حين يتأمل طالبُ العلم بلهَ الشيخِ المُتفنّن؛ فضلا عن العَلَمِ المُحقِّق؛ مثلَ هذا الجواب السَّنَيقري حقّا يأسى لحال الدعوة السلفية، ويكلمُ نفسَه: لماذا يتكلمُ هؤلاء؟ ولم يتكلمون هكذا؟ فيما مرّ بي من جوابات عمي لزهر - كما يحلو للأخ عبد الله قويدر العيساوي ذكره - عن أحوال المسؤول عنهم لا أرى ما يمكنُ أن يُسمّى نقدا علميا يتدينُ به المرء ويصلح له حجة للعرضِ أمام الله سبحانه في الموقف الأهول يومَ الرعض الأكبر، فطيلةَ ما لحظتُ ذاك لم تقع عيني على كلام متناسق، ولا على دليل مستلزم لمدلوله، ولا بين المعطيات المُقدَّمة في مَقدِّمة الجواب وبينَ الحكم الذي يجب أن ينتُج!!! هذا يدل على ماذا أيها العاقل!؟ هذه واحدة، والثانية: تأمل جوابه؛ وإعادته لكلام السائل موهِما أنه يريد التثبت من صحة سمعه وفهمه وهو في الحقيقة يسترجع النفس ليعيد التوازن لمركبه الغارق، ويحررَ جوابا يسلم من تبِعة التناقض فيه ولكنه لم يفلح، وهكذا كلُّ عاطل عن حَلي العلم، ومخبوطٍ بأسواط آراء الرجال، أنظر ما يقول:
-(والله إذا كان السائل يقصد المشايخ الذين نحن معهم ومجتمعون بهم؛ فهو كذلك):
الجواب: أ-هل هؤلاء الأشياخ -في نظرك- هم الأوصياء على الدعوة السلفية في الجزائر!؟ وهم المعيار الخالص على شرع الله جل وعلا وأحكام دينه!؟. ب-قلت: إذا كان يقصد ... فماذا لو لم يكن يقصد...، المتقرر إذن أن من نبزته شاكلتك من الغلاة فهو المطروح ومن لا فلا!!! يالَل...
-قلت:(أنا لا أعرف من ينصح به -والله أعلم- وأنا منهم، ولا أخالفهم):
الجواب: أ- أهكذا تقام الحُجج وتنصب الدلائل على إسقاط الإخوة السلفيين بله طلاب العلم فضلا عن حوارييكم ومُكتتبِيكم ورواد منتداكم!!!؟ هكذا لا أثارة من علم، ولا برهان يشفي!. إن كنت لا تعرف من ينصح به فقد يكون في غيرك من يعرفُ من ينصحُ به بدليل أنك استدركت على نفسك وقلت: (والله أعلم).
ب-أنت منهم ولا تخالفهم هكذا دون قيد، لم تقل هذه الجملة في حق الأئمة الأعلام الثلاثة: ابنِ باز والألباني وابن عثيمينَ، ولا في حق من بعدهم كالعلامةِ العباد والعلّامةِ الخضير، والعلامة صالح آل الشيخ، وقلتها في حقّ عبد الغني وعبد المجيد وعبد الخالق!!!، سبحان الله!!! لا يعرف الواحد منكم متى ترفعوه ومتى تخفِضوه، فبينا هو عندكم من أهل الرياسات لا يُشقُّ غباره ولا يُسكُّ عِيارُه، فإذا هو من أهل الوضاعات والحماقات!!! والكُلُّ محض رأي؛ ما جاء به من سلطان عقلي ولا نقلي.
- في آخر جوابه أيها القارئ- الصابرُ عليّ ومعي مُكرَّما- تكملةُ جوابٍ، وكم ذا بلوناها والله -مثل هذه التكملةِ ونظائرها- ممن أسقِط في يَدِه، أو: علم خواءهُ من العلمِ يُدلي بها في لحظة قد علم فيها ضعفه، اسمعهُ يقول: (وهذا وشو..جاء عندكم هذا العويسي..؟! يتصلون به؟) ولا تعليق.
-إنّ كثيرًا ممن: "يُنَشَّأُ فِي الحِليَةِ وَهُوَ فِي الخِصَامِ غَيرُ مُبِينٍ" [الزخرف] تجدُ لها من الرُّشدِ في فهم هذه المسائل -لو حدّثتها- ما لا يوجد عند الجمع الجمّ من رواد المجالس الصنوبرية -مجالس لزهر-، أو رواد المنتديات السَّنَيقرية.
-وبعدُ: أيها الأخُ؛ ها أنت قد رأيتَ تعريجَ أخيك على هذه النبذة السنيقرية تعريجا خفيفا مُجتزَأً به، فهل ترى كلام هذا الأرعنِ كلامَ من ضبطَ لهُ العلمُ أقواله، وسدَّد الحِلمُ ألفاظه!!؟ وما أشبه ذلك مما طرقَ سمعك غير مرة. والسلام عليك.
|