عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 09-21-2013, 03:42 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي ما هي الشروط التي يجب توفرها في المحرم وما حكم حج من حجت بلا محرم ؟

ما هي الشروط التي يجب توفرها في المحرم وما حكم حج من حجت بلا محرم ؟

السؤال:
[... امرأةٌ حجت وكان محرمها ولدها البالغ من العمر ثمان سنوات، فهل حجها صحيحٌ ؟ وماذا يشترط للمحرم ؟ أي ما هي الشروط التي يجب توفرها فيه ؟.

جواب فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - : أما حجها فصحيح، لكن فعلها وسفرها بدون محرم هذا محرم ومعصيةٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه - عليه الصلاة والسلام - قال : (لا تسافر امرأةٌ إلا مع ذي محرم).
والصغير الذي لم يبلغ ليس بذي محرم، لأنه هو نفسه يحتاج إلى ولاية، وإلى نظر، ومن كان كذلك لا يمكن أن يكون ناظراً أو ولياً لغيره.

والذي يشترط في المحرم أن يكون مسلمًا ذكرًا بالغًا عاقلا، فإذا لم يكن كذلك فإنه ليس بمحرم.

وها هنا أمرٌ نأسف له كثيراً وهو : تهاون بعض النساء في السفر بالطائرة بدون محرم، فإنهنّ يتهاونّ بذلك، تجد المرأة تسافر في الطائرة وحدها، وتعليلهم لهذا الأمر يقولون : إن محرمها يشيّعها في المطار التي أقلعت منه الطائرة، والمحرم الآخر يستقبلها في المطار الذي تهبط فيه الطائرة، وهذه العلة عليلة في الواقع، فإن محرمها الذي شيعها ليس يدخلها في الطائرة، بل إنه يدخلها في صالة الانتظار، وربما تتأخر الطائرة عن الإقلاع، فتبقى هذه المرأة ضائعة، وربما تطير الطائرة ولا تتمكن من الهبوط في المطار الذي تريد لسببٍ من الأسباب، وتهبط في مكانٍ آخر، فتضيع هذه المرأة، وربما تهبط في المطار الذي قصدته، ولكن لا يأتي محرمها لسببٍ من الأسباب، إما نوم أو مرض أو زحام سيارات أو حادثٍ بسيارته منعه من الوصول، أو غير ذلك.

وإذا انتفت هذه كلها كل هذه الموانع انتفت ووصلت الطائرة في وقتها في وقت وصولها ووجد المحرم الذي يستقبلها، فإنه من الذي يكون إلى جانبها في الطائرة، قد يكون بجانبها رجلٌ لا يخشى الله - تعالى - ولا يرحم عباد الله، فيغريها وتغتر به، فيحصل بذلك الفتنة والمحظور كما هو معلوم.

فالواجب على المرأة أن تتقي الله - عز وجل - وأن لا تسافر إلا مع ذي محرم، والواجب أيضاً على أوليائها من الرجال الذين جعلهم الله قوامين على النساء، أن يتقوا الله - عز وجل - وأن لا يُفرّطوا في محارمهم، وأن لا تذهب غيرتهم ودينهم، فإن الإنسان مسؤولٌ عن أهله لأن الله - تعالى - جعلهم أمانةً عنده فقال : {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظٌ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}.

مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : الحج والجهاد .
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس