عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 09-21-2014, 12:50 PM
أبو أنيس أبو أنيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8
افتراضي

وَأَنْقُلُ هُنَا قِصّةً مِنْ كِتَابِ شَذَرَاتِ الَّذّهَب لإِبْنِ العِمَاد، وَعَسَى أَنْ تَكُوُنَ فِيهَا عِبْرَة لَنا َ ، ألا وَهِيَ قِصَّةُ الرَّيْمِيِّ وَإعْتِراضُهُ عَلَى النَّوَوِيِّ فِي مَسْأَلَةِ النَّظْرِ إِلَى الأَمْرَدِ :
" وَلَمَّا حَصَلَ مِنْهُ إِنْتِقَاصُ الإمَامَ النَّوَوِيِّ وَاسْتَمَرَّ عِلَيْهِ إلَى أَنْ مَاتَ ، فَسُجِّيَ بِثوْبٍ إِلى أَنْ يُشْتَرَى لَهُ مُؤْنُ التّجْهيزِ ، فَبَيْنَما النّاسُ مٌحْتاطُونَ بِهِ قَدْ كَثُرَ أَسَفُهُم عَلَيْهِ لأَنَّه كانَ لَهُ فِي الفِقْهِ اليَدُ الطّولَى ، وإذَا بِهامٍ كبيرٍ جِدًّا يَشُقُّ صُفوفَ النَّاسِ إلَى أنْ وَصَل إِلَيْهِ، فإِذا فَمُهُ مَفْتُوحٌ ، فَأَدْخَلَ رأْسَهُ فِي فَمِهِ، وَتَناوَلَ لِسَانَهُ ، فَاقْتَلَعَهُ مِنْ أَصْلِهِ ، ثُمَّ عَادَ مُنْقَلِبًا وَاللِّسَانُ فِي فَمِهِ ، فَخَرَقَ تِلْكَ الصُّفُوفَ كَمَا خَرَقَهَا أَوَّلاً ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ أَوّلاً وَثَانِياً ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ مِنْهُمْ زَجْرَهُ بِكَلِمَةٍ وَلاَ التّعَرُّضَ لأِخْذِ اللِّسَانِ مِنْهُ ، وَإِنَّمَا حَصَلَ لَهُمْ نَحْوُ رُكُودِ حَوَاسٍّ وَشُخُوصِ البَصَرِ وَتَعْطِيلِ القُوَى البَاطِنَةِ والظَّاهِرَةِ . وإنْتَهَى مَا أَرَدْتُ نَقْلَهُ. وَتَرَاكَ شَبِيهُ هَذِهِ الْقِصَّة " الدُّرَرُ الْكَامِنَةِ " لإِبْنِ حَجَرِ الْعَسْقَلاَنِيِّ.
قَالَ الحافِظُ ابْنُ حَجَر : وَقَدْ نُقِلَ إِلَيْنَا وَثَبَتَ بِطَرِيقَةٍ مِنْ غَيْرِ رَيْبٍ وَلاَ شَكٍّ ، أيْ كَيْفَ لاَ يَقَعُ ذَلِكَ وَلُحُومُ العُلَمَاءِ مَسْمُومَةٌ وَعَادَةُ اللهِ فِيهِمْ مَعْلُومةٍ.
رد مع اقتباس