[السلفي السطائفي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، وعلى آله وصحبه والتابعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
فلست من أهل الكتابة ولا من منشئيها ، بل أرى أنها ضرب من ضروب الاستعجال التي ابتلي بها كثير من الشباب ودرب من دروبه ، ومن تزبب قبل أن يتحصرم وقع في شهوة الكتابة والتأليف ، لذلك رأيت أن أمسك عنها وأمشي في مسيرة نور القراءة ونبراس الطلب والتحصيل الهوينا عملا بنصيحة الإمام الألباني رحمه الله تعالى التي سمعتها منه منذ زمن بعيد، وهي دونك ، قال رحمه الله :" أنا أنصح الشباب أن يتركوا الكتابة والتأليف وأن يتعلموا ، شاب درس علم الحديث سنوات مثلا بعدها يأتي يؤلف في علم الحديث ،
أقول : لا تفعل ، لا أقول لا تبحث في العلم اُكتب البحوث لكن لا تنشرها ضعها في الدرج بعد سنة سنتين أعد النظر فيها ستجد أخطاء كثيرة لكن الحمد لله أنت تكشفها أنت تصححها، لمَ لمْ يصححها غيرك ؟ لأنك لم تتعجل في نشرها " .اهـ
واستجابة لتحذير الشيخ العلامة البحاثة "بكر أبو زيد" رحمه الله تعالى حين قال :" كما يكون الحذر من الـتأليف الخالي من الإبداع في مقاصد التـأليف الثمانية والذي نهايته (تحبير الكاغد) فالحذر من الاشتغال بالتصنيف قبل استكمال أدواته واكتمال أهليته والنضوج على يد أشياخك فإنك تسجل به عارا وتبدي به شنارا " وقال :"ولا تنس قول الخطيب :" من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس" .اهـ
بعد النصيحة والتحذير قلت : يا أبا بكر !
فدع عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالمداد
ولكن ...اضطررت للبيان ودفع الشبه لا للكتابة المتمحضة عن الحاجة والضرورة .
فقد أوقفني أحد الناصحين على كلمة(1) نشرت في ساحات الأنترنت لأحد دكاترة جامعة العلوم الاسلامية الأمير عبد القادر بقسنطينة ــــ الجزائر ــــ ممن تربطني به الأخوة الاسلامية العامة والانتساب إلى منهج السلف الصالحين رضي الله عنهم أجمعين ملأها بالظلم والغيبة بله البهتان والازدراء .
ولست أدري لم شغل نفسه بي مع أنه لا يعرفني ولم أظلمه وأطلق لسانه بالطعن فيّ من غير تثبت ولا بينة ؟.
عجبت والدهر كثير عجبُه من عنزيٍّ سبّني لم أضرِبُه (2)
ومع شديد الأسف أقول : لقد خيبت ظني ورجائي فيك ـــ يادكتور ـــ فقد نقل إلي قبل سنوات أنك رجل حيي صاحب خلق حميد ، فهل أثــرّت فيك شبهات أهل البدع والأهواء من أشاعرة وغيرهم ، وشهوات الاختلاط المحرم الذي تزاوله الفينة بعد الفينة بالجامعة حتى أذهب عنك ماكان فيك محمودا ؟!!!
ظننت بهم ظنا جميلا فخيبوا رجائي وما كل الظنون تصيب
لم الكتابة والرد ؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال أقول : ما أجمل العافية !
ومن درر كلام السلف الأولين رضي الله عنهم أجمعين :" لَأن أعافى فأشكر أحبّ إلي من أن ابتلى فأصبر ".
قال الإمام أحمد رحمه الله :" كنت أحفظ القرآن فاشتغلت بالحديث فنسيته فدعوت الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(1) وكانت الكلمة ببلدة "بني عزيز" التي تقع شمال شرق مدينة سطيف على بُعد خمسين كيلو مترا أو تزيد
(2)هكذا بضم الباء "لم أضربُه "لأنه من الوقف بالنقل ، ويكون بنقل حركة الحرف الأخير إلى ما قبله وشرطه أن يكون ما قبل الحرف الأخير ساكنا .