عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-15-2013, 12:54 AM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post [ مقطع مفرغ ] (حَقُّ الليلة ) تراث أم إحداث؟! _ محمد بن غيث

(حَقُّ اللَّيْلَةِ)

تُرَاثٌ أَمْ إِحْدَاثٌ ؟!


((...قالَ الإمامُ ابن بَطَّة_رحمهُ الله_والمتوفى سنة 387_:((رَحم الله عبدًا لَزِمَ اْلحذَرَ وَاقْتَفَى الَأثَرَ ، وَلَزِمَ اْلجَادَّةَ اْلوَاضِحَةَ،وَعَدَلَ عَن اْلبِدْعَةِ اْلفَاضِحَةِ))

دَرَجَ النَّاس في هذه اْلمنطقة مِن اْلعالم _بِالذَّات_،أعني: بعض دُولِ اْلخليج ومن جاورهُم
من دُول تخصِيصَ النِّصفِ مِن شعبان _وبعضهم يخصِّصُونَ النّصفَ من رمضان_ بتوزيعِ
اْلحلوى ومَا يُفرحُ الَأطفال ،وعملِ الَأطعمةِ وتوزيعِها على اْلجِيرانِ ،وقد يَتْبعُ ذلك زيٌ معيّنٌ للأطفالِ _خاصّةً اْلبنات منهم _ ،والتّطوافِ على اْلبُيُوتِ ،وإنشادِ بعضِ اْلكلماتِ، مثل :
(أعطُونا الله يعطِيكُم) ونحو ذلك ،ويسمّونهُ بـ"حقِّ اللَّيلة" ، أو بـ"حقِّ الله"،أو بـ"الثَّواب

كلماتٌ دارجةٌ في اْلمجتمع! ،فهل هذه الَأفعال _أيهّا الَأفاضل_ من قبيلِ اْلعادة والمورُوث الَّذي قد يُتساهلُ فيه ؟ أمْ أنها ممّا يدخلُ
في الِإحداثِ في الدِّين ؟ فيجبُ تركهُ ، وتحذيرُ النَّاس منه ؛ شفقةً عليهم وعلى دينهِم ،واْلمرجِعُ في ذلك إنَّما هو قواعدُ شرعِنا وأقوالُ علمائِنَا _عليهِم رحمةُ اللهِ-
ومن اْلمقرّر عند اْلعلماء أَنَّه ليس كلّ ما هو عادةٌ يكون جائزًا ،
فمن اْلعادات ما يخَالفُ الشَّرعَ اْلحنيفَ،
ومِن اْلعادات مَا يكونُ أصلُهُ بدعةً ،
ومنها مَا يكونُ أصلُه اعتقادًا ،ونحو ذلك ،
فلننْظر في (حقِّ ليلَتِنَا) !وأنا لَا أُطيل ،إِنما أذكرُ أربعةَ أمورٍ ،كُلُّ واحدٍ منها يكفِي في إبطالِ هذا اْلعادة،والدِّين النَّصيحة.


الأمر الأول:التسمية:
وتسميتُها بـ"حَقِّ اللَّيلةِ"، أو بـ"حَقِّ اللهِ"،أو بـ"الثَّواب" ،هذه التَّسميات :اْلحقُّ والثَّواب ، تتعلّقُ بالشَّرعِ وليس باْلعادة ،

فـ"حقّ اللَّيلة "أي: ما يجبُ لليلةِ ،واْلواجب لَا يكونُ إلَّا من الشَّرع ،
والتَّسمية الُأخرى:"حقّ اللهِ" أوضحُ وأوضحُ ،
فهي للهِ!، وليست عادة إنما هيَ قربةٌ وعبادةٌ ،لِأَنها لله !!،ولذلك يسمّيهَا بعضُ النَّاس بـ"الثواب "، والَأطفال يقولُون:
(أعطونَا الله يعطيكُم )، والله لَا يُعطي على اْلعاداتِ والتَّقاليدٍ والتُّراث! إنما يُعطي على اْلقُرَبِ واْلعباداتِ ،واْلعباداتُ لَا تكونُ
إلَّا من شَرعِ الله _عزّوجلّ _، وعلى ألسنةِ رسولهِم _عليهِم الصَّلاةُ والسَّلامُ_ ،

ولو تأمّلتُم الُأنشُودةَ الَّتي تقالُ في هذه اْلمناسبةِ على ألسنتِهِم ،لَعلمتم أَنها مِن أَجَلِّ اْلعباداتِ ومن اْلواجباتِ!! ،فأينَ هذا من اْلعادةِ؟ وهذا أمرٌ واضحٌ،التَّسمية تكفِي في إبطالها، فجعلوها ثوابًا وحقًا للهِ وللَّيلةِ ، يجعلهَـا عبادة!!

الأمر الثاني:

يقولُ اْلعلماءُ _رحمهم الله _:إنَّ مبدأَ هذا الاحتفالِ واْلفرح اعتقادٌ وليس عَبَطٌ من اْلفعلِ ،يقولُ العلماء :((إنَّ أصلَ هذه اْلعادة والاحتفال إنما هو اعتقادٌ ،ففِي النِّصفِ من شعبان سنة 255هـ وُلد الْمهديّ محمد بن الحسن العسكريّ ،فهم يحتفلونَ ويفرحونَ لِيومِ مولدهِ ،فهو يومُ عيدِ ميلادٍ وليست عادة وتُراث!!

و لا تقلْ لي :بعض النَّاس يحتفلُ في النَّصف من رمضان،ويوم اْلميلاد في النِّصف من شعبان _عند من يحتفلُ_!!

نقول :هم يعتقدُون أيضًا أنَّ في النِّصفِ من رمضان سيخرُج ،فيحتفلونَ بـيومِ مولدهِ في النِّصفِ من شعبان ،ويحتفلونَ بِـيومِ خروجِهِ في النِّصف من رَمَضَان ،فهم يقدّمُون اْلفرحةَ قبلَ خروجهِ ،ويقدّمون الْفرحةَ في يومِ مولدهِ،
رد مع اقتباس