[الرد على مَن يقول بأن النار لم تخلق بعد]
النَّار موجودة الآن؛ لقوله -تعالى-: ﴿أُعِدَّتْ﴾؛ ومعلوم أن الفعل هنا فعل ماضٍ؛ والماضي يدل على وجود الشَّيء.
وهذا أمرٌ دلَّت عليه السُّنَّة -أيضًا-؛ فإن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلم- عُرضت عليه الجنة والنَّار، ورأى أهلَها يُعذَّبون فيها:
رأى عمرَو بن لُحيٍّ الخزاعي يَجر قصبه -أي: أمعاءَه- في النَّار.
ورأى المرأة التي حبَست الهرَّة حتى ماتت جوعًا -فلم تَكن أطعمتها، ولا أرسلتها تأكل مِن خشاش الأرض-.
ورأى فيها صاحب المحجن -الذي كان يسرق الحُجَّاج بمِحجنه- يعذب. وهو رجل معه محجن -أي: عصا محنيَّة الرَّأس- كان يسرق الحُجاج بهذا المحجن؛ إذا مرَّ به الحجاج جذب متاعَهم، فإن تفطن صاحب الرحل لذلك ادعى أن الذي جذبه المحجن؛ وإن لم يتفطَّن أخذه؛ فكان يعذب -والعياذُ بالله- بمِحجنه في نار جهنَّم. (1 /85-86)