عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 05-21-2010, 12:02 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

الجمع بين {اليَومَ نَنْسَاكُم} وبين {ولا يَنْسَى}

[سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-]

قال -سبحانه- مُخاطِبًا الكفار وهم في النار: {الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} [الجاثية: 34]، وقال -سبحانه-في آية أخرى-: {فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52)} [طه]؛ فكيف نجمع بين الآيتين؟


[فأجاب]
معنى النسيان المذكور في الآيتين مختلف.
فالنسيان الذي نفاه الله عن نفسه هو: النسيان الذي هو بمعنى الغفلة والذهول، والله -سبحانه- منزَّه عن ذلك؛ لأنه نقص وعيب.
أما النسيان المثبَت لله في قوله -تعالى-: {نَسُوا اللهَ فنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67]؛ فمعناه: تَركُهم في الضلال وإعراضه -سبحانه- عنهم؛ وذلك من باب المقابلة والمجازاة؛ فإنهم لما تركوا أوامره وأعرضوا عن دينه؛ تركهم الله وأعرض عنهم.
وكلمة النسيان: لفظ مشترك يفسَّر في كل مقام بحسبه وعلى مقتضاه اللغوي.
وهذا مثل: مَكْره -سبحانه- بالماكرين، وسخريته من الساخرين، واستهزائه بالمستهزئين؛ كله من باب المجازاة والمقابلة؛ وهو عدل وكمال منه -سبحانه-. [المرجع السابق(51-52)]
رد مع اقتباس