عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-23-2009, 09:21 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي حقيقة النّمــص !

مسألة النمص :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين .

وبعد : هذا جمع لأقوال أهل العلم في تحرير مسألة النمص , وتبيين حقيقتها , وحكمها ..
لعل الله ينفع بها المسلمات الحريصات على طاعة الله جل وعلا عن علم وبينة.



*قال الشيخ الالباني -رحمه الله- في " السلسلة الصحيحة " (6/ 405) :" عن عمرو بن الشريد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم تبع رجلا من ثقيف حتى هرول في أثره ، حتى أخذ بثوبه فقال : " ارفع إزارك " . فكشف الرجل عن ركبتيه .
فقال : يا رسول الله ! إني أحنف ، و تصطك ركبتاي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل خلق الله عز وجل حسن " . ..
: أن فيه بيانا واضحا أن التفاوت الذي يرى في الناس بياضا و سوادا ، و طولا و قصرا ، و بدانة و نحولة ، و هذا أشعر ، و ذاك أجرد ، و هذا ألحى ( عظيم اللحية ) و ذاك كوسج ! أو زلهب ، و غير ذلك من الفوارق الخلقية أن كل ذلك من خلق الله حسن ، فلا ينبغي للمسلم أن يحاول تغيير خلق الله عز وجل ، و إلا استحق اللعن...
النبي صلى الله عليه وسلم أراد تسلية عمرو الأنصاري الذي أطال إزاره ليغطي حمش ساقيه بقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قد أحسن كل شيء خلقه " . و هذا مما يحمل المسلم على الرضا بقدر الله و قضائه في خلقه مهما بدا لبعض الناس ممن ضعف إيمانهم و تكاثف جهلهم أنه غير حسن ! و هذا في الواقع مما يعطي قوة للرأي القائل بأن المرأة إذا نبت لها لحية أنه لا يجوز لها أن تحلقها أو تنتفها ، لأن الله قد أحسن كل شيء خلقه . و لا شك أنها حين تنتفها إنما تفعل ذلك للحسن و التجمل كما تفعل الواصلة لشعرها ، فتستحق بذلك لعنة الله ، و العياذ بالله تعالى " .

وقال في السلسلة الصحيحة(6 -291)
أن عبدالله بن مسعود قال :"لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات و لمتنمصات و المتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله " .

قال : فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب ، و كانت
تقرأ القرآن ، فأتته ، فقالت : ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات .. ( الحديث ) ؟ فقال عبد الله : و مالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو في كتاب الله ؟! فقالت المرأة : لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته ! فقال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه ، قال الله عز وجل : *( و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا )* . فقالت المرأة : فإني أرى شيئا من هذا على امرأتك الآن ، قال : اذهبي فانظري . قال : فدخلت على امراة عبد الله فلم تر شيئا ، فجاءت إليه فقالت : ما رأيت شيئا ، فقال : أما لو كان ذلك لم نجامعها " .
ثم وجدت للزيادة طريقا ثالثا من طريق مسروق : أن امرأة أتت عبد الله بن مسعود ، فرأى جبينها يبرق ! فقال : أتحلقينه ؟ فغضبت ، و قالت : التي تحلق جبينها امرأتك . قال : فادخلي عليها ، فإن كانت تفعله فهي مني بريئة ، فانطلقت ، ثم جاءت فقالت : لا والله ما رأيتها تفعله ، فقال عبد الله بن مسعود : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .: قال الحافظ في " الفتح " ( 10 / 372 - 373 ) : " قوله : " و المتفلجات للحسن " يفهم منه أن المذمومة من فعلت ذلك لأجل الحسن ، فلو احتاجت إلى ذلك لمداواة مثلا جاز .
قوله : " المغيرات خلق الله تعالى " كالتعليل لوجوب اللعن " . فإذا عرفت ما سبق يتبين لك سقوط قول الشيخ الغماري في رسالته " تنوير البصيرة ببيان علامات الكبيرة " ( ص 30 ) : " قلت : تغيير خلق الله يكون فيما يبقى أثره كالوشم و الفلج ، أو يزول ببطء كالتنميص ، أما حلق اللحية فلا يكون تغييرا لخلق الله لأن الشعر يبدو ثاني يوم من حلقه .. " . أقول : فهذا كلام باطل من وجوه :
الأول : أنه مجرد دعوى لا دليل عليها من كتاب أو سنة أو أثر ، و قديما قالوا : و الدعاوي ما لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء .
الثاني : أنه خلاف ما يدل عليه زيادة " الواصلات " ، فإن الوصل ، ليس كالوشم و غيره مما لا يزول ، أويزول ببطء و لاسيما إذا كان من النوع الذي يعرف اليوم بـ ( الباروكة ) فإنه يمكن إزالتها بسرعة كالقلنسوة .
الثالث : أن ابن مسعود رضي الله عنه أنكر حلق الجبين و احتج بالحديث كما تقدم في رواية الهيثم ، فدل على أنه لا فرق بين الحلق و النتف من حيث أن كلا منهما تغيير لخلق الله . و فيه دليل أيضا على أن النتف ليس خاصا بالحاجب كما زعم بعضهم . فتأمل .
الرابع : أنه مخالف لما فهمه العلماء المتقدمون ، و قد مر بك قول الحافظ الصريح في إلحاق الوصل بالوشم و غيره . و أصرح من ذلك و أفيد ، ما نقله ( 10 / 377 ) عن الإمام الطبري قال : " لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله عليها بزيادة أو نقص التماس الحسن ، لا للزوج و لا لغيره ، لمن تكون مقرونة الحاجبين فتزيل ما
بينهما توهم البلج ، أو عكسه ، و من تكون لها سن زائدة فتقلعها ، أو طويلة فتقطع منها ، أو لحية أو شارب أو عنفقة فتزيلها بالنتف ، و من يكون شعرها قصيرا أو حقيرا فتطوله ، أو تغزره بشعر غيرها ، فكل ذلك داخل في النهي ، و هو من تغيير خلق الله تعالى . قال : و يستثنى من ذلك ما يحصل به الضرر و الأذية كمن يكون لها سن زائدة ، أو طويلة تعيقها في الأكل .. " إلخ . قلت : فتأمل قول الإمام : " أو عكسه " ، و " أو لحية .. " ، و قوله : " فكل ذلك داخل في النهي ، و هو من تغيير خلق الله " . فإنك ستتأكد من بطلان قول الغماري المذكور ".
***وقال في سلسلة" رحلة النور" :
النمص هو:النتف وزنا و معنا وحصر معنى النتف في الحاجبين ينافي الأصل وينافي آخر الحديث" المغيرات لخلق الله للحسن",فلا فرق بين نتف الحاجبين وما ينبت على الخدين من النساء فضلا عن الرجال ,ومما يلتقي مع حديث ابن مسعود ما حكاه القرآن عن أمر إبليس إيانا بتغيير خلق الله,يقول المولى عزوجل على لسان الشيطان الرجيم:{ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} في هذه الآية تصريح أن من اعمال إبليس ان يوحي للإنسان ليغير خلق الله ,فتغيير خلق الله في الآية هو طاعة للشيطان ومعصية للرحمان...لأن ماخلق الله شيئا عبثا(ماترى في خلق الرحمن من تفاوت0"فامرأة لها لحية إيش الغرابة في ذالك ؟فالرب يريد أن يذكر وربك يخلق ما يشاء فيخلق رجلا كوسجا وامرأة ذات لحية..."

*وقال في "غاية المرام"(ص 76ـ 78) :
" وأخرج الطبري عن امرأة أبي إسحاق أنها دخلت على عائشة وكانت شابة يعجبها الجمال ؛ فقالت : المرأة تحف جبينها لزوجها ؟
فقالت : أميطي عنك الأذى ما استطعت (فتح الباري شرح حديث ابن مسعود في باب المتنمصة ) ضعيف فإن امرأة أبي إسحاق لم أعرفها .
(تنبيه) : استدل به المصنف ـ حفظه الله ـ لقول أبي داود في السنن :" أن النامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه "
قال المصنف : لم يدخل فيه حف الوجه وإزالة ما فيه من الشعر !
قلت : ولي على هذا ملاحظات :
الأولى : أنه خلاف ما تدل عليه الأحاديث بإطلاقها , ومنها حديث عائشة الذي أوردته آنفا :"... والنامصة والمتنمصة " , فإنه بإطلاقه يشمل النمص في أي مكان وقع من جسدها , وتقييده بمثل هذا الأثر عنها لا يجوز لعدم ثبوته .
الثانية : أن التفسير المذكور خلاف اللغة ففي القاموس " النمص نتف الشعر ولعنت النامصة وهي مزينة النساء بالنمص , والمتنمصة وهي المزينة به " .
الثالثة : أن قول أبي داود المذكور , إنما خرج مخرج الغالب , ولم يرد به حصر النمص بالحاجب فقط , وتمام كلامه في االسنن يدل على ذلك ؛ فإنه قال عقب ما نقله المصنف عنه :" والواشمة التي تجعل الخيلان [وهو شامة في البدن] في وجهها بكحل أو دواء (1) " أفتراه يعني إذا جعلت نحو ذلك في يدها ـ مثلا ـ لا تكون واشمة ؟
كلا ؛ وإنما ذلك منه على الغالب كما ذكرنا , وهو ما صرح به الحافظ في " الفتح " , فإنه قال (10/ 313) بعد أن ذكر قول أبي داود هذا :" وذكر الوجه للغالب , وأكثر ما يكون في الشفة , وسيأتي عن نافع آخر الباب الذي يليه أنه يكون في اللثة , فذكر الوجه ليس قيدا , وقد يكون في اليد وغيرها من الجسد " وإذا تبين هذا , فلا اختلاف بين قول أبي داود المتقدم في " النامصة " وبين قول ابن الآثير في " النهاية ": النامصة التي تنتف االشعر من وجهها " لأنه ليس على سبيل الحصر والتقييد , بل كل من نتف الحاجب , والوجه هو النمص , فهي نامصة ولذلك أشار الحافظ أيضا في " الفتح " إلى تضعيف تقييد النمص بالحاجب , فقال (10/ 317) بعد أن ذكر معنى ما نقلته عن النهاية :" ويقال إن االنماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترفيعهما أو تتسويتهما "
قال أبو داود في السنن :" النامصة ...." ولو أنه قال في قول أبي داود هذا : فذكر الحاجب ليس قيدا , كما قال ذلك في الوجه كما سبق لكان أحسن , لأن حمل كلام العلماء على المعنى الصحيح خير من حمله على غيره , لما يضطر الباحث ـ حينئذ ـ إلى تخطئته ".

وللموضوع بقية ....



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا وقع في نقل الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ والصواب (مداد) كما في الأصل , راجع سنن أبي داود حديث رقم (4170) وهذا ما أثبته الحافظ ابن حجر في " الفتح " (10/ 306) .
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس