أبو إسحاق الحويني ماضٍ رغم غلو (إخواننا الغلاة) وتجرئ المكفرة
الحمد لله وبعد :
جزى الله شيخنا أبي إسحق خير الجزاء ، فلطالما أصَّل وفصَّل ، وشرح وأفصح ، وأضحك وأبكى ، ورِث كنوز شيخه فتوجها بحسن البيان ، وما أجمل شرحه للأحاديث الطوال وهو يستنبط لآلئها ، ويستخرج درَّها ودُررها ، وما أغزر الفوائد التي يتصيدها الحاضر ،
إذا تكلم في التفسير ظننت أنه شيخ التفسير وإمامه ،
وإن تكلم في الحديث وعلومه فقد سبفته شهرته وأجمع على درايته فيه القاصي والداني ،
وإذا تكلم في الأصول أدهش العقول ،
وإذا ما شهر حسام الردود تتقطع دونه أعناق المخالفين ،
سِلماً لعلماء الملة والسنة ،
سيفاً على مبتدعي وضلال الزمان .
ناهيك عن رقي الأدب ،
والدأب في الطلب ،
وسلامة الصدر وحسن المنطق ،
لا يقابل السيئة بمثلها ويُعرض عن المسيء ،
وقلَّما يردُّ انتقاماً لنفسه مع القدرة على ذلك ،
ما أحسن أثره على الناس ،
وما أقبح أثر البعض عليه ،
وما ذلك إلا لتمام فضل الله عليه ،
فهو عند (إخواننا الغلاة) " ديناصور التكفيريين " _ وقد سمعت هذا اللقب من أحدهم وكبرائهم _
وعند التكفيريين " من أئمة المرجئة " والمؤدب فيهم يقول أن الحويني يقول بقول المرجئة ،
وإذا ولجت معه لجة النقاش أظهر عن مَطْوي قلبه ،
وقال لك : ضال خبيث مرجئ
_ كبرت كلمة تخرج من أفواههم _
وتبدأ سلسلة الأوهام بأن هذا الموهوم الواهم يدافع عن دين الله ،
وأنه يبين للأمة ما خفي على علمائها ،
فها هو قد خصه الله من بين سائر البشر وفتح على بصيرته المقفلة أن الحويني وغيره من المرجئة ،
ولا تغتر بقول من تدرج فقال " وافق قوله قول المرجئة " فإذا قالها الأغمار فاعلم أنها سُلَّمٌ سهل الوصول للتصريح بأنه مرجئ ضال .
أما إذا قالها عالم _ إن وجد من يقول ذلك _ فهذا من إنصافه يقولها ذباً لا تصنعاً ولا نفاقاً .
فلله درُّ الشيخ لا على هؤلاء يلتفت ولا على هؤلاء .
وهو ماضٍ في تبليغ دين ربه ، والذب عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
فكلوا من لحمه يا (إخواني الغلاة) ما شئتم ،
واطعنوا في دينه يا مكفرة ما حييتم ، فقد رأينا كُلَّكُم ،
فها هم (إخواننا الغلاة) يبدع بعضهم بعضاً ،
وهاهم المكفرة يكفر بعضهم بعضاً ،
ورَكْبُ الجبال الشم ماضٍ على خطة ثابتة وبصيرة وعلم وحلم .
اللهم ثبت شيخنا ومشايخنا أجمعين ، على الدلالة عليك والإعراض عن البطالين الغافلين والمعوقين .
كتبه : مصباح الحنون
26 رمضان 1432
طرابلس الشام
حرسها الله
|