عرض مشاركة واحدة
  #359  
قديم 04-25-2018, 03:08 AM
أبو متعب فتحي العلي أبو متعب فتحي العلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الزرقاء - الأردن
المشاركات: 2,322
افتراضي

قال شيخنا :

((الحرّية) غير (التحرّر)..
و(العدل) غير (المساواة)..
وتعظيم الإسلام العظيم لمكانة المرأة -ومكانها-لا يحتاج-لجلاله وكماله- إلى تنويه، أو تنبيه..
ومقارنة التشريع الإسلامي العامّ بما آلت إليه الحضارة الغربية(!)من تقدّم مزعوم: مقارنة جائرة..
والنظرية الغربية حول المرأة نظريةٌ أثبتت الوقائع اليومية المتكاثرة-في بلاد الغرب-فشلها، وانتقاضها..
وكلّ المغترّين بنظريات الغرب حول المرأة إنما أُتُوا من جهلهم بالدين الإسلامي وأحكامه المنضبطة، و..عدم درايتهم الصحيحة بالواقع..و..التاريخ..
فهم فاقدو آليات المقارنة الصحيحة، وموجبات الترجيح المعتبرة.. ))

وقال :

(( ما يكرّره عددٌ من الصحفيين، والإعلاميين، والسياسيين: مِن وصف (الجهاديين!)-المعاصرين-بـ(السلفية!)..وصفٌ جائرٌ-جداً-!!!
ذلكم أن أولئك (الجهاديين!) أضدادٌ للدعوة السلفية، وعلمائها، ودعاتها..بل هم يضلًلونهم، والبعض منهم-بل أكثرُهم-يكفّرونهم..
وما ذلك كذلك؛ إلا لكون علماء السلفية هم أول-وأكثر-مَن كشف انحراف أولئك (الجهاديين!) عن الدين الصحيح، والجهاد الحق، والعقيدة السلفية الراسخة..
وفي أكثر المرات التي يورد فيها أولئك الإعلاميون-أو الصحفيون والسياسيون-مثلََ هذا الخلط والخبْط: ننبّه، ونصحّح!!
ولكنْ؛ لا من متّعظ..ولا من منتهٍ، أو معتبِر! ))

وقال :

(( قال الله-جَلّ في عُلاه، وعَظُم في عالي سَماه-:

ï´؟قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ. قُلْ أَطِيعُوا الله وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ الله لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَï´¾...

قال الإمام ابنُ كثيرٍ الدمشقيُّ في«تفسيره»-الشهير-ما مُلخَّصُه-:

(هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ حَاكِمَةٌ عَلَى كُلِّ مَنِ ادَّعَى مَحَبَّةَ الله-وَلَيْسَ هُوَ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ-؛ فَإِنَّهُ كَاذِبٌ فِي دَعْوَاهُ ؛ حَتَّى يَتَّبِعَ الشَّرْعَ الْمُحَمَّدِيَّ، وَالدِّينَ النَّبَوِيَّ-فِي جَمِيعِ أَقْوَالِهِ وَأَحْوَالِهِ-؛ كَمَا ثَبَتَ فِي «الصَّحِيحِ» عَنْ رَسُولِ الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أمْرُنَا؛ فَهُوَ رَدُّ».
وَلِهَذَا قَالَ: ï´؟قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهï´¾؛ أَيْ: يَحْصُلْ لَكُمْ فَوْقَ مَا طَلَبْتُمْ مِنْ مَحَبَّتِكُمْ إِيَّاهُ، وَهُوَ مَحَبَّتُهُ إِيَّاكُمْ-وَهُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْأَوَّلِ-.
ثُمَّ قَالَ:ï´؟وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌï´¾؛ أَيْ: بِاتِّبَاعِكُمْ لِلرَّسُولِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَحْصُلْ لَكُمْ هَذَا –كُلُّهُ- بِبَرَكَةِ سِفَارَتِهِ).

فـ...اللهم ارزقنا حبَّك، وحبَّ نبيّك- صلى الله عليه وسلم-..على الوجه الذي ترضاه عنّا..))

