عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-12-2017, 01:15 PM
ابو العلاء السالمي ابو العلاء السالمي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 343
افتراضي


جهالات بعضها فوق بعض.


حقا وصدقا، إن هذه الأخطاء -مع ما سبق نشره في هذا المنتدى- تثبت لأتباع لزهر سنيقرة أنه جاهل متطفل على العلم.

أقول هذا الكلام لمن بقيت له ذرة عقل من أتباعه المنخدعين به، الذين كانوا ولا يزالون يصفونه بالعالم، وسماحة الوالد، وأسد السنة، لعلهم يخلعون التعصب الذميم، والتقليد الأعمى، وينفضون أيديهم من لزهر وشاكلته، فالحق لا يعرف بالرجال، ولكن الرجال يعرفون بالحق.


والحمد لله فكثير من طلبة العلم في الجزائر، على دراية بضعفه العلمي، وهُزالِه التأصيلي، فالرجل بينه وبين العلم مفاوز تنقطع دونها أعناق الإبل، فلا لغة فصيحة أنت سامعها، ولا مادة علمية تستفيد منها، تسمع كل شيء إلا العلم، ، فالرجل يهرف بما لا يعرف وبجدارة.

ومن ذلك تطاوله وجرأته على أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، فكيف سمح لنفسه بشرح صحيح البخاري رواية ودراية، وهو لا يضبط أسماء رواته، ومن غير سابق علم، ولا اطلاع واسع على شروحات العلماء.


وإنك لتجد عجبا من جرأته على الفتيا، والكلام في مُدلهمّ المسائل وخطير القضايا، فقد وضع له أتباعه لقاء بعنوان ساعة اجابة على الأسئلة الواردة، عبر موقع التصفية والتربية، ليجيب فيها عن أسئلة الناس وقضاياهم، فقولوا لي بربكم متى صار مفتيا ومن شهد له بالفتيا؟ وكيف رضي لنفسه الإقدامَ عليها، وقد تورع عنها كبار العلماء؟

فواعجبا منه، أتى بطوام علمية، لا يصدر مثلها عن صغار الطلبة، ثمّ تجده يخوض في مسائل الجرح والتعديل، وكأنه حامل لوائها، ورافع رايتها، بلا تورع ولا خوف من الله.


فرحم الله الشيخ الألباني -رحمه الله- حين قال في الصحيحة، معلقا على قول أبي إسحاق الشاطبي -رحمه الله- في كتابه الإعتصام (99/3) وهو في صدد بيان علامات أهل البدع والأهواء: «والعالِمُ (تأملوا لم يقل: طالب العلم!) إذَا لَمْ يَشْهَدْ لهُ العُلَمَاءُ، فهو في الحُكْمِ بَاقٍ في الأَصْلِ مِنْ عَدَمِ العِلْمِ، حتَّى يَشْهَدَ فيه غَيْرُه، ويَعْلَمَ هو من نَفْسِهِ ما شُهِدَ لهُ بِهِ، وإلاَّ فهو على يَقينٍ مِنْ عَدَمِ العِلْمِ، أوْ على شَكٍّ؛ فاخْتِيَارُ الإِقْدَامِ في هاتَيْن الحَالَتَيْنِ على الإِحْجَامِ، لا يَكُونُ إلاّ بِاتِّبَاعِ الهَوَى؛ إذْ كان ينْبَغي له أنْ يَسْتَفْتِيَ في نَفْسِهِ غَيْرَهُ، ولَمْ يَفعَلْ، وكان مِنْ حَقِّهِ أنْ لا يُقْدِمَ إلاَّ أنْ يُقَدِّمَهُ غَيْرُهُ ولَمْ يَفْعَلْ ».

