اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أويس السلفية
الأم الغالية أم عبد الله جزاك الله خيرا على ما تقومين به من جهود في سبيل نشر العلم وجعل ذلك في موازين حسناتك .
وكما قلت فإن هناك أحاديث كثيرة ضعيفة وموضوعة انتشرت بين الناس بل حتى في بعض المساجد يجب تبيينها للناس والتحذير منها .
والقرآن يكفيه فضلا أنه كلام الله , ويكفيه الأحاديث الصحيحة الواردة في فضله .
أسأل الله أن يعينك ويسددك ويوفقك لكل خير.
|
شكر الله لك ابنتي الحبيبة " أم أويس السلفية " المرور والدعاء، وجزاك الله عني خير الجزاء، وبارك فيك وعليك، وزادك الله من فضله.
لقد حذرنا الصادق الأمين رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - من أحاديث مكذوبة تروى عنه في آخر الزمان، جزاه الله عنا خير ما جزى به نبيًا عن أمته.
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم بما لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم) (حديث صحيح) رواه : (مسلم).
فها نحن نسمع ونقرأ أحاديث ضعيفة وموضوعة ومكذوبة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو لا أصْلَ لها، تُرَوّجْ للحثّ على عبادات وأذكار وأجور لم تثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل وفي بعضها تأَلّي وكذب على الله - تعالى -. ومنها ما يدعو إلى شرك أو إلى بدعة، أو إلى تعظيم بشر أو حجر من دون الله - تبارك وتعالى -.
للأسف كثرت هذه الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وتنوّعت وكثر تداولها على العديد من وسائل الإعلام والتواصل، حتى صارت مع مرور الأيام كالحقائق المسلَّمِ بها، وذلك لجهل كثير من الناس بها وبحقيقتها، ولكثرة الفرق والأحزاب والجماعات الذين يروِّجونها، وكل حزبٍ بما لديهم فرحون.
سخر الله لها بفضله ومنّه وكرمه الجهابذة من العلماء الذين اختصوا بعلم الحديث " دراية ورواية "، وقضوا جُلّ أعمارهم في مراجعة الأحاديث وتحقيقها وتخريجها وتصفيتها.
إنهم المقصودون بالحديث الصحيح : (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسًا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا) (متفق عليه).
ورحم الله من قال فيهم:
أهل الحديث هم أهل النبي وإن ***** لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا.
جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا، وبارك في جهودهم، وأثقل لهم بها الموازين، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].
قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
|