عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 01-12-2010, 01:38 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي رأي الشيخ فركوس حول مسألة التحنيك

رأي الشيخ فركوس حول مسألة التحنيك



قال الشيخ محمد علي فركوس –حفظه الله- عن مسألة تحنيك المولود :

" ...لكن هذه الأحاديث –على الصحيح –إنما تدل على مشروعية التبرك بذات النبي صلى الله عليه وسلم وريقه ولعابه ...وهو أمر مجمع عليه , غير أنه ليس فيها دلالة على جواز التبرك بذوات الصالحين وآثارهم , إذ لم ينقل حصول هذا النوع من التبرك من الصحابة رضي الله عنهم بغيره صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا في مماته, وقد كان فيهم الخلفاء الراشدون وبقية العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم , وهم أفضل القرون لاعتقادهم اختصاص الرسول صلى الله عليه وسلم بمثل هذا التبرك دون سواه , وقد أثبت الشاطبي إجماع الصحابة رضي الله عنهم على ترك التبرك فيما بينهم حيث يقول : " وهو إطباقهم -أي الصحابة- على الترك؛ إذ لو كان اعتقادهم التشريع لعمل به بعضهم بعده أو عملوا به ولو في بعض الأحوال إما وقوفًا على أصل المشروعية وإما بناء على اعتقاد انتفاء العلة الموجبة للإمتنـاع" الاعتصام للشاطبي (2-10).

وقال – رحمه الله – في موضع آخر: " فعلى هذا المأخذ: لا يصح لمن بعده الاقتداء به في التبرك على أحد تلك الوجوه ونحوها، ومن اقتدى به كان اقتداؤه بدعة، كما كان الاقتداء به في الزيادة على أربع نسوة بدعة" المصدر السابق: (2/9) وعليه فإنّ القول بجواز التبرك بريق الصالحين ولعابهم من جهة التحنيك هو القول بجواز التبرك بذوات وآثار الصالحين قياسًا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يخفى أنّ مثل هذا القياس فاسد الاعتبار لمقابلته للإجماع المنقول عن الصحابة رضي الله عنهم في تركهم لهذا الفعل مع غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولو كان خيرا لسبقونا إليه، ثمّ إنّ القول بجواز التبرك بآثار الصالحين يقضي بطريق أو بآخر إلى الغلو في الصالحين وعبادتهم من دون الله سبحانه، فوجب المنع من ذلك سدّا لذريعة الشرك. "

[أجوبة فقهية ضمن سلسلة ليتفقهوا في الدين :40 سؤالا في أحكام المولود لأبي عبد المعز محمد علي فركوس].
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس