عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 01-07-2013, 02:18 PM
أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 1,939
افتراضي

التفريغ منقول
قال الشيخ محمد الإمام
لقد فُتح باب شرّ في أيامنا، وما هو؟ باب شرّ وهو قضيّة الجرح والتّعديل لطلاب العلم، قضيّة الجرح والتّعديل لطلاب العلم.
طلاب العلم بحاجةٍ إلى أنّهم يسدّون هذا الباب، باب الجرح والتّعديل لا يُحسنُه ولا يقدر عليه إلاّ الرّاسخ في العلم، الّذي تجرّد عن الهوى، والّذي وطّن نفسَه على التّحرِّي في الأخبار وعلى التحرِّي في الأحكام بالعدل، وعلى الابتعاد عن هوى النُّفوس، وعن الانتقام، وعن وعن... إلخ.
تُلاحظ طالب العلم إذا اختصم مع أخيه؛ ما أدري إلاّ وهو يكذب عليه، وهو يتجاوز في حقِّه، هذا مع طالب، فكيف لا يَتجاوز لمّا يصير -بنظره- أنّه قد صار يُجرِّح ويُعدِّل؟
فهذه فتنة!
أنصح طلاب العلم أن يتوبوا إلى الله من الدّخول في هذه الأشياء، وأن يستقيموا على الدِّين، وأن يُحافظوا على إصلاح ألسنَتِهم، وأن تُكفّ الألسنة عمّا لا يجوز أن يتكلّم فيه الشخص.
اتق الله، راقب الله، وليس حجّة للشّخص أنّه يُطلق لسانَه كما يُريد، ويتعلّل أنّي قد سمعتُ كذا،هذا لا يكفي، هذا لا يكفي، جاء من حديث ابن عمر عن النّبيِّ عليه الصّلاة والسّلام قال: "من قال في مؤمن بما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال".
فنحن نعلم ونسير على هذا، أنّ الجرح والتّعديل ممّا عُرف به علماء الحديث أنّهم يسيرون على ذلك، لكن بضوابط شرعيّة، بضوابط شرعيّة؛ ولهذا أكثر أهل العلم لم يدخلوا في هذا الباب.
لماذا؟ رأوا، آثروا السّلامة، آثروا السّلامة وهم علماء، وهم علماء.
اقرأ عن السّلف، وانظر من الّذي كان مشتغل بهذا؟ إنّهم كبار العلماء، وكذلك إنّهم قليلون من العلماء، فأهل السُّنّة -بحمد الله- يُجاهدون أنفسَهم على إصلاح ألسنتِهم، على التّكلّم بما هو خير، على الدّعوة إلى الله ليقوموا بها، والنُّصح للعِباد، لكن لا يلعب علينا الشّيطان، ويدخل علينا الشّيطان من أبواب لا نُحسنُها.. من أبواب لا نُحسنُها، وليس مطلوب منّا هذه الأبواب؛ لأنّها فوق طاقتنا، وفوق قدرتنا العلميّة والعقليّة؛ فلهذا كما سمعتم، أقول هذا ناصحًا.. ناصحًا، وكما تُشاهدون أنّ الّذين انطلقوا في هذا المجال بدون ضوابط ولا قيود؛ أنّهم قد أضرّوا بأنفسِهم؛ فلهذا أنصح بأن لا تكون عبرة لغيرك، فاعتبر بغيرك ولا تكن عبرة لغيرك، فالمطلوب المحافظة على إصلاح الألسن.
وبهذه الدّار حرسها الله، ننصح لطلابنا أن يتعلّموا الأدب مع العلماء، مع الطّلاب، مع الزّملاء، مع الأصدقاء... الأدب، القول الطيّب، القول الحسن، البعد عن التّجاوز في الأحكام، البعد عن التّعجل في النّقل الّذي لم يثبت، البُعد عن الطّيش، أن نتّصف بصفات الرّزانة، بصفات الرّزانة.
نحن ليش نتعلّم؟ هل نتعلّم لنكون فوضويين؟ أم نتعلّم من أجل أن نكون قد نِلنا فائدة من العلم، قد نِلنا فائدة من العلم، بارك الله فيكم، وفّقنا الله وإيّاكم جميعاً.
المطلوب إصلاح الألسن، ومراقبة الله فيما نقول فيما نأتي وفيما ندر، نسأل الله نسأل الله نسأل الله بمنِّه وكرمه وفضله وإحسانه أن يُعيننا على إصلاح ألسنتنا، نسأل الله أن يُعيننا على إصلاح ألسنتنا ، فأدعو الله يا عبد الله، أنّ الله يُعينك على إصلاح قلبك، ولسانك، وسمعك، وبصرك، وعقلك، قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام : "الّلهم إنّي أعوذ بك من شرِّ سمعي، وشرِّ بصري، وشرِّ لساني ..." إلى آخر الحديث، قال الله: "ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلُّ أولئك كان عنه مسئؤلا".
نسأل الله لنا ولكم التّوفيق والسّداد والرّشاد، فلنصن ألسنتنا جميعا عمّا لا يعنينا، والله المستعان.
__________________
قال الشيخ ربيع:
وكان من أقوم الدعاة إلى الله بهذه الصفات الشيخ بن باز -رحمه الله- وهو مشهور بذلك والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله- فلقد كان حكيماً رفيقاً لا يواجه الناس بسوء ولا فحش ولقد انتشرت دعوته بهذه الحكمة من اليمن إلى مكة ونجران في زمن قصير وقضى بعد عون الله بدعوته الحكيمة على كثير من مظاهر الجهل والشرك والبدع ، وكان من أبعد الناس عن الشدة والتنفير وكان يشبهه في أخلاقه : الحلم والحكمة والأناة والرفق تلميذه النجيب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- فقد ساعد في نشر الدعوة السلفية شيخه القرعاوي رحمه الله بهذه الأخلاق وبالعلم الذي بثه وكانا لا يسبان بل ولا يهجران أحداً حسب علمي ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة .
رد مع اقتباس