عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-06-2009, 01:59 PM
أبو إسحاق نور الدين أبو إسحاق نور الدين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 162
افتراضي ثناء الشيخ عبد الكريم الخضير على الشيخ المغراوي

السائل: عفوًا يا شيخ, سائل يسأل حول اسم ابن ماجه هل هو بالتاء أم بالهاء؟ ويقول إني تعبت في البحث عن تحقيق هذه المسألة.


الشيخ: ابن ماجه وابن منده وابن داسه كلها بالهاء في الوقف والدرج, تقول: ماجه, منده, داسه, حتى في الدرج.


من أهل العلم من جعل السادس: الموطأ " موطأ الإمام مالك بن أنس ", وعلى هذا صنيع ابن الأثير في " جامع الأصول " وقبله رزين في " تجريد الأصول ", ومنهم من جعل السادس: ابن ماجه, تقدم الكلام عن ابن ماجه مع الكتب الخامسة السابقة, التي هي دواوين الإسلام المشهورة.الآن نتحدث عن موطأ الإمام مالك بن أنس, والموطأ كما هو معروف لإمام دار الهجرة مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي, إمام المذهب المشهور المعروف, نجم السنن, هذا الكتاب ألفه الإمام مالك رحمه الله تعالى وتلقاه عنه جمع غفير من أهل العلم, بحيث صـارت لــه روايـات متعددة, من أشهرها رواية يحيي بن يحيي الليثي, وعليها جلّ الشروح. ومنها رواية محمد بن الحسن, ومنها رواية أبي مصعب الزهري, والروايات كثيرة جدا يصعب حصرها, لكن أهمها ما يقرب من العشرين وهي مدونة ومعروفة يطول الكلام فيها, يهمنا رواية يحيي بن يحيي التي عليها الشروح, والتي عني بها أهل العلم, ومن أهم شروحها وأعظم تلك الشروح " التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " للإمام أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري, كتاب عظيم مكث في تصنيفه ثلاثين عاما, وأودعه من نفائس العلوم والفنون ما يعجز اللسان عن وصفه, فالكتاب عني بالموطأ, وبأقوال مالك ومذهب مالك, وأشار إلى المذاهب الأخرى, وله اختيارات وترجيحات يخالف فيها مذهب الإمام رحمه الله, فابن عبد البر حافظ المغرب وهو إمام من أئمة المسلمين مكث في تصنيف هذا الكتاب ثلاثين عاما وقال عنه ابن حزم: إنه لا يعلم في الكتب في الكلام على فقه الحديث أنفس من هذا الكتاب, بل لا يعلم ما يماثله ولا يدانيه ولا يقاربه, هذا الكتاب رتبه ابن عبد البر على شيوخ الإمام مالك في موطئه, ولذا يصعب الوقوف على الأحاديث المرادة منه إلا بعد معرفة الشيخ, ثم الشيوخ رتبهم على حروف الهجاء على طريقة المغاربة, وهي أيضا تختلف عن ترتيب طريقة المشارقة, فالصعوبة من جهتين من كونه مرتب على الشيوخ, ولو كان مرتب على الأبواب على ترتيب مالك رحمه الله لكان أولى, لكن هذه وجهة نظر الإمام ابن عبد البر, تمنينا طويلا أن يرتب على ترتيب الموطأ, فخرج له ترتيبات كثيرة منها أول ما خرج له ترتيب " المغراوي " وهو من شيوخ المغرب, وهو ترتيب ابتكره, قدم فيه مسائل الاعتقاد وعناية الشيخ المغراوي بالعقيدة معروفة حفظه الله, لكن كنت أتمنى أن يرتب الكتاب على ترتيب الموطأ نفسه يمشي على أحاديث الموطأ.
فتمنيت أن يرتب على ترتيب الإمام مالك, فالكتاب إما أن يبقى على أصله ترتيب ابن عبد البر, أو يُرْجع إلى أصل الأصل وهو ترتيب الإمام مالك رحمه الله, فخرج له أكثر من ترتيب بهذه الصفة تحقيقًا لهذه الأمنية, ومن أفضل ما وقفت عليه من هذه الترتيبات: ترتيب الشيخ عطية سالم رحمه الله وله عناية فائقة بالموطأ, وعناية بالإمام مالك على وجه الخصوص, فجاء ترتيبه على الوجه المناسب, وهو من أهل الخبرة بالموطأ وله معرفة بكتب ابن عبد البر. وترتيب الشيخ عطية سالم طبع قبل ثمان أو تسع سنوات. وهو الذي رتبه بيده مشي على الموطأ, ولما كانت طباعة " التمهيد " لابن عبد البر قد طالت حتى استغرقت خمس وعشرين سنة, فكان الشيخ رحمه الله كل ما يخرج جزء يرقم الحديث برقم الموطأ, ثم بعد ذلك يرتب هذه الأحاديث, ثم إذا خرج الثاني أضاف ما فيه من أحاديث على الطريقة التي اتبعها, ثم خرج كتاب " التمهيد " مرتبًا ترتيب الموطأ, وهذا عمل جليل, وقد يبدو في ظاهر الأمر أنه ليس بشيء مجرد تقديم وتأخير و ترتيب, لكنه عمل جيد مفيد يفيد طالب العلم كثيرًا. الإمام ابن عبد البر عُني بشرح الأحاديث المرفوعة في هذا الكتاب, وأبدع في كتابه, وكمله بكتاب آخر أسماه " كتاب الاستذكار في بيان مذاهب فقهاء الأمصار " أي من خلال الموطأ شرح فيه الأحاديث المرفوعة والموقوفات, وأشار إلى أقوال مالك, وأقوال غيره من أهل العلم, فالاستذكار جاء تكميلاً للتمهيد الذي هو لما في الموطأ من المعاني والأسانيد, معاني وأسانيد هذا " التمهيد ", هذه الصفة الغالبة, وفيه كلام على فقه الحديث كثير, لكن الكلام على الأحكام في " الاستذكار" أظهر, وهما كتابان متكاملان فلو جمع بينهم. والمحقق " للاستذكار" نقل بعض النقول مما يحتاج إليه من " التمهيد " فطال الكتاب جدًا حيث خرج في ثلاثين جزءًا. وهو أقصر من التمهيد.

من أهم شروح الموطأ أيضا " المنتقى " لأبي الوليد الباجي, وهو من كبار المالكية يفيد منه طالب العلم فائدة جيدة, من شروحه أيضًا شرح الزرقاني, فهوأيضًا كتاب نافع ومفيد, وشرحُ مختصر جدًا للسيوطي اسمه " تنوير الحوالك ".

" ولي الله الدهلوي " نظر إلى الموطأ فوجد فيه أقوال مالك, فأضاف إليه أقوال أبي حنيفة والشافعي وسماه " المسوى ", فجاء شرحه المختصر جدًا جامعًا للمذاهب الثلاثة وتولينا شرح المسوى مدة, أضفنا إليه مذهب الإمام أحمد.
المصدر من هنا بارك الله فيكم
__________________
أبو إسحاق نور الدين درواش المغربي
رد مع اقتباس