وقال :

(( قال علامةُ الجزائر الشيخ محمّد البشير الإبراهيمي-رحمه الله-تعالى- في «آثاره»(1/ 124):
(القومُ(!)يَصْبُغوننا -في كلّ يومٍ- بصِبغة، ويَسِمُونَنا -في كلّ لحظةٍ- بِسِمَةٍ، وهم يتّخِذون مِن هذه الأسماءِ المختلفةِ أدواتٍ لتنفيرٍ العامّةِ منّا، وإبعادِها عنّا، وأسلحةً يُقاتلونَنا بها!
وكلّما كلّتْ أداةٌ: جاءوا بأداةٍ!)..

....وهذا-دائماً-دأْبُ الغُلاة...مهما تنوّعت أفكارُهم، وتغايرت مذاهبـهم.. نبزٌ..وهمزّ..ولمزٌ..وغمزّ ))

قال :

(( اللهم احفظ بلاد المسلمين-أجمعين-مِن كيد الكائدين، ومكر الماكرين، وعدوان المعتدين-يا رب العالمين-..
اللهم احفظ بلاد الحرمين الشريفين من شرّ كل ذي شرّ..
اللهم انتقم من الرافضة البغيضة..وكلّ من يناصرها، أو يؤيّدها..
اللهم ردّ كيدهم عليهم..
اللهم اخذلهم..وأبطِل آمالَهم، وأحلامَهم... ))

وقال :

(( وفقَنا الله -تعالى-الليلة الفائتة-:
لختم شرح (الألفية الحديثية)-للحافظ السيوطي-المسمّاة:"نظم الدرر في علم الأثر"-في اثنين وتسعين مجلساً، في نحو أربع سنوات..
ولله الفضل والمِنّة..
وذلك في مسجد(مهيدي خلف)في مدينة(عمّان)-عاصمة(المملكة الأردنية الهاشمية)-أدام الله مجدَها بطاعته ورضوانه-.
فـ...اللهم وفقنا لمزيد من العلم النافع والعمل الصالح..))

وقال :

(( ما أسرعَ بعضَ الكتَبة في الباطل، ونُصرة أهله... في الوقت الذي نراهم -فيه- مُنكفئين على أنفسهم، ومنكسرةً أقلامهم في نشر الحق، ومعاضدة أهله..
والعجَب-ولا عجَب!-أنّ بعضاً من هذه الأقلام يظن أصحابُها أنفسَهم ذوي علم ومعرفة!
فأقول:
قد يكونون..ولكنْ؛ بعلمِ بالباطل، وجهلٍ بالحق..
ومعرفةٍ بالشبهات؛ وعَمىً عن البيّنات..
و..اللهمّ اهدنا فيمن هديت ))

وقال :

(( في الوقتِ الذي بدأ بالتراجع فيه بعضُ مَن عقَل وتعقّل-مِن غُلاة الجرح والتجريح-عن ذلك العبث الفاشل في القدح بدعاة منهج السلف، والترصّد لهم، والطعن فيهم-دون كثيرٍ مِن سواهم!--كما هو حالُ جمهور جماعتهم-قبلاً وبَعداً-هداهم الله-: رأينا فرداً-أو أفراداً-قليلين-منهم-في السودان-: يجتهدون(!)في محاولة إحياء شيء مِن رميم مذهبهم الفاسد المتشظّي، القائم على التقوّل والتغوّل-على حدٍّ سواء-!!! وذلك بعد أنِ انشغلوا بأنفسهم، وتفرّقوا أكثرَ مِن شذَرَ مذَرَ!! فصاروا يبدّعون بعضَهم بعضاً بطريقة مُتصعفقة(!)-متسارعةٍ- باردةٍ-جداً-وفي كل مكان--وبخاصّةٍ في بلاد الأعجام وما جاورها من الشعوب والبلدان!!!
ولقد كانت رحلتي السودانية الأخيرة-الخامسة-قبل أيام-رحلةً ناجحةً-والمِنّةُ لله-وحدَه-بكل المقاييس-كما يقال-سائلاً ربي الإخلاص، والقَبول-..
إلا أنّ بقايا أعداء النجاح أولئك -الحسَدة الفاشلين-هم هم!-لم يُعجبهم ذلك الفضلُ العميم، ولم يرتضوا تلكم النتائجَ الخيّرات..فأخرج لهم شيطانٌ من شياطينهم-إنساً أو جِنّاً-فريةً مهترئةً..باليةً..فاسدةً..لم يزالوا يجترّونها..حتى كُشفت بها عوراتُهم العقلية! ومكائدُهم الصعفقيّة!!!ألا وهي فِرية(الطعن بالصحابة)-فداهم روحي ونفسي-، والتي يشهد على كذبها الأصلع جلودُهم وقلوبـُهم-لو كانوا يتقون-...
ومع ذلك..وكما كتبتُـه قبل سفري إلى السودان، وأثناء وجودي -هنالك-، وهأنَذا أقوله وأكرّره -الآنَ-في بلدي-:
واللهِ..إنّ حبَّنا لهداية هؤلاء القوم لَهِيَ أضعافُ أضعافِ عشقهم(!) للتربّص بنا، وتضليلنا، والتنقّص لنا، والكذب علينا..
والله يهدي مَن يشاء إلى صراطٍ مستقيم..))

وقال :

(( وصَف الإمامُ ابنُ كثير الدمشقي (المتوفى سنةظ§ظ§ظ¤هـ) -رحمه الله-زميلَه في طلب العلم الإمامَ ابنَ قيِّم الجوزيّة (المتوفى سنة ظ§ظ¥ظ،هـ)-رحمه الله –وصفاً رائعاً رائقاً-يليقُ بهـ/ـما-؛ فكان مِن ضمن ما قال:

(..وكان حسَنَ الخُلُق، كثيرَ التودُّد، لا يَحسُد أحداً، ولايُؤذيه، ولا يَستعيبُه، ولا يَحقِد على أحدٍ):

فـ
..أين أخلاقُنا؟!
..أين تودُّدُنا؟!
كم وكم يَحسُد أحدُنا أخاه/إخوانَه!!
وكم وكم يؤذي أحدُنا=أخاه/إخوانَه!!
وكم وكم يؤذي أحدُنا أخاه/إخوانَه!!
وكم وكم يَعيبُ/ يَستعيبُ أحدُنا أخاه/إخوانَه!!
وكم وكم يَحقدُ أحدُنا على أخيه/إخوانِه!!
........يَستغيبُه!
........يُسيءُ إليه!
........يَكذِبُ عليه!
.......يَظنُّ به غيرَ الحقّ!

أولئك (أشياخي) فجِئني بمثلِهم*إذا جمَعتْنا يا (محبُّ) المَجامِعُ ))

وقال :

(( مَآلُ الغُلُوِّ في الدين الجليل، وذَمُّ الـمُسارَعةِ -فيه- بغيرِ تأصيل:

أخرج الإمامُ مَعْمَر بن راشد في «الجامع» (20368)، ويعقوبُ بنُ سفيانَ الفَسَوي في «المعرفة والتاريخ» (1/ 516 - 517(-بإسنادٍ صحيح- عن عليّ بن بَذِيمَةَ، عن يزيدَ بنِ الأصَمِّ، عن ابن عباس، قال:
"قَدِمَ على عمرَ رجلٌ، فجعَلَ عمرُ يَسْألُهُ عن الناس؟
فقال: -يا أميرَ المؤمنينَ- قد قرأَ القرآنَ منهم كذا وكذا.
قال[ابنُ عباس]: واللهِ ما أُحِبُّ أنْ يُسَارِعُوا -يومَهم هذا- في القرآنِ- هذه المسارعةَ- .
قال: فزَبَرَني عمر.
ثم قال: مَهْ!
فانطَلَقْتُ إلى منزلي -مُكْتَئِبًا حزينًا-، فقلتُ: قد كنتُ نزلتُ مِن هذا بمنزلة، ولا أُراني إلَّا قد سقطتُ من نفسهِ!
فاضطجعتُ على فراشي، حتى عادَني نِسوةُ أهلي، وما بي وَجَعٌ.
فبينا أنا على ذلك؛ قيل لي: أَجِبْ أميرَ المؤمنين.
فخرجتُ.
فإذا هو قائمٌ على الباب –ينتظرُني-، فأخَذَ بيدي، ثم خلا بي، فقال: ما الذي كرهتَ ممّا قال الرجلُ - آنفًا- !؟
قلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ؛ إنْ كنتُ أَسَأْتُ: فإني أَستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه، وأَنزِلُ حيثُ أَحبَبْتَ.
قال: لَتُخْبِرَنِّي.
قلتُ: متى ما يُسَارِعوا -هذه المسارعةَ-: يَحْتَقُّوا، ومتى ما يحتقُّوا: يَخْتَصِمُوا، ومتى ما يَخْتَصِمُوا: يختلفوا، ومتى ما يختلفوا: يقتتلوا.
قال: لِلَّهِ أبوكَ..لقد كنتُ أكتُمُها الناسَ حتى جئتَ بها.

...إنهم عقلاء الأمة وفضلاؤها، وكبراؤها وعلماؤها..
إنهم الآخِذون بها إلى بَرّ النجاة، وشاطئ الإيمان والأمان-في دينهم ودنياهم-..
...ومِثلُهم مَن اتبع منهجَهم، وسلك سبيلَهم..وسار على دربهم.. ))

وقال :

(( المناقشات، أو المداوَلات، أو المداخلات-على وسائل التواصل الاجتماعي-بين المجموعات-على ما فيها مِن نفع-: جافّة؛ لا مشاعر فيها-غالباً-، ولا إدراك للمقاصد والإرادات-خلالها-كثيراً-، ولا التماس للمعاذير-أثناءها-ليس بالقليل!!!
لذلك؛ ترى فيها-بين أصحابها!-في أكثر الأحيان-التدابر لا التواصل، والتآكل لا التكامل، والتهاجر لا التناصح..

فكونوا-يا أعزّة-مِن هذا على ذُكر؛ ولا تَعجلوا فتُغفِلوه؛ فتخسروا..وتندموا .. ))

وقال :

(( اللهم يا رحمن..يا رحيم..الطف بي، وارحمني، وعافني، واعف عني، واشفني، واهدني، وثبّتني، وأكرمني، واهدني، واغفر لي، وسهّل أمري.
يا ذا الجلال والإكرام..تقبّل مني، وتب عليّ، وأصلح لي شأني- كله-.
اللهم متّعنا بأسماعنا، وأبصارنا وقواتنا-أبداً ما أحييتنا-، واجعلهما الوارث منا.
اللهم توفّني وأنت راضٍ عني..يا كريم، يا رب العالمين. ))

وقال :

(( أبشر اخواني اني في خير وعافية -ولله الحمد-.
وقد أجريت لي عملية جراحية صغيرة في المسالك البولية..
وكانت ناجحة..والفضل لله -تعالى-.
والامور كلها طيبة.
وسأخرج من المستشفى بعد قليل-إن شاء الله-.

و...جزاكم الله خيرا على سؤالكم ودعائكم.))

وقال :

(( الشكر المزيد الجليل لسعادة الدكتور البارع محمد القزعة-حفظه الله-، والذي أشرف على عمليتي الطبية صباحَ هذا اليوم في عمّان/الأردن-في (مستشفى الرويال)-المتميّز-.
وقد اكرمني الله على يديه-بارك الله فيه- باهتمام، ورعاية، وعناية..فائقة...فجزاه الله خيراً..
وجزى الله -تعالى-خيراً- الطاقم الطبي المساعدَ له في العملية الطبية المذكورة-لي-فرداً فرداً-، وفي مقدّمتهم: الأخ الكريم الفاضل الودود الأستاذ المتمرّس عامر رماحة(المتعهد الطبي الأمين)-ولا أزكيه على رب العالمين-وزاده من فضله-في الدين والدنيا-.

والحمد لله-أولاً وأخيراـ.

مع إسداء الشكر الجميل، والجزاء الجزيل لكل من سأل عن أخيه، أو دعا له..في كل مكان. ))

وقال :

(( أبارك لأخي الكريم الفاضل الشيخ الدكتور أبي قدامة أشرف الكٍناني-حفظه الله ورعاه-المدرّس في (جامعة أم القرى)-في مكة المكرمة-: ما رزقه الله-سبحانه وتعالى-هذا اليومَ-من ذرية صالحة، انتظرها-برحمة من ربه- نحواً من خمسةَ عشر عاماً..
فلعل الله-تعالى-أراد له-وفقه الله-أن يكون رزقه له -بولده-في البلد الحرام، المقدّس في كتاب الله، وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-إكراماً له، وخيراً لولده-إن شاء الله-سبحانه-.
لقد صبرتَ-فضيلةَ الشيخ-, وها هي ذي رحمة ربك-عز وجل-تضفي السعادة على أسرتك، وتملأ بالفرح قلبك..
جعل الله ولدك قرة عين لك..وهيّأه-بمنّه وكرمه-ليكون من أهل الحياة الكريمة المباركة، والفقه في الدين-علماً نافعاً، وعملاً صالحاً ))

وقال :

(( شكرٌ عام لكل من دعا لي، او سأل عنّي عَقِب العملية الطبية التي أجريت لي صباح أمس.
وقد كانت ناجحة-جداً-ولله الحمد والمِنّة-.
وأني أبشّر الجميع-وفقهم الله-أني بخير وعافية؛ شاكراً ربي-تعالى- على هذه النعمة. ))

وقال :

(( لم أر احداً-طيلة عمري-وأنا على أبواب الستين-أحسن الله خاتمتي-بمنّه-: يفرح لفقد أخ، أو صديق، أو شيخ؛ مثل إخواننا(!)غلاة الجرح والتجريح-هداهم الله-تعالى-..
مع أن الحزن لمثل هذا الفقد شأن جِبِلّي، طبيعي، نفساني؛ يُحس به جميع الناس-على تنوّع معتقداتهم، وأفكارهم-!
دعْك من تأويلات الغلاة-وتسويغاتهم الباطلة-في أبواب التبديع والهجر، والولاء والبراء-وما إلى ذلك من اصطلاحات لاكوها! وما فهموها! وطبّقوها! وما رَعَوها!!
فشيخهم المبجّل في الأمس! هو المهجور المغموص المأجور-اليومَ-!!
...وهكذا في دائرة ضيقة، مغلقة القلوب والعقول؛ إلا ما ما رحم ربي..
فاللهم اهدهم، وردّهم إلى السنة الغراء النقية..رداً جميلاً...
فإننا-والله-لنحب الخير لهم-بالهدى-..أضعافَ أضعافِ ما يبدّعوننا به-بالباطل-..
والهادي هو الله.. ))

وقال :

(( ممّا ينبغي على كُلّ مُوَفَّقٍ -ذي نظَرٍ فقهيٍّ راشدٍ سَديدٍ- أنْ يتأمَّلَهُ-جَليَّاً-، وأنْ يَتَفَكَّرَ فيه-مَلِيَّاً-دينيّاً واجتماعيّاً-:
موضوعُ نَقْلِ الخلافِ العلميِّ الشرعيِّ التاريخيِّ-المستمرّ-بأحكامه الحادّة-أحياناً!-مِن جَوامِع العلمِ والثقافةِ والمعرفةِ: إلى مَجامع عَوَامِّ المسلمين ومَجالِسهم، وشَغْلُهم به، وإغراقُهم فيه-وبخاصّةٍ في زمانِ عالَم الإنترنت! ووسائلِ التواصلِ المعاصِرة!-؛ لِـما له مِن مَآلاتٍ سلبيّـةٍ-جداً-على الواقع الاجتماعيّ العامّ–الحقيقيّ والافتراضيّ-؛ وآثارٍ نفسيّـةٍ مَريرة، ونتائجَ تأثيريّةٍ خطيرة؛ قد تنعكسُ-كثرةً أو قلّةً- على المجتمع-كلِّه-بالسوءِ؛ تعكيراً لأجواءِ أُلفتِه وأمانه، واطمئنانه وإيمانه-!
ويَزدادُ الحذَرُ حذَراً-أكثرَ وأخطرَ-: إذا كان ذلك الخلافُ في أبواب الاعتقاد الغيبيّـة الإيمانيّـة، التي كانت- ولا تزالُ- جزءاً لا يتجزّأُ من التاريخ العقائديّ للأمّة-جمعاءَ-على ما وقع بين فئاتها –منذ قرونٍ وقرونٍ-مِن خلافات منظورة، واختلافات مشهورة-أكثرُ العامّةِ بعيدون عنها، ناؤون منها-لا يَدْرونَها-لِنقاءِ فِطَرِهم مِن الـمَغامِز ، وبَقائهم على دين العجائز-كما قاله الإمامُ ابنُ دقيقِ العيد-قديماً-فيما نقله العلامة المؤرِّخ صلاح الدين الصفَديّ في كتابِه «أعيان العصر وأعوان النصر» (4/600)-رحمهما الله-تعالى-:
تَجَاوَزْتُ حَدَّ الْأَكْثَرِينَ إِلَى الْعُلَى *** وَسَافَرْتُ وَاسْتَبْقَيْتُهُمْ فِي الـمَراكزِ
وَخُضْتُ بِحَارًا لَيْسَ يُدْرَكُ قَعْرُهَا *** وَسَيَّرْتُ نَفْسِي فِي فَسِيحِ الـمَـفاوِزِ
وَلَجَّجْتُ فِي الْأَفْكَارِ ثُمَّ تَرَاجَعَ اخْـ *** ـتِيَارِي إِلَى(اسْتِحْسَانِ دِينِ الْعَجَائِزِ)

