عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 06-28-2009, 02:29 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

أسئلة حول المناهي اللفظية أجاب عليها فضيلة الشيح محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -

90. سئل فضيلة الشيخ : ما حكم قولهم ( دُفنَ في مثواهُ الأخير ) ؟ .

فأجاب قائلا : قول القائل : ( دُفنَ في مثواهُ الأخير ) حرام ، ولا يجوز ، لأنك إذا قلت في مثواه الأخير فمقتضاه أن القبر آخر شئ له ، وهذا يتضمن إنكار البعث ، ومن المعلوم لعامة المسلمين أن القبر ليس آخر شيء ، إلا عند الذين لا يؤمنون باليوم الآخر ، فالقبر آخر شيء عندهم .
أما المسلم فليس آخر شيء عنده القبر ، وقد سمع إعرابي رجلا يقرأ قوله – تعالى : { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُر * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } [ سورة التكاثر ، الآية (1 ــ 2) ] ، فقال : ( والله ما الزائر بمقيم ) لأن الذي يزور ، يمشي ، فلا بد من بعث .
وهذا صحيح : لهذا يجب تجنب هذه العبارة ، ولا يقال عن القبر أنه المثوى الأخير ، لأن المثوى الأخير : إما الجنة ، وإما النار يوم القيامة .

91. وسئل عن قول : ( مُسَيْجيد ، مُصَيْحيف ) ؟ .

فأجاب قائلا : الأوْلى أن يُقال : المسجد والمصحف ، بلفظ التكبير لا التصغير ، لأنه قد يوهم الاستهانة به .

92. سئل فضيلة الشيخ : عن إطلاق المسيحية على النصرانية ؟ والمسيحي على النصراني ؟ .

فأجاب بقوله : لا شك أن انتساب النصارى إلى المسيح بعد بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - انتسابا غير صحيح لأنه لو كان صحيحا لآمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فإن إيمانهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - إيمان بالمسيح عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - لأن الله – تعالى – قال : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ } [ سورة الصف ، الآية (6) ] .
ولم يبشرهم المسيح عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - بمحمد - صلى الله عليه وسلم - إلا من أجل أن يقبلوا ما جاء به ، لأن البشارة بما لا ينفع لغو من القول ، لا يمكن أن تأتي من أدنى الناس عقلا ، فضلا عن أن تكون صدرت من عند أحد الرسل الكرام أولو العزم عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - وهذا الذي بشر به عيسى ابن مريم بني إسرائيل هو محمد - صلى الله عليه وسلم - وقوله : { فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ } [ سورة الصف ، الآية (6) ] .
وهذا يدل على أن الرسول الذي بشر به قد جاء ولكنهم كفرو به وقالوا هذا سحر مبين ، فإذا كفروا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فإن هذا كفر بعيسى ابن مريم الذي بشرهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وحينئذ لا يصح أن ينتسبوا إليه فيقولوا إنهم مسيحيون ، إذ لو كانوا حقيقة لآمنوا بما بشر به المسيح ابن مريم لأن عيسى ابن مريم وغيره من الرسل قد أخذ الله عليهم العهد والميثاق أن يؤمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - كما قال الله – تعالى - : { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قال أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [سورة آل عمران ، الآية (81) ] .
( والذي جاء مصدقا لما معهم هو محمد - صلى الله عليه وسلم - ) ، لقوله – تعالى - : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُم } [ سورة المائدة ، الآية (48) ] .

وخلاصة القول : أن نسبة النصارى إلى المسيح عيسى ابن مريم نسبة يكذبها الواقع ، لأنهم كفروا ببشارة المسيح عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - وكفرهم به كفرٌ بعيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - .

93. سئل فضيلة الشيخ :عن حكم قول ( فلان المغفور له ) و ( فلان المرحوم) ؟ .

فأجاب بقوله : بعض الناس ينكر قول القائل : ( فلان المغفور له ، وفلان المرحوم ) ويقولون : إننا لا نعلم هل هذا الميت من المرحومين المغفور لهم أو ليس منهم ؟ .
وهذا الإنكار في محله إذا كان الإنسان يخبر خبرا أن هذا الميت قد رُحِمَ أو غُفرَ له ، لأنه لا يجوز أن نخبر أن هذا الميت قد رُحِمَ ، أو غُفرَ له بدون علم ، قال الله – تعالى- : { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } [ سورة الإسراء ، الآية (36) ] .
لكن الناس لا يريدون بذلك الأخبار قطعا ، فالإنسان الذي يقول المرحوم الوالد ، المرحومة الوالدة ونحو ذلك لا يريدون بهذا الجزم أو الأخبار بأنهم مرحومون ، وإنما يريدون بذلك الدعاء أن الله – تعالى – قد رحمهم والرجاء ، وفرق بين الدعاء والخبر ، ولهذا نحن نقول فلان رَحِمهُ الله ، فلان غَفرَ الله له ، فلان عَفا الله عنه ، ولا فرق من حيث اللغة العربية بين قولنا ( فلان المرحوم ) و ( فلان رحمهُ الله ) لأن جملة ( رحمه الله ) جملة خبرية ، والمرحوم بمعنى الذي رُحم، فهي أيضا خبرية ، فلا فرق بينهما أي بين مدلوليْهما في اللغة العربية ، فمن منع ( فلان المرحوم ) يجب أن يمنع ( فلان رحمه الله ) .
على كل حال نقول : لا إنكار في هذه الجملة أي في قولنا : ( فلان المرحوم ، وفلان المغفور له ) وما أشبه ذلك لأننا لسنا نخبر بذلك خبرا ، ونقول إن الله قد رحمه ، وإن الله قد غفر له .

ولكننا نسأل الله ونرجوه فهو من باب الرجاء والدعاء وليس من باب الإخبار ، وفرق بين هذا وهذا .

94. سئل فضيلة الشيخ : عن هذه العبارة : ( المكتوب على الجبين لا بد تراه العين ) ؟ .

فأجاب بقوله : هذا وردت فيه آثار أنه يكتب على الجبين ما يكون على الإنسان ، لكن الآثار هذه ليست إلى ذلك في الصحة ، بحيث يعتقد الإنسان مدلولها فالأحاديث الصحيحة : أن الإنسان يكتب عليه في بطن أمه أجله ، وعمله ، ورزقه ، وشقي أم سعيد .


المناهي اللفظية : المكتبة المقروءة : عـام ... موقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - تعالى-.

منقول

يتبع إن شاء الله - تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس