عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 12-31-2009, 11:47 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي البشارة بالمولود والتهنئة به:

البشارة بالمولود والتهنئة به


قد ذكر القرآن البشارة بالولد في أكثر من مناسبة تعليما للمسلمين بهذه العادة لما لها من أثر هام في زرع الألفة والمحبة في قلوب المسلمين (1) فقال تعالى : {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}، وقال تعالى: {فبشرناه بغلام حليم} وقال : {قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ}، وقال : {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ"وغير ذلك من الآيات.

"ولما كانت البشارة تسر العبد وتفرحه استحب للمسلم أن يبادر إلى مسرة أخيه وإعلامه بما يفرح" (2)

" فتبشير المسلم بالولد هو إدخال السرور إليه بهذه البشرى وهو من عوامل تقوية المحبة والأخوة بين المسلمين .

ويشرع للمبشَّر أن يهدي شيئا للمبشّر,كما أهدى كعب بن مالك للرجل الذي بشره بالتوبة رداءه ,وقصته معروفة كما في الصحيحين.وهذا من شدة السرور بالبشرى" (3)



التهنئة لأهل المولود


" لا يعرف في السنة شيء من ذلك, لكن نقل بعض التابعين كالحسن البصري, تهنئة الوالد بقوله : "بارك الله لك في المولود لك وشكرت الواهب وبلغ أشده ورزقت بره "، ويرد الوالد: "أجزل الله ثوابك ", ونحو ذلك (4).

واستُحب هذا القول لدخوله تحت الكلمة الطيبة كما في قوله صلى الله عليه وسلم : " اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبالكلمة الطيبة "(5)، وكما قال في رواية أخرى: " والكلمة الطيبة صدقة "(6)(7).

وقال ابن قدامة في " المغني": " ... وروينا أن رجلا قال لرجل عند الحسن يهنئه بابن له ليهنئك الفارس فقال الحسن وما يدريك أنه فارس هو أو حمار ؟ فقال كيف نقول ؟ قال قل بورك في الموهوب وشكرت الواهب وبلغ أشده ورزقت بره " (8) .

و" عن الحسن البصري سأله رجل عن التهنئة كيف أقول ؟ قال قل: "جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم " (9) .

وعن حماد بن زيد قال كان أيوب (السختياني)إذا هنأ رجلا بمولود قال جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم"(10).

فهذه الآثار هي خير بكثير مما نراه اليوم من استعمال بعض الألفاظ المخترعة .التي لا يجيزها أحد من أهل العلم " (11) .

" لذلك يستحب للمسلم أن يبادر إلى مسرة أخيه وإعلامه بما يفرحه ولا يقصر بتهنئته والدعاء له ولوليده , ويؤيده ما ثبت إسناده مقطوعا عن معاوية بن قرة قال : " لما ولد إلياس دعوت نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأطعمتهم فدعوا , فقلت : إنكم قد دعوتم فبارك لكم فيما دعوتم وإني إن أدعو بدعاء فأمنوا, قال :فدعوت له دعاء كثيرا في دينه وعقله " (12) (13) .





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

(1) من كتاب أختي المسلمة كيف تستقبلين مولودك الجديد تأليف نشات المصري عن أحكام المولود في السنة المطهرة ص(25)
(2) تحفة المودود بأحكام المولود لابن قيم الجوزية (29)
(3) أحكام المولود في السنة المطهرة لسالم علي راشد الشبلي و محمد خليفة الرباح(25)
(4) وله أن يرد عل المهني بقوله :بارك الله لك وبارك عليك, أو جزاك الله خيرا ورزقك الله مثله(الأذكار للنووي :256)
(5) أخرجه البخاري (6539) ومسلم (1516)من حديث عدي ابن حاتم رضي الله عنه
(6) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
(7) أربعون سؤالا في أحكام المولود للشيخ محمد فركوس (52)
(8) المغني في فقه الإمام أحمد لعبد الله بن قدامة المقدسي(11-120)
(9) أخرجه الطبراني في كتاب الدعاء... قلنا (أي: المؤلفان)فمثله لاينزل حديثه عن رتبة الحسن
(10) أخرجه الطبراني في الدعاء (2-1244)بسند فيه ضعف
(11) أحكام المولود في السنة المطهرة لسالم علي راشد الشبلي و محمد خليفة الرباح(27).
(12) أربعون سؤالا في أحكام المولود للشيخ محمد فركوس (53)
(13) أخرجه البخاري في الأدب المفرد(1255)باب الدعاء في الولادة .أنظر صحيح الأدب المفرد للألباني (485)
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس