عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 09-21-2013, 03:13 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي هل تصح نية العمرة عن شخصين في آن واحد ؟

هل تصح نية العمرة عن شخصين في آن واحد ؟

السؤال:
[... تقول يا فضيلة الشيخ نحن نذهب ولله الحمد كل سنة إلى مكة المكرمة للعمرة في رمضان المبارك وفي كل مرة أنوي العمرة لأبي ومرة أخرى أنويها لأمي ولكنني في أخر مرة نويتهما لهما معاً فعندما سئلت عن أمر هذه العمر قيل لي بأنها تحسب لك ليس لهما هل هذا صحيح يا فضيلة الشيخ

جواب فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - : نعم، هذا صحيح عند أهل العلم - رحمهم الله - يقولون : إن النسك لا يمكن أن يقع عن اثنين، النسك لا يقع إلا عن واحد، إما للإنسان، وإما لأبيه، وإما لأمه، ولا يمكن أن يلبي عن شخصين اثنين، فإن فعل لم يصح لهما، وصار النسك له.

ولكني أقول أنه ينبغي للإنسان أن يجعل الأعمال الصالحة لنفسه، من عمرة وحج وصدقة وصلاة وقراءة قرآن وغير ذلك، لأن الإنسان محتاج إلى هذه الأعمال الصالحة، سيأتيه يوم يتمنى أن يكون في صحيفته حسنة واحدة.

ولم يرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى أن يصرفوا الأعمال الصالحة إلى آبائهم وإلى أمهاتهم، لا أحياءهم ولا إلى أمواتهم، وإنما أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الدعاء للأموات حيث قال - صلى الله عليه وسلم - : (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).

فتأمل قوله : يدعو له، لم يقل أو ولد صالح يقرأ له القرآن، أو يصلي له ركعتين، أو يعتمر عنه، أو يحج عنه، أو يصوم عنه، بل قال : أو ولد صالح يدعو له، مع أن السياق في العمل الصالح، فدل هذا على أن الأفضل للإنسان أن يدعو لوالديه، دون أن يعمل لهما عملًا صالحًا يجعله لهما، ومع ذلك، فإنه ومع ذلك فإنه لا بأس أن يعمل عملاً صالحاً يجعله لوالديه أو أحدهما، إلا أن الحج والعمرة لا يلبّى بهما عن اثنين، نعم.

مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : الحج والجهاد.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس