[أبو محمد الجزائري الأثري]

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
إن مكانة المنبر في الدعوة إلى الله و تبصير الناس بأمور دينهم مكانة رفيعة عالية -و إن كانت هناك بدائل أظنها أقل نفعا في وقتنا الحالي- لكن نظر كثير من الناس متجه إلى المنابر ، لذا كان واجبا على الداعية الحق أن يعد العدة حتى يصل إلى الغاية المنشودة بإذن الله ، ألا و هي هداية الخلق إلى طريق الحق ، و بحكم مزاولتي للخطابة منذ مدة إلى وقتنا الحالي رغبت في أن أشارك ببعض النصائح المهمة :

أولا : أن تكون الخطبة تعالج قضايا الناس سواءا كانت عقدية أو أخلاقية أو تعبدية أو غير ذلك .
ثانيا : أن تكون اللغة قريبة من مستوى المخاطبين فلا يستعمل لغة معقدة تنأى عن الفهم السهل أو لغة ركيكة تقدح في مكانة الخطيب
ثالثا : أن يتجنب الخطيب إعادة الجمل بألفاظ مختلفة و الدوران حول نفس الكلام مما يبعث الملل في نفوس السامعين .
رابعا : أن يعود الخطيب نفسه على وضوح الصوت و قوته و جهوريته من غير إفراط خاصة مع وجود مكبرات الصوت ، فيتمرن على أداء متزن .
خامسا : أن يتجنب إستعمال الصدى بشكل كبير فهذا مما يبهم كثيرا من الكلام.
سادسا : أن يحاول الخطيب النظر إلى المصلين يمنة و ميسرة و أمامه و لا يجعل نظره ثاقبا دائما في الورقة.
سابعا : أن تكون الخطبة مشحونة بالآيات القرآنية و الأحاديث النبوية و كلام السلف و العلماء ، و يحاول أن يبحث في كلام الأئمة المتبعين في تلك الأوطان و الذين تميل القلوب لقبول الحق منهم ، مثال ذلك : أن الخطيب عندما يتكلم في التوحيد و الشرك و ما شابه فعليه أن يذكر نقولا عن الأئمة المتبعين في المغرب العربي و هم أئمة المالكية كما هو الحال عندنا -و لست أعني بذلك أن يقتصر عليهم-
ثامنا : أن تكون الخطبة قصيرة بشكل لا يمل و لا يخل بمعناها و حسب تجربتي المتواضعة فإن الخطبة الجيدة يتراوح زمنها ما بين 15 و 20 دقيقة ،و لا بأس أن يتجاوز هذه المدة بقليل عند الحاجة .
تاسعا : أن تكون الخطبة ممنهجة و منظمة و سنأتي بالكلام عليها في المرة القادمة -إن شاء الله-
لقد داهمني الوقت السلام عليكم