عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-17-2013, 10:57 PM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي


بورك فيك أبي البركات على الإضافة النافعة جداً في الباب...
وقال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في مقدمة شرحه للعقيدة السفارينية:

[واعلم أن أقسام التوحيد ثلاثة : توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات .
فأما توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية فلم يختلف فيه أهل القبلة ، يعني لم يختلف فيه المسلمون ، بل كل المسلمين مجمعون على توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، أي : أنه يجب إفراد الله عز وجل بالربوبية ، ويجب إفراده بالعبادة .
وأما توحيد الأسماء والصفات فهو الذي اختلف فيه أهل القبلة ، أي : المنتسبون إلى الإسلام اختلافا يمكن أن نقول انه على ستة أقسام في إجراء النصوص :

القسم الأول : من أجرى النصوص على ظاهرها اللائق بالله تعالى وترك ما وراء ذلك . وهؤلاء هم السلف وأتباعهم .
فـ (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) قالوا : إن ظاهره أن الله استوى على العرش ، أي علا عليه ، فنؤمن بأن الله سبحانه وتعالى نفسه علا على العرش ولا نلتفت لما وراء ذلك ، لا نقول : أين الله قبل أن يخلق العرش ؟ ولا نقول : هل استواؤه على العرش بمماسة أو بانفصال ؟
ولا نقول : إن استواءه على العرش للحاجة إليه ، بل يجب أن نقول إنه ليس للحاجة إليه ، وفرق بين الأمرين .

فنقول : إن استواء الله على العرش ليس لحاجته إلى العرش ، بخلاف استواء الإنسان مثلا على السرير أو على الدابة فهو للحاجة إليها ، ولهذا لو أزيل السرير من تحته لسقط أما الرب عز وجل فان استواءه على عرشه لظهور عظمته عز وجل ، وتمام ملكه ، وليس لأنه محتاج إلى العرش ، بل إن العرش وغيره في حاجة إلى الله عز وجل في إيجاده وإمداده . فلا يمكن أن نقول : إن استواء الله على العرش للحاجة إليه .
ولا نقول : إن استواء الله على العرش يقتضي أن يكون الله جسما أو ليس بجسم ؛ لأن مسألة الجسيمية لم ترد في القرآن ولا في السنة إثباتا ولا نفيا ، ولكن نقول بالنسبة للفظ لا ننفي ولا نثبت ، فلا نقول جسم ولا غير جسم .

لكن بالنسبة للمعنى نستفصل ونقول للقائل : ماذا تعني بالجسم ؟ هل تعني انه الشيء القائم بنفسه ، المتصف بما يليق به ، الفاعل بالاختبار ، القابض ، الباسط ؟
إن أردت هذا فهو حق ومعنى صحيح ، فالله تعالى قائم بنفسه ، فعال لما يريد ، متصف بالصفات اللائقة به ، يأخذ ويقبض ويبسط ، ويقبض السماوات بيمينه ويهزها .
وإن أردت بالجسم الشيء الذي يفتقر بعضه إلى بعض ، ولا يتم ألا بتمام أجزائه ، فهذا ممتنع على الله ؛ لأن هذا المعنى يستلزم الحدوث والتركيب ، وهذا شيء ممتنع على الله عز وجل .

والمهم أننا نقول : إن من أهل القبلة من أجرى النصوص على ظاهرها اللائق بالله عز وجل دون أن يتعرض لشيء ، وهؤلاء هم السلف ، وطريقة السلف على هذا الوجه اسلم وأعلم وأحكم :
فهي اسلم لأنهم لم يتعرضوا لشيء وراء النصوص .
وأعلم لأنهم أخذوا عقيدتهم عن كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وأحكم لأنهم سلكوا الطريق الواجب سلوكها ، وهو إجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله عز وجل...]. اهـ

رد مع اقتباس