جزاك الله خيرا أخي حامد على هذا الطرح .
و بورك في أخينا خالد على التوضيح .
و فيما يخصّ اختلاف العلماء في هذه المسألة فقد نقل ذلك -حقيقة- ابن رشد في كتابه بداية المجتهد ...
حيث أصّل لصيام الأيام المندوب فيها فقال -رحمه الله- :
فامّا الأيام التي يقع فيها الصوم المندوب إليه : و هو الركن الأول ، فإنها على ثلاثة أقسام : أيام مرغب فيها ، وأيام منهي عنها ، وأيام مسكوت عنها .
و من هذه ما هو مختلف فيه ، ومنها ما هو متفق عليه .(ص:549).
إلى أن قال -رحمه الله- :
وأما الأيام المنهي عنها : فمنها أيضا المتفق عليها ، ومنها مختلف فيها .
أما المتفق عليها : فيوم الفطر ، ويوم الأضحى ، لثبوت النهي عن صيامهما .
و أمّا المختلف فيها : فأيام التشريق ، ويوم الشكّ ، و يوم الجمعة ، ويوم السبت ، والنصف الآخر من شعبان ، وصيام الدهر.(ص:552) طبعة:المكتبة التوفيقية، تحقيق :عبد الحكيم بن محمد.
وقال بعدها :
و أما يوم السبت : فالسبب في اختلافهم فيه : اختلافهم في تصحيح ما روي عنه ؛ أنه -عليه الصلاة والسلام-قال : (لا تصوموا يوم السبت، إلا فيما افترض عليكم ).....(ص:554-555).
كما أن هذه المسألة المطروحة الآن كغيرها من المسائل التي شنع فيها على شيخنا الألباني -رحمه الله- و اتهم فيها -من القريب قبل البعيد- بالشذوذ !.
وأنا أعرف من طلبة العلم من فعل ذلك -معه- في هذه المسألة و غيرها من المسائل !.
و قد يرجع الأمر قبل هذا كلّه إلى الاختلاف مع الشيخ في فهم القاعدة السلفية المشهورة -و هي قولٌ للإمام أحمد رحمه الله- : لا تقل في مسألة بقول ما لم يكن لك فيها إمام .
فأوّلا من هو الإمام في قوله هذا !؟.
و ثانيا : أيعتبر النبي صلى الله عليه وسلّم إماما في هذا أم لا !؟ .
الشيخ الألباني-رحمه الله- يقول أن إمامي في كثير من المسائل المطروحة اليوم هو النبي صلى الله عليه وسلّم ، وكذلك راوي الحديث ، الصحابي وغيره .
والآخرون يقصدون بالإمام : الفقيه الذي خرّج المسألة !..
وهذه المسألة من أصول المسائل العلمية .
و أيضا الشيخ الألباني-رحمه الله- لا يسلّم بكثير من الإجماعات -المتعذّرة!-مستدلا على ذلك-كذلك-بقول للإمام أحمد رحمه الله، وهو : من ادعى الإجماع فقد كذب ...!.
و قد شرح هذه المسائل في كتابه العجاب : (أداب الزفاف ...)،فليرجع إليه من أحبّ لاستفادة !.
فرجع حال مسألتنا هذه إلى ما ذكرنا ، أي ولو لم نجد إماما معتبرا يقول بقول الشيخ الألباني رحمه الله ، فإمامه في هذه المسألة هو : حديث نبينا صلى الله عليه وسلّم ، وقد ناقش هذه المسألة في عدة مواضع من كتبه أشهرها سلسلته المليحة :الصحيحة.
و من شاء الزيادة أيضا و تسهيل الأمر على نفسه فعليه بـ:كتاب شيخنا الهمام أبو الحاث علي الحلبي الأثري المسمى :زهر الروض في حكم صيام السبت في غير الفرض ) و هو مطبوع متداول ولله الحمد .
وأيضا كتاب : الموسوعة الفقهية الميسرة للشيخ الفاضل : حسين العوايشة-حفظه الله تعالى...المجلد الثالث ، صفحة : 236.
والله تعالى أعلم .
|