عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-21-2016, 04:18 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي أحداث الكرك الإرهابية لشيخنا علي الحلبي _حفظه الله_

بسم الله الرحمن الرحيم

الحدثان الإرهابيّان المتتاليان-في (محافظة الكرك)-في جنوب الأردن-،اللذان قامت بهما فئةٌ من خوارج العصر الضالّين : خرجوا منه –و ولله الحمدُ-مدحورين مكبوتين، يجرّون أذيالَ الخيبة والفشل والحرمان.
وإني لأكادُ أجزم-والله أعلم-أنّ هذين الحادثين هما-إن جاز التعبير-أشبهُ ما يكونان بـ(ضربة مقفي!)،تكون آخر ما يفعلون!ونهاية ما يصنعون!!
فهكذا هم هؤلاء.. مِن أول زمانهم إلى أبد الدهر؛كما صحّ وصفُهم بذلك عن النبي الكريم-صلى الله عليه وسلم-:(...كلّما خَرج قرنٌ قُطِعَ) ؛ فلا استمرار لهم، ولا كينونة لبقائهم-مهما ظنوا أنهم (تمدّدوا!)، أوتعدّدوا-!!
وقد قال شيخُ الإسلام ابن تيميّة-رحمه الله-مؤكّداً هذا المعنى-: (قلَّ مَن خرج على إمامٍ ذي سلطانٍ إلا كان ما تولَّد على فعلِه مِن الشرّ أعظمَ ممّا تولّد مِن الخير...
وغاية هؤلاء : إما أن يُغلَبوا، وإما أن يَغلِبوا ، ثم يزولُ مُلْكُهُم، فلا يكونُ لهم عاقبةٌ...فلا أقاموا دُنيا ، ولا أبقَوا دينًا.
والله –تعالى- لا يأمرُ بأمرٍ لا يحصل به صلاحُ الدين ، ولا صلاحُ الدنيا- وإن كان فاعلُ ذلك مِن عباد الله المتقين-..).
... فكيف بحالِ هؤلاء الخوارج الضالّين؛الذين شوّهوا الصورة النقيّة للدين ، وأفسدوا على عامة الناس دُنياهم؛ فضلاً عن كون أكثرهم جهلةً مارقين؟!
وهذان الحادثان الإرهبيّان -في (محافظة الكرك)-وقد انقضيا على خير كثير لبلدنا الأردني الهاشمي-من حيث إفشالُ مخططات أولئك الخوارج؛ التي لو تمّت لهم -كما كانوا مخطِّطين-:لكانت نتائجُ فعائلهم خيمةً-جداً- أكثرَ مأساويةً ، وأشنعَ دموية –ولكنّ الله سلّم: بفضح أمرهم،والقضاء عليهم-.
وقد خرجتْ بلدُنا الأردنيُّ الهاشميُّ-بعد هذين الحادثين الكبيرَين-ولله الحمد-أقوى مما كان ،متكاتفَ الأركان ، قويَّ البُنيان ، عصيّاً على كل عدوان، واثقاً من قيادته وأولياء أمره، مطمئنّاً لجاهزية أجهزته الأمنية، ورجالاتها الأبطال الشجعان، الذين نسأل الله-تعالى-أن يكتبَ مَن قَضَوْا نَحْبَهم-منهم-شهداءَ عنده-بمنّه وكرمه-.
...وبعد؛ فلقد أُثيرت حفيظتي(!)-أَمْسِ- بسبب بعضِ ما كتبه أحدُ الصحفيين-ممّن ليس هو(موفَّق) الطرح والتعبير! ولا ذا (كمال) مِن المعرفةِ الصحيحةِ التأثير:
إذ كتب عنواناً قبيحاً مخلّطاً - مفترىً مكذوباً- لموضوع واقعي غير مستنكر، وذلك إثرَ ما قامت به الأجهزة الأمنية -مشكورةً- من (مداهمات واعتقالات) للإرهابيين وفُلولهم وأذنابِهم؛ ادّعى ذاك الصحفي العَجول-المشار إليه-أنها طالت (التيار السلفي بالكرك!)!!!!
وهي دعوى باطلة ما أنزل الله بها من سلطان-ومما يتناقضُ به –تناقضاً صارخاً- المضمون مع العنوان-!
ولست أدري-والله-كيف يمكن أن تكون تلك الشِّرذِمة الشاذّة الضالة المضلّة -التي تكفّر العلماء السلفيين،أو تضلّلُهم-سلفيةَ المنهج أو التفكير!؟
هذه دعوى فاسدة، لا يقبلُها ذو عقل أو إنصاف..
بل إنّ من المعلوم لكل متابع واعٍ- ذي عدل وعقل-:أن علماء الدعوة السلفية، ودعاتها كانوا -دوماً-هم السبّاقين في الوقوف مع الوطن وأولياء أمورِه في القضايا الكبرى ذات الصلة بالأمن ,والأمان، والإيمان-وبخاصةٍ قضية التكفير، والثورات-وما إلى ذلك-.
ومما يخفى على كثيرٍ من أبناء هذا الجيل -الذي نعايشُه-:أنّ فلولاً من جماعة التكفير المصرية-من أتباع الهالك شكري مصطفى-في أوساط السبعينيات-أنشؤوا لهم في الأردن مجموعةً فكريةً تابعةً لهم،باسم: (طليعة البعث الإسلامي)، بَنَوا أُسَّ أفكارهم -فيها- على أقوال الكاتب المصري سيد قطب-غفر الله له-،وآرائه.
وقد تصدّى لهم-آنذاك-عددٌ من الدعاة والشخصيات،ولكنهم لم يتراجعوا –بل لم يتزحزحوا-إلا بعد مناظرة أستاذنا الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني -العلامة السلفي الشهير-المدفون في ثَرى الأردن الطهور–رحمه الله -؛ فانفرط عِقدُهم ، وتشتّت جمعُهم،وتاب مَن أراد الله الخيرَ له-منهم-..
ثم يخلِط ذيّاك الصحفي ويخلّط-قائلاً-هداه الله-: (اعتقالات في صفوف التيار السلفي بالكرك!)!!
وهو كلام –لا تفكيراً ولا واقعيةً- لا يمسّ للأمر الجاري بِصِلة ؛إنما هم خوارج تكفيريون ، وإرهابيون ضالّون.
فمِن الظلم البيّن ، والخلط القبيح -جداً- : أن يعكس (!) بعضُ الصحفيين الصورة! ويقلب الأدوار؛ليغدوَ المضادُّ للعنف،المناوئ له هو المتَّهَم به!!
{تلك إذن قِسمةٌ ضِيزى}-.
ولستُ أشكّ أنّ مثل هذا الخلط القبيح لا يخرج من صاحبه إلا مِن إحدى وجهتين:
الأولى:الجهل بحقائق الأمور والوقائع!
الثانية:التعمّد الفادح الفاضح-طلباً للسبْق الفاشل-!
أمّا ذوو الشأن البصيرة من المسؤولين الواعين ،الواثقين ، الفاهمين:فيدركون حيثياتِ ذلك-كلّه-،ويعرفون للسلفيين حقَّهم وقدرَهم ومنزلتَهم،وأنهم من أبعد الناس عن الغلو والتطرف والإرهاب؛ بل هم مِن أبرز وأهم مضادّي ذلك ومناوئيه،وبالتالي:لا ينطلي عليهم مثلُ هذا الخلط القميء، ولا ما هو أدنى منه.
وكيف لا يكن ذلك كذلك ،وقد وضّح تلكم الصورة الحقيقية -بالتفريق-وبجلاء-ملكُ بلادنا،وولي أمرنا الملك عبد الله الثاني بن الحسين-زاده الله من فضله-لمّا كتب في كتابه"فرصتنا الأخيرة" (ص308-309) حقية الفرق بين (السلفيين)، و(التكفيريّين) بكلام علمي واقعي بيّنٍ متين ، تحسُن مراجعتُه-فجزاه الله خيراً-.
وخلاصة القول:
أنّ الدعوة السلفية هي دعوةٌ علمية إصلاحية تربوية حكيمة ، لا أقول:لا تؤمن بالعنف!بل أقول:هي ضدّ العنف ،وضد التكفير،وضد الثورات ، وضد دعاة ذلك-كله- وأربابه-تمارس ذلك تديّناً واعتقاداً،وليس مجرد دور إيجابي يقوم به مواطنٌ-ما-قد ينقضي-يوماً-.
هي دعوة ٌ تعاونية شرعية ،ليست حزبية ،ولا حركية ، ولا سياسية.
دعوةٌ تؤمن بالدور الإيجابي الفاعل في المجتمع-وتُجاهه-نصرةً للدين ، وحمايةً للدنيا-.
دعوةٌ تعرف الحقّ الشرعي لأولياء الأمور؛بعيداً عن الغلوّ والتقصير؛ بحيث تؤدّي لكل ذي حق حقَّه.
...أما المخلّطون المفترون؛ فقد آن لهم أن يردّوا الحقَّ إلى نِصابه، ويُرجِعوا الصواب إلى أبوابه-إن كانوا صادقين-.

اللهم احفظ الأردن من كيد الأشرار،وظلم الفجّار ، وانصره على كل أعدائه ومناوئيه-يا ذا الجلال والإكرام-.
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس