[مِن وجوه الإعجاز في القرآن]
إذا قال قائلٌ: ما وجهُ الإعجاز في القرآن؟ وكيف أعجز البشَر؟
الجواب: أنه مُعجز بجميع وجوهِ الإعجاز؛ لأنه كلام الله، وفيه مِن وجوه الإعجاز ما لا يُدرك.
فمِن ذلك:
أولًا: قوَّة الأسلوب، وجماله؛ والبلاغة، والفصاحة؛ وعدم الملل في قراءته؛ فالإنسان يقرأ القرآن صباحًا ومساءً، وربما يختمه في اليومين والثلاثة ولا يمله -إطلاقًا-؛ لكن: لو كرَّر مَتنًا مِن المتون كما يُكرِّر القُرآن؛ ملَّ!
ثانيًا: أنَّه مُعجزٌ؛ بحيث إن الإنسان كلما قرأه بتدبُّر؛ ظَهر له بالقراءة الثَّانية ما لم يظهر له بالقراءة الأولى.
ثالثًا: صِدق أخباره؛ بحيث يَشهد لها الواقع، وكمال أحكامِه التي تتضمَّن مصالح الدُّنيا والآخرة؛ لقوله -تعالى-: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام: 115].
رابعًا: تأثيرُه على القلوب والمناهِج وآثارُه؛ حيث ملك به السَّلفُ الصالح مشارِقَ الأرض ومغاربها.
وأما كيفيَّة الإعجاز: فهي تحدِّي الجن والإنس على أن يَأتوا بمثله، ولم يستطيعوا. (1 /88-89)
|