...فـ..الأصلُ الأصيلُ-في مثل هذا المرتقى الوَعْرِ-وأشباهِه-: أنَّ ما وقع بين العلماء والأئمّة-بعضِهم بعضاً-مِن الخلافِ في مسائل العلم الدقيقةِ العالية- يجبُ أن يبقى كما هو-بين حَمَلةِ العلم-؛ في إطار تباحثيٍّ ضيّق-ودود-، مِن غير توسُّع-غيرِ محمود-.
وبخاصّةٍ أن لكلام العلماء-في أبواب العلم الدقيقة-والعقيدةُ منها بوجهٍ أَخَصَّ-ضوابطَ وشروطاً لا يُدركها كثيرٌ مِن الخاصة، ولا يتنبّهون لها-فضلاً عن عدمِ فهمِ-أو تَفَهُّمِ- أكثرِ العامّةِ والدهماء لها-!
ويبقى حقُّ التخطئة والتصويب-بين سائر المختلِفين-مَحوطاً محفوظاً- لا شكَّ فيه، ولا شُبهة تعتريه-في إطارِ الحُجة والعلم، والأدب والحِلم-.
مع البُعد، والمباعَدة، والتباعُد عن ألفاظ التكفير، وأحكامه، وأبوابه، وأسبابه-وما يُوصِلُ إليه، أو يَرجعُ عليه-كيفما كانت، وأينما سارت، أو صارت-..
فالتكفيرُ شأنٌ قبيحٌ-جداً-؛ ما فَتِئنا نترصّدُ له، ونتصدّى لأربابه، ونكتبُ-ونتكلَّمُ- محذِّرين منه، منفِّرين عنه-منذ أكثرَ مِن ربع قرن من السنين-يومَ أنْ كان أكثرُ الناس عن خطرِه غافلين-!
ومثلُ (التكفير)-في هذه الأبوابِ الدقيقةِ-حِرصاً وحَذَراً-: (التبديعُ)-وإن كان القولُ فيه أَيْسَرَ وَأَهْوَنَ-؛ ذلكم أنه ما مِن فقيهٍ-في التاريخ العلميّ الإسلاميّ-كلِّه-إلا وله حُكمٌ-أو أحكامٌ-على تصرُّفاتٍ حادثةٍ-ما-بأنها:(بدعةٌ)، أو:(بِدعٌ)!
ثم تأتي الإشارةُ العلميةُ الواثقةُ -المنهجيّةُ- في التفريق بين الحكم النوعيّ بـ(البدعة)-على الفِعل-، وبعدَم لُزومِ كونِ الفاعل لها(مبتدعاً)-فضلاً عن الخلافِ العلميّ الساري-والسائر-بين العلماء في الحُكم بالبدعة على أشياءَ وأُمورٍ-مِن الحوادث والمُحدَثات-والأمثلةُ أكثرُ مِن أن تُحصى-!
مع التوكيدِ، والتركيزِ-قَبلاً وبَعداً-على أنّ التبديعَ المنفلتَ شأنٌ مَرفوض، وأَنّ تنزيلَ القواعدِ الدقيقةِ-فيه، وعليه-لِضَبْطِه- أَمرٌ لازمٌ مَفروض..
وممّا يجبُ إضافتُه إلى جميعِ ما تقدّم–والتنبيهُ إليه-: أُمورٌ مهمّةٌ-غايةً- لا يجوزُ إغفالُها، ولا التغافلُ عنها؛ أَلا وهي: وجوبُ تفعيل دَور التناصح في الدين بين المسلمين، والتواصي بالحق والصبر والمَرحمة بين عموم المتعلّمين، والتعاون على البِرِّ والتقوى لِربّ العالَمين، والاعتصامِ بحبل الله-تعالى-أجمعين-...
وفي التاريخِ عبرةٌ-وأيّةُ عبرةٍ-:
فها هُو ذا شيخُ الإسلام ابن تيميّة-رحمه الله- يتكلّمُ عن جانبٍ مِن الفتنةِ التي كانت بينه وبين بعضِ معاصِريه من أهل العلم المخالفين له-يومَذاك-وهو القاضي ابنُ مَخلوف المالِكيّ-رحمهما الله-كما في كتابِه « مجموع الفتاوى» (3 /271)-قائلاً-بنفسيّـةٍ تسامُحيّـةٍ عاليةٍ-:
(وأنا –واللهِ- مِن أعظم الناس مُعاوَنةً على إطفاء كلِّ شرٍّ فيها -وفي غيرها-، وإقامةِ كل خيرٍ.
وابنُ مخلوفٍ؛ لو عَمِل مهما عَمِل –واللهِ- ما أَقدرُ على خيرٍ إلا وأَعملُه معه، ولا أُعين عليه عدوَّه –قَطُّ- ولا حول ولا قوة إلا بالله-.
هذه نيّتي وعَزمي-مع علمي بجميع الأمور-؛ فإني أعلمُ أنّ الشيطانَ ينزغُ بين المؤمنين، ولن أكونَ عوناً للشيطانِ على إخواني المسلمين...
...والله يختارُ للمسلمين –جميعِهم- ما فيه الخِيرةُ في دينِهم ودنياهم.
ولن ينقطعَ الدَّوْرُ، وتزولَ الَحيرةُ إلا بالإنابةِ إلى الله، والاستغفارِ، والتوبةِ، وصِدْقِ الالتجاءِ؛ فإنّه –سبحانه- لا مَلْجأَ منه إلا إليه، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله).
...وقد دفَع هذا الموقفُ الأخلاقيُّ المسلَكيُّ الرائعُ الرفيعُ القاضيَ ابنَ مخلوفٍ-رحمه الله-بعد ذلك-إلى أن يقولَ-منصِفاً-: ( ما رأينا أتقى مِن ابن تيميّـة؛ لم نُبْقِ مُمكِناً في السعيِ فيه، ولَـمّا قَدِرَ علينا عفا عنّا)-كما في «العقود الدرّية»( ص 298)-للحافظ محمد بن عبدالهادي-رحمه الله-.
فمَن لم يُدْركِ الفرقَ الدقيقَ بين الاختلافاتِ الواقِعةِ في الأبحاث العلمية الشرعية العالية-بين أهل العلمِ-، وبين المَسالكِ الأخلاقيةِ الراقِيةِ الواجبِ وجودُها بينهم-تآلُفاً وائتلافاً-؛ فلْيَبكِ على نفسِه، ولْيَعتَبِر يومَه بِأَمسِه..
ورحم اللهُ-سبحانه-إمامَ أهلِ السنّة الإمامَ أبا عبد الله الشافعيَّ الهاشميَّ، القائلَ -فيما ذكر تلميذُه الإمