عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 05-13-2010, 01:32 PM
براء الأثري براء الأثري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 2
افتراضي تعقيب

الحمد لّله الواحد القهار والصلاة والسّلام على النّبي المختار

أما بعد: فهذه طامات تصلنا من واقع مركز دماج اليوم بشهادات حية ,تتمثل في سلوكات وخطابات ومعاملات دركت في الحضيض ولا تمتّ للإسلام بصلة ,والأمر أعظم من أن يكون مجرد طعن في علماء الدعوة إلى اللّه في البلاد الإسلامية عامة والجزائر خاصة . إني لأعجب أشد العجب من مواقف المشرفين على هذا المركز من الحجوريين, ففي الوقت الّذي تكابد فيه الأمة الإسلامية حملات التنصيروالترهيب ودعوات الفرق الضالّة وهي في أشد الحاجة إلى تكتل الجهود وجمع الكلمة وتوحيد الصف,يشنّ الموالون لمنهج الإقصاء في دماج حملة تبديع وقدح وشتم وتجريح ضد أئمة المنهج الربّاني الذين يتصدّون للفكرالغربي الدخيل وضلالات المبتدعين ويجدّون في نشر الدعوة الحنيفية السمحة رغم العقبات والضغوطات وتشديد الخناق عليهم ودعواهم في ذلك أنهم ورثة العلم والدين ولاغبارعليهم فخولوا لأنفسهم حق التسلط على الدعاة بهتك الأعراض وتمزيق روابط الأخوة الإيمانية دون أن يعيروا أدنى اهتمام إلى الانعكاسات السلبية على الدعوة.
فإن كانوا أصحاب حق ودين كما يزعمون فهل هكذا يكون صنيعهم بإخوانهم في الدين؟ أين هم من قوله تعالى" َولَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون"
وأين هم من قوله صلى الله عليه وسلم " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" وأين هم من قوله تعالى : " مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُم"ْ
فحتى لو ادعوا النصح وتصويب أخطاء مخالفيهم في زعمهم فإن دعوة الحق مسلكها يضبط بالشرع ولا مجال للانحراف عنه، يقول عزوجل " ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".
إنهم ينقمون على المشايخ ويخطئونهم في مسائل فرعية وخلافية لا يفقهونها ويلمزونهم بما ليس فيهم كما فعلوا ذلك مع الشيخ فركوس حفظه الله وغيره من الدعاة، بهتانا وزورا فأنزلوا بهم وابلا من السب والشتم وهذا هو أسلوب من يفتقد الحجة والدليل ومن هو عاجز عن المناقشة العلمية المؤصلة، فتراه يتخبط خبط عشواء، فلو حاز هؤلاء من العلم نصيبا لعلموا أن الله عزوجل قد أنصف من يجتهد في أدلة الأحكام في قوله صلى الله عليه وسلم :" إذا اجتهد الحاكم وأصاب فله أجران وإذا اجتهد وأخطأ فله أجر" فلِمَ يجردون أهل الاجتهاد من حقهم في النظر؟ أليس هذا اجتراءا على شرع الله وتعد وظلم؟ ألا رجعوا إلى أنفسهم ليعلموا ماذا فعلوا هم بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي سبق ذكرها أليس الإعراض عنها هو عين المنكر؟ والواجب يقضي بأن يصلحوا أنفسهم أولا، قال تعالى: "و َنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" وقال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ " إن الدعوة إلى الله بأمس حاجة إلى خدمة كل فرد ينبض قلبه بالإيمان وأضحى واجبا على كل مسلم أن يتجاوز حظوظ نفسه والنصرة لها لأجل أن تكون كلمة الله هي العليا، فإن كان هؤلاء أصحاب دعوة حق فلتكن جهودهم الجبارة وألسنتهم البتارة صوب معاقل الكفر وأهل البدع والقبوريين عسى أن ينفعهم سعيهم ذاك يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، أما إن كانت الأخرى فكانوا أصحاب هوى تشغلهم المصالح الخاصة والمراكز العليا، بل وقد يكونون سيوفا ونبالا في أيدى أعداء الدعوة السمحة، يبسطون لهم الطريق ويمكنونهم منها بشق صفوف أئمة الهدى، فهم إذن شبه بني إسرائيل في صنيعهم بأئمتهم، يطمسون الحق وهم يعلمون، فليحذروا قول الله تعالى: " َلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
والله عزوجل كفيل بأن يحفظ أمة الاسلام وعباد الرحمن إنه ولي ذلك والقادر عليه.
رد مع اقتباس