عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-01-2011, 03:37 PM
أبو مصطفى السلفي أبو مصطفى السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 245
افتراضي القائد الذي يقول للأمة: إنك مظلومة , والقائد الذي يقول لها: إنك ضالة !!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين .
وبعد : هذه كلمة للشيخ المصلح الجزائري عبد الحميد بن باديس ـ رحمه الله ـ رئيس
جمعية العلماء المسلمين , وكلمته هذه تبين الفرق بين من يريد إصلاح الأمة , ولو كانت
كارهة له ولخطته , وبين من يستغل عواطف الناس ليحقق مكاسب (شعبية ) جماهرية ,
فإن الأول يجد نفسه مرفوضا من هذه الجماهير , ومع ذلك يؤثر الباقية على الفانية ,
ويسعى في إصلاحها , ويصبر على ذلك رغم ما سيلقاه !!
أما الثاني فيجد نفسه ملمعا , بطلا عند هذه الجماهير , ولكنه لا يصلحها , وما تناله من حظ الدنيا
لا يرجع لها ما ضاع من دينها !! وانظر تر !!!
وينبغي التنبيه في الختام أن كلمة الشيخ ابن باديس كانت إبان الاستدمار الفرنسي , والاحتلال
الكافر!!
وخطته هي خطة السلفي في كل عصر ومصر !
قال ـ رحمه الله ـ في " الآثار " (3/295) :"
وبعد فإننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها عن علم وبصيرة وتمسكا بما هو مناسب لفطرتنا وتربيتنا من النصح والإرشاد وبث الخير والثبات على وجه واحد، والسير في خط مستقيم.
وما كنا لنجد هذا كله إلا فيما تفرغنا له من خدمة العلم والدين، وفي خدمتهما أعظم خدمة وأنفعها للانسانية عامة.
ولو أردنا أن ندخل الميدان السياسي لدخلناه جهرا ولضربنا فيه المثل بما عرف عنا من ثباتنا وتضحيتنا، ولقدنا الأمة كلها للمطالبة بحقوقها ولكان أسهل شيء علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها وأن نبلغ من نفوسنا إلى أقصى غايات التأثير عليها، فإن مما نعلمه ولا يخفى على غيرنا أن القائد الذي يقول للأمة "إنك مظلومة في حقوقك وإنني أريد إيصالك إليها" يجد منها ما لا يجده من يقول لها: "إنك ضالة عن أصول دينك وإنني أريد هدايتك" فذلك تلبيه كلها، وهذا يقاومه معظمها أو شطرها، وهذا كله نعلمه، ولكننا اخترنا ما اخترنا لما ذكرنا وبينا وإننا فيما اخترناه- بإذن الله- لماضون وعليه متوكلون" .
رد مع اقتباس