لحن القول
من لحن المحدِّثين ( 2 )
مما أصلحه المحققون من غلط المحدِّثين روايةُ بعضهم لحديث : (ما أذن الله لشيء كأذَنِه لنبي يتغنى بالقرآن .. ) رواه ( كإِذْنه ) بكسر الهمزة وسكون الذال ، وهو غلط ، والرواية الصحيحة بالفتح فيهما و ( الأَذَن ) بالفتح : الاستماع .
ومن ذلك : حديث ( لخلوف فم الصائم ) بضم الخاء وحَسْبُ ، وفتحها خطأ باتفاق المحققين ، قال القاضي عياض : هذه هي الرواية الصحيحة، وكثير من الشيوخ يروونه بفتح الخاء ، قال الخطابي : وهو خطأ . ومعناه: تغير رائحة الفم بسبب الصيام .
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:( ما من أحد إلا وله شيطان، قيل: ولك يا رسول الله ؟ قال : ولي ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلمَ ) بفتح الميم ، والفاعل الشيطان ، أي: دخل في الإسلام ، ورجحه ابن منظور واستشهد له ، أو معناه: انقاد واستسلم وكفّ عن الوسوسة ، وعلى هذا عامة الرواة إلا سفيان بن عيينة فإنه يقول: فأسلمُ، على أنه فعل مضارع، والفاعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان سفيان يقول : الشيطان لا يُسْلِم ، والرواية الأولى المشهورة هي الصحيحة لأمرين :
أحدهما : أنها الظاهر المتبادر ، ويقوي هذا الظاهرَ قوله : ( أعانني عليه ) .
الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعده :( فلا يأمرني إلا بخير) والشيطان لا يأمر بخير ، بل يأمر بالشر والفحشاء .
قال النووي : قال الخطابي : الصحيح المختار الرفعُ ، ورجح القاضي عياض الفتح ، وهو المختار ، ولكنني لم أجد ترجيح الخطابي في (إصلاح غلط المحدثين ) واكتفى بحكاية القولين .
وورد التصريح بإسلامه في مسند البزار بسند ضعيف .
=====================
__________________
.
((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :
https://telegram.me/Kunnash
.
|