، يتألم، يعي، يفكّر، يتعلم، يريد، يختار، يحبّ ويكره.

تزكو الروح وتطهُر بالإيمان وطاعة الرحمن، حتى تبلغ بصاحبها أعلى الجنان، وتخبث وتفسد بالفجور والعصيان، حتى تبلغ بصاحبها الدرك الأسفل من النيران.

يا خادم الجسمِ كــم تشقى بخدمتــه *** أتعبتَ نفسك فيما فيـه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان.

فإذا قبض ملك الموت الروح وفارقت الجسد تحوّل إلى جثـةٍ هامدةٍ بلا حياةٍ ولا حِراك.

ووجود الروح في الأجساد متفق عليه في الرسالات السماوية كلها.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.

___________

(1) أي : إذا هبت الريح وأصابتهم سطعت رائحتهم.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس