عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 03-21-2011, 07:48 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

و(قد) يدخل تحت هذا الباب: ( كراهية التثاؤب؛ لأنه من الشَّيطان ).
ففي "صحيح الأدب المفرد":
(( باب العُطاس.
عن أبي هُريرة، عن النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلم- قال:
" إن اللهَ يحبُّ العُطاسَ ويكرهُ التَّثاؤب، فإذا عطس فحمِد اللهَ؛ فحقٌّ على كل مسلمٍ سمِعه أن يُشمِّته.
وأما التَّثاؤب؛ فإنما هو من الشَّيطان [فإذا تثاءب أحدُكم]؛ فليردَّه ما استطاع، فإذا قال: هاه! ضحك منه الشَّيطان " )).
قال الشَّيخ حسين العوايشة -حفظه الله- في شرحه:
(( ... " ويكرهُ التَّثاؤب ": لأنه يمنع صاحبَه عن النَّشاط في الطَّاعة، ويوجِب الغفلة؛ ولذا: يفرح به الشَّيطان، وهو إنَّما ينشأ من الامتلاء وثِقل النَّفس وكدورة الحواس، ويورِث الغفلة والكسل وسوء الفهم؛ ولذا: كرهه الله وأحبَّه الشَّيطان وضحك منه " )).
ثم قال:
(( " وأما التَّثاؤب؛ فإنما هو من الشَّيطان ": قال الحافظ في "الفتح" (10/612): " قال ابن بطال: أي: أن الشَّيطان يحب أن يرى الإنسانَ مُتثائبًا؛ لأنها حالة تتغيَّر فيها صورتَه؛ فيضحك منه ".
وقال النَّووي: " أضيف التَّثاؤب إلى الشَّيطان؛ لأنه يدعو إلى الشَّهوات؛ إذ يكون عن ثِقَل البدن واسترخائه وامتِلائه. والمراد: التحذير من السَّبب الذي يتولَّد منه ذلك؛ وهو التوسُّع في المأكل ".
" فإذا تثاءب أحدُكم؛فليردَّه ما استطاع ": قال الحافِظ: " أي: يأخذ في أسبابِ ردِّه، وليس المراد به أنَّه يملك دفْعَه؛ لأن الذي وقع لا يُردُّ حقيقةً.
وقيل: معنى " إذا تثاءب ": إذا أراد أن يتثاءب ".
" إذا قال: هاه! ضحك منه الشَّيطان ": هاه: حكاية لصوت التَّثاؤب )).
وفيه -أيضًا-:
(( باب إذا تثاءب؛ فليضع يدَه على فِيهِ.
عن أبي سعيد، عن النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال:
" إذا تَثاءَب أحدُكم؛ فليضعْ يدَه بِفيهِ؛ فإنَّ الشَّيطان يدخلُ فيه " )).
قال الشَّارح:
(( " إذا تَثاءَب أحدُكم؛ فليضعْ يدَه بِفيهِ ": قال في "الفيض" (1/314): " سِترًا على فِعله المذموم الجالِب للكسل والنَّوم الذي هو مِن حبائل الشَّيطان ".
" فإنَّ الشَّيطان يدخلُ فيه ": لأن الشَّيطان يتصاغر ويتعاظم في حجمِه وجِسمه، وهو يجري مَجرَى الدم.
وجاء في "الفيض": " وخصَّ هذه الحالة؛ لأن الفم إذا انفتح لشيء مكروهٍ شرعًا؛ صار طريقًا للشَّيطان؛ فإن الشَّيطان متمكِّنٌ من جوف ابن آدم؛ يجري منه مجرى الدم " )).
وفيه -أيضًا-:
(( عن ابن عباس قال:
" إذا تثاءبَ؛ فليضعْ يدهُ على فيهِ؛ فإنَّما هو مِن الشَّيطان " )).

[نقلًا من " شرح صحيح الأدب المفرد "، المجلد الثالث، تحت الأبواب المذكورة].
رد مع اقتباس