فعلق العلامة الإمام الألباني على هذا الكلام قائلا : «هذه نَصِيحَةُ الإمَاِم الشَّاطِِبِي إلى (العالِمِ) الذي بإِمْكَانِه أنْ يَتَقَدَّمَ إلى النَّاسِ بِشَيْءٍ من العِلْمِ، يَنْصَحُهُ أنْ لا يَتَقَدَّمَ حتَّى يَشْهَدَ له العُلَماءُ؛ خَشْيَةَ أنْ يَكُونَ من أهل الأَهْواء، فماذا كان يَنصَحُ يا تُرى لو رَأَى بعْضَ هؤلاء المُتَعَلِّقينَ بهذا العِلْمِ في زمَنِنَا هذا؟ لاشكَّ أنَّه كان يَقُولُ لَهُ: «لَيْسَ هذا عُشَّكِ؛ فَادْرُجِي»، فهَلْ مِنْ مُعْتَبِرٍ؟!
وإنّي ـ والله ـ لأَخْشَى على هذا البَعْضِ، أنْ يَشْمَلَهُم قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: " يُنْزَعُ عُقُولُ أهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، ويُخْلَفُ لَهَا هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ، يَحْسَبُ أَكْثَرُهُم أَنَّهُم على شَيْءٍ، ولَيْسُوا على شيْءٍ " » السلسلة الصحيحة (713/2).



ولا يظنّنّ أحد ، أن تزكية الشيخ ربيع له، في وقت من الأوقات !! لضروف خاصة!!، والتي ربما انتهت مدة صلاحيتها!! تؤهله للتصدر، والتوقيع عن رب العالمين، ورسوله الأمين -صلى الله عليه وسلم- ، مالم يشهد له عمله بذلك، فإنما يزكي المرءَ عملُه الصالح، وعلمه النافع، وأخلاقه الفاضلة.

ولا يغرنّكم كذلك ثناء بعض المشايخ وطلبة العلم له، فكثير منهم رفعه لا لشيء، إلا ليُرفع معه، أو خشية السقوط تحته، وهذا بلا شك من أعظم أمراض القلوب التي ابتلي بها السلفيون في هذا العصر، والله المستعان، وإلا قولوا لي بربكم، كيف يُنسب إلى العلم، وجهله قد ذاع وانتشر، و سارت به الركبان.

فيا إخواننا لا يغرنكم هذا المنهج المسخ، وخذوا بنصيحة أهل العلم الصادقين الناصحين، فهذه فرصتكم للرجوع إلى الحق، ورحم الله شيخنا الحلبي -حفظه الله- حين قال:

«يا إخواننا-ولا أزالُ أقول:إخواننا-:
إنها فرصتُكم –أكاد أقول: الأخيرة!- أن تخلعوا هذا الفكر الأجنبيّ (المسخ) الدخيل على الدعوة السلفية...والذي يتصارعُ على تسنّم ذُراه ، و (حمل بلاء لوائه!) ثلاثةٌ من الشيوخ-ووراءهم طامعون طامحون(!)تابعون!-؛ اجتمعوا على شيء..وتناقضوا في أشياء! كلٌّ يستعجلُ الرئاسة والزعامة..تلكم الشهوة الخفية(!)والتي تكاد تخرج –على خفائها!-من آنافِهم!!
»

ويا شيخ لزهر إن كنت لا تدري بأنك جاهل، فغيرك يدري، وقد بينوا لك ذلك، بما لا يدع مجالا للشك، وأظنك الان تدري، فعليك ببطلب العلم، و ثني الركب عند العلماء، ودع عنك التصدر، والتوقيع عن الله ورسوله بغير علم، وارجع رجوع الأفاضل إلى الحق، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، فقد ثبت عنك قولك: والرجوع إلى الحق منهجنا، ولأن تكــون ذنَبا في الحق ، خير لك من أن تكون رأسا في الباطل.
فوالله لازلنا نحب لكم الخير، وإن بغيتم علينا، نسأل الله أن يردكم إلى الحق ردا جميلا.




ومن هنا أدعوا المشايخ السلفيين في الجزائر، وعلى رأسهم الشيخ فركوس -حفظه الله- لما له من ثقة كبيرة، وكلمة مسموعة بين الشباب السلفي في الجزائر، أن ينصحوا الشيخ لزهر، بطلب العلم وترك التصدر للدعوة والتدريس، وأن ينصحوا كذلك الشباب السلفي، بعدم أخذ العلم عنه ، حتى يتأهّل لذلك، فلا ينبغي السكوت عن جهالاته من دون نكير،فالشباب السلفي من الجيل الأخير، حائر يتخبط في هذا الفساد العلمي والإنحراف المنهجي، محتاج إلى ناصح أمين، يأخذ بيده إلى شاطئ البر و النجاة.

ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.

__________________

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10]
رد مع اقتباس