[ابو عثمان الجزائري]

الحمد لله رب العالمين .والصلاة والسلام على افضل المرسلين .
اما بعد .
فهذه فائدة فقهية ووجه لطيف وعزيز في ترجيح وجوب الكفارة على من اكل او شرب متعمدا في نهار رمضان وهذا القول هو قول الجمهور .فلقد الحقوا الاكل والشرب بالجماع في وجوب الكفارة بجامع ان كل منهما انتهاك لحرمة شهر رمضان .فالعلة هي انتهاك نهار رمضان بتعمد الفطر بدون عذر شرعي معتبر .اما القول الاخر وهو قول الشافعي .فقد قصر العلة علة الكفارة على الجماع فقط كما جاء في الحديث .ولم يعدها الى نظيرتها الاكل والشرب .والحق ان العلة هي انتهاك نهار رمضان بتعمد الفطر .فهذا هو المعنى الموجود في الجماع والموجود كذلك في الاكل والشرب .فلا شك في ان الامر بالكفارة على المجامع في نهار رمضان متعمدا هو امر كذلك لمثيله ونظيره الاكل والشارب .قكلاهما تعمد الافطار واتتهاك نهار رمضان.والله اعلم .
والوجه اللطيف الذي اشرت اليه في اول الكلام استفدته واستنبطته من الحديثَ الذي في رواية ابن حِبَّان وابن خُزيمة والطبراني في الأوسط والدارَقُطني والبيهقيّ والحاكم قدْ صَرَّحَ بِأَنَّهُ صيامُ رَمَضَانَ، والذي [color="red"]قال فيه عليه قال صلى الله عليه وسلم: [COLOR="Red"]"مَنْ [أَفْطَرَr] في شهر رمضان ناسيًا فلا قضاءَ عَلَيْهِ ولا كفارةl]".فمنطوق هذا الحديث دل على عدم وجوب القضاء والكفارة على من افطر ناسيا في شهر رمضان .فالاصل في القضاء انه شرع لمن افطر بعذر شرعي كالمرض والسفر ويلحق به القيء عمدا فهو اشبه بالمرض .والاصل في الكفارة انها شرعت لمن افطر متعمدا من غير عذر شرعي .منتهكا بذلك حرمة نهار شهر رمضان بتعمد الفطر.و في هذا الحديث دليل على وجوب الكفارة على من افطر متعمدا في نهار شهر رمضان .وهو يعم الاكل والشرب والجماع. فدلالة مفهوم المخالفة تدل عليه وتشعربه .فمعنى الحديث بمفهوم المخالفة .ان من افطر متعمدا في نهار رمضان .فعليه الكفارة .ولفظ "افطر " الوارد في الحديث يدل على العموم .اي يعم الاكل والشرب والجماع في وجوب الكفارة. فمفهوم هذا الحديث يدل على ان علة الكفارة منوطة بالافطاروانتهاك حرمة نهار شهر رمضان وليست منوطة فقط بالجماع . فهذا وجه لطيف وخفي يؤيد قول الجمهور في مسالتنا هذه .والله اعلم .