عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 12-25-2010, 01:39 PM
أبوصفية أبوصفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 127
افتراضي أهل الفضل

السلام عليكم ورحمة الله وبكاته ...وبعد:
لايعرف الفضل لذوي الفضل إلا ذوو الفضل ...فالأمر مستفيض بحمد الله ومنته ولا يحتاج إلى شهادة شاهد فالشيخ سعد والشيخ على من اول الفضل أحب من أحب و....
وجاء في بعض الشروحات لحديث (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس)

ولابن حجر في التقريب يقول عنه: ابن المبارك إمام مجاهد جواد جمعت فيه خصال الخير، والذهبي يقول: والله إني لأحبه وأتقرب إلى الله بحبه، هذا الإمام العلم، كان من آيات الله في الديانة والعلم، جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن إن الناس اختلفوا عندنا فمع من أكون، قال: كن مع الجماعة، قال ليس هناك ثم جماعة، فرق، اختلافات، قال: عندكم أبو حمزة السكري؟ قال نعم، قال: الزمه فإنه جماعة وحده، على السنة والديانة.

وقوله قائمة فيه أن دعوة الحق ظاهرة، قال قائمة، وقال ظاهرون، فيه أن دعوة الحق ظاهرة دائما، وفيه أن دعوة الحق بظهورها ووضوحها تخالف تلك الدعوات السرية في السراديب والخنادق وغيرها، فدعوة السنة واضحة كالشمس في النهار ليس دونها سحاب، أما الدعوات السرية الخفية فهذه لا تأتي بالخير وخلاف منهج أهل السنة والجماعة، ورد فيه أثر عن عمر بن عبد العزيز وإن كان فيه ضعف لكن المعنى صحيح: إذا رأيت القوم يجتمعون في أمر دينهم دون العامة فاعلم أنهم على سوء.

دعوة السنة ظاهرة في كل مكان، صاحبها يظهر ما عنده ما يخفي؛ لأن الخير الذي معه ليس له، مأمور بإشاعته ونشره على كل أحد، مع كل أحد في كل مجتمع.
وقوله: « لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس »(3) فيه أن لدعاة الحق مخذلين، ومضارّين ومخالفين، وفيه تثبيت الله تعالى لدعاة الحق، ودفع ضرر المخذلين والمخالفين، والمضارين لهم، وفيه أيضا: دوام المخالفة لهذه الدعوة، داعي الحق والسنة دائما مخالف؛ لأنه يخالف الهوى وشهوة النفس، والدعوات الأخرى توافق الهوى وشهوة النفس.

وفيه أيضا دوام حفظ الله لهذه الدعوة وأهلها، فليفرح صاحب الحق، فليفرح صاحب السنة، بحفظ الله لدعوته وحفظ الله له، وفيه دوام نفع هذه الطائفة لأنفسهم وللناس بتوفيق الله، وفيه أن أصحاب هذه الدعوة، دعوة الحق أدرى الناس بالبدع، وهم أشد الناس ابتعادا عنها، وأشد الناس تحذيرا من البدع ومن أهلها، والفائدة الأخيرة في علمي القاصر البشارة لأهل دعوة الحق، بأنهم هم المنصورون في الدنيا والمنصورون في الآخرة، وأن هذه الطائفة هي الطائفة المنصورة الخيِّرة الثابتة على الحق، الله نسأل أن يجعلنا وإياكم منها. نعم يا شيخ.
هذا النقل من موقع جامع شيخ الإسلام بن تيمية شرح الأربعين في التربية و المنهج
رد مع اقتباس