عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 07-21-2014, 01:55 PM
محمد عياد محمد عياد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: عمان - الأردن
المشاركات: 354
افتراضي فالفيصلُ بين التهوّر والشجاعة خيطٌ رفيع؛ والفرق بين (الجهاد) و(الإفساد) خيطٌ أرفعُ!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن الحلبي مشاهدة المشاركة
(داعش) :
التنظيم..الجهاد..البيعة ..ثم الخلافة!


تأصيلاتٌ شرعيّة ، وتنبيهاتٌ واقعيّة


وعَوداً على بَدء:

* (التنظيم) : مِثلُه على الساحة الحزبية الإسلامية كثيرٌ –وفي كل مكان- ؛ولا يزالون-أجمعون!- ينخرون في جسد الأمة الواحدة ،ويفتّتونها،ويمزّقون شملَها-من غير انتفاع بتجرِبة!ولا عبرةٍ بنتيجة!ولا يزالون!!

نُشر في جريدة (الرأي)-الأردنية-
هذا اليوم:23-رمضان-1435هـ



ولا يزالون -أجمعون!- : أي جميع التنظيمات الحماسية المتهورة.




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن الحلبي مشاهدة المشاركة
(داعش) :
التنظيم..الجهاد..البيعة ..ثم الخلافة!


تأصيلاتٌ شرعيّة ، وتنبيهاتٌ واقعيّة


* أما (الجهاد)؛فهو الورقة الرابحة التي لا تزالُ كثيرٌ من الأحزاب والحركات-إلى هذه اللحظة-تستخدمُها-بقوة!-لتكونَ الجاذبَ الأكبرَ لكثير من الشباب المسلم الطيِّب الصادق-شرقاً وغرباً--للانخراط الحزبيّ الأعمى في جماعاتٍ لا يعرفون ما/مَن=وراءها!

طمَعاً مِن هؤلاء الشبابِ-جميعاً-سدّدهم الله إلى مزيد هداه- بنَيل رضوان الله ، والفوز (سريعاً) بجنّته-تعالى-نسأل ربَّنا أن لا يحرمَنا منها-.

و(الجهاد)-مِن حيث هو-شاء مَن شاء!وأبى مَن أبى!-يمثِّلُ «ذُروة سَنام الإسلام»-كما قال نبيُّنا الكريم-،ولكنّ العبرةَ في وجوبه ومشروعيّته كامنةٌ في ضوابطه ، وقائمةٌ في موجباته،وأسباب وجوده!

* فالفيصلُ بين التهوّر والشجاعة خيطٌ رفيع ؛كما أنّ الفرق بين (الجهاد) والإفساد -أيضاً- خيطٌ-لعلّه-أرفعُ!

ومِن دقائق الفقه الإسلاميّ العالي-في هذا الباب-ممّا يُغفله-أو يجهله!-عامةُ مُنظّري الجهاد (!) العصري-اليوم-فضلاً عن جمهور شبابِهم-ممّا أوقعهم بمهالكَ لا يكادُ يكونُ لها نهايةٌ!-:

ما قاله العلامة الإمام أبو المظفَّر السمعاني-المتوفى قبل نحو ألف سنة إلا خمسين عاماً-(489هـ)-في «تفسيره»-عند تفسير قول الله-تعالى-: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ . وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾-قائلاً ما نصّه-:

«...وَفِي الْآيَة قَول آخر - وَهُوَ الْمَذْهَبُ -الْيَوْمَ- وَعَلِيهِ عَامَّة الْفُقَهَاء -: أَنه إِن كَانَ الْكفَّارُ أَكثرَ مِن مِثليهم [من المسلمين] : جَازَ الْفِرَارُ من الزَّحْف؛ لقَوْله: ﴿ الْآن خفّف الله عَنْكُم﴾، وَلقَوْله: ﴿وَلَا تُلقوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة﴾.

وَلَو صَبَرُوا: جَازَ؛ اللَّهُمَّ [إلاّ] أَن يَعلمُوا –قطعاً- أَنه لَا يُمكِنهُم مقاومتُهم؛ فَحِينَئِذٍ : لَا يجوز الصَّبْرُ؛ لِأَنَّهُ يكون إِلْقَاءً لنَفسِهِ فِي التَّهْلُكَة... ».

ومثلُه-سواءً بسواء- : كلامُ الإمام الأصوليّ عزّالدين ابن عبد السلام-المتوفّى بعد العلامة السمعانيّ بنحو مئتي سنة-(660هـ)-في كتابه«قواعد الأحكام في مصالح الأنام»-حيث قال-:

«انْهِزَامُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْكَافِرِينَ مَفْسَدَةٌ ؛ لَكِنَّهُ جَائِزٌ : إذَا زَادَ الْكَافِرُونَ عَلَى ضِعْفِ المسْلِمِينَ -مَعَ التَّقَارُبِ فِي الصِّفَاتِ- تَخْفِيفًا عَنْهُمْ -؛لِمَا فِي ذَلِكَ مِن المشَقَّةِ، وَدَفْعًا لِمَفْسَدَةِ غَلَبَةِ الْكَافِرِينَ-لِفَرْطِ كَثْرَتِهِمْ عَلَى المسْلِمِينَ-...».

والتجارِبُ الجهاديةُ(!)المعاصرةُ-جميعاً-على ما بُنيت عليه مِن زَغَلٍ وخَلَل!-:فإنها تُثبت مَزيداً من الصوابِ والتحقيق لهذا التأصيل الجليل-بعد كل تلكم الأعوام والقرون-؛حيث لم تُثمر تلكم المغامرات(!)-جميعاً-إلا استجلابَ الويلات المتكاثرة على الشعوب! والمزيدَ مِن تشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف في أنحاء العالم!!

فلا يُوجد مسلمٌ -حقٌّ- يُنكِر الجهاد الشرعي الحقَّ-بضوابطه الحقّة-؛حتى لا يُلَبِّسَ بعكس هذا التقرير الحقِّ المحضِ الجهلةُ المقلِّدون ! أو المموِّهون المدلّسون!!

نُشر في جريدة (الرأي)-الأردنية-
هذا اليوم:23-رمضان-1435هـ



قلت: وهذا ظاهر لكل منصف، فالشعوب هي التي تدفع ثمن مغامرات التنظيمات الحماسية المتهورة !! .

__________________

قال تعالى:"وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " فصلت 34

مذكرا نفسي بما رواه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" ( 1 / 7 ) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67 / 113) عن أبي عمرو بن العلاء - شيخ القراء والعربية - : "مَا نَحْنُ فيمن مَضَى إلاّ كبَقْلٍ في أُصولِ نَخْلٍ طُوالٍ".
رد مع اقتباس