عرض مشاركة واحدة
  #159  
قديم 07-20-2016, 02:05 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي خير قتلى مَن قتلوه ... وله أجر شهيد. تتمـــَّــــة.

وهذه الأحاديث إنما تحمل على مَن يقف في وجه الصائل، وذلك تحريضًا مِن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – على قتاله، وهي بشرى لمن يصُدَّ عدوانه، فيقتله أو يُقتَل.

فالدار التي تخرج فيها المارقة، يُدفَع شرُّهم بعساكر المسلمين، فيقاتلونهم فيقتلونهم أو يُقتلون، فإذا ما تعرضوا لمسلم في الطرق أو لماله أو لعرضه، فإنه يتعيَّن الدفاع عن نفسه، فيتحقق على جميع هذه الصور الأحاديث – آنفة الذكر – التي تُقرِّر مرتبة الشهادة وأجرها – إن شاء الله - فله الحمد والمنَّة !.

فلا خوفٌ على أيِّ مسلمٍ – إن شاء الله – يُقاتِل، أو تقتلهُ المارقة، سواءً أكانَ مِنَ العساكِر وقوات الأمن، أو مِن عامـّــة المسلمين، فإما أن ينال الشهادة، أو أجر شهيد لمن يقتل خارجي، وحسب النص النبوي، فهم خير الخلق لقتالهم الخوارج.

فإن قاتلوهم فقتلوهم، أو قُتلوا على أيدي المارقين، فدلَّ على عِظَم المثوبة للجماعة التي تدفع شرهم، كما ثبتَ عنه – عليه الصلاة والسلام – في رواية عند البزار مِن طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت : ذكر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – الخوارج فقال : (هم شرار أمتي يقتلهم خيار أمَّتي يقتلهم خيار أمَّتي). وسنده (حسن) – قاله النووي -.

وعند الطبراني مِن هذا الوجه مرفوعًا : (هم شرار الخليق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة).
فظاهر النصوص تُحمَل على كل من يُقاتلهم في أيِّ قرْنٍ مِن قرون الأمة، ابتداء مِن الصحابة ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى أن يخرج آخرهم مع الدجال !!.

وما يحدُثُ في بلادِ المسلمين من خروج النوابت، وما تلاهُ مِن عدةٍ لهم لا يريدونَ بها إلا المسلمين، فيه دلالة بأن هؤلاء النوابت، إنما هم خوارج، وجميع أحاديث الخوارج تنزِل عليهم كما هي مِن حيث الشبه في التكفير "العام!!".

ومِن حيث إنهم يروْنَ السيفَ والخروج على جماعة المسلمين وقتالهم !، فهذه الأطنان مِن المتفجرات إنما جاءت لسفك دماء المسلمين قبل غيرهم !.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس