عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 12-29-2023, 07:33 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 811
افتراضي

📌 فوائد منهجية مِن كتاب «تمييز ذوي الفطن»: (2)
⭕ وصفٌ دقيق لحال الأُمة...

«والغريب أنَّ السُّذج مِن هذه الأمة (يُوجَّهون) حيث شاء (المُوجِّهون العالميُّون): فبينما هم مهتمون بفلسطين -ردها الله وأهلك اليهود وأذنابهم- إذ اختلق الأعداء مشكلة في أفغانستان بعد إجلاء الرُّوس الكفرة المستعمرين، فصُرف المسلمون عن فلسطين ووُجِّهوا إلى هذه، ثم قبل أن ينتهوا منها وُجِّهوا إلى البوسنة والهرسك، ثمّ قبل أن ينتهوا منها وُجِّهوا إلى الشيشان، ثم قبل أن ينتهوا منها وُجِّهوا إلى العراق، ثمّ قبل أن ينتهوا منها وُجِّهوا إلى لبنان، ثم قبل أن ينتهوا مِن هذه ردوا إلى العراق!! وهكذا في حلقات مِن الفتن لا يخرج المسلمون مِن واحدة منها حتى يدخلوا في أخرى، فيتكلم المسلمون فيها طويلًا بلا جدوى سوى الخروج منها مختلفي الآراء، متنافري القلوب والأهواء، يكثر فيهم العزاء، ولا ينقص الأعداء..

♦️وأما داخليًا، فقد تداخلت اليوم مفاهيم (جهادية شريفة) بمفاهيم (خارجية مُسرفة)، تلك المفاهيم التي أفرزتها الصراعات على السُّلطة والثّورات المتوهجة التي لا تنضبط بالشَّرع، وإنما يغلب عليها تحكيم العواطف المُثخنة بجراحات الهوى وعصبيَّة الغضب الهائج في الوقائع المستجدَّة، وتحكيم فهم المراهق في نصوص شرعية قد (تكون صحيحة مِن حيث الثُّبوت)، ولكن (قُصوره العلمي والعقلي هو السائق له إلى فكر منحرف موبق)، والباعث له على تنزيلها تنزيل حروري مارق!

⚫ فكم مِن بلد مسلم أريقت فيه دماء أهله مِن أجل الوصول إلى السلطة!

▪️فمن أُقصي مِن الحكم بحقّ أو بغير حقّ جعل ذلك مسوغًا شرعيًّا له لإراقة الدِّماء!
▪️ومَن لم يُعتمد، حزبه في البرلمان أراق الدِّماء!
▪️ومَن شك في نزاهة الانتخابات أراق الدِّماء!
▪️ومَن رأى من أميره تقصيرًا في الأخذ بحكم الله أراق الدِّماء!
▪️ومَن لم يجد وظيفة أراق الدِّماء!
▪️ومَن لم يشارك سلطانه في دنياه أراق الدِّماء!
▪️ومَن لم يوافق على رمي فلان بالكفر أراق الدِّماء!
▪️ومَن طلب لنفسه البيعة فلم يستجب له أراق الدِّماء!
▪️ومَن سأل مالاً لجماعته الثائرة فلم يُعط أراق الدِّماء!
▪️ومَن لم يستجب له في مقاطعة بلد -ما- أراق الدِّماء!
▪️ومَن لم يقتنع بقوله في إيجاب القتال في بلد -ما- كفر وأراق الدِّماء!
▪️ومَن لم يستجب له في طلبه إخراج المشركين من بلد -ما- كفر وأراق الدِّماء!

🔴 والخلاصة أننا في زمان هرج وفتن، استسهل فيه الخلاف الشَّديد بين أهل الملة الواحدة، ورقٌَ الدِّين في قلوب أهله إلا ما شاء الله، ومورست الفتنة (باسم الجهاد)، تلك الكلمة العظيمة التي اتخذها كثير مِن الخطباء زينة خطبهم للوصول بها إلى أعناق الجماهير وعطف قلوبهم إليهم، (وهانت الدِّماء على أهلها)، (ورَخصت أرواح المسلمين) حتى على بني جلدتهم، روى البخاري عن شقيق قال: كنت مع عبدالله وأبي موسى فقالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ بين يدي الساعة لأيامًا ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج، والمهرج القتل»، والله المستعان».

[📗 «تمييز ذوي الفطن بين شرَف الجهاد وسرف الفتن» (ص4-5)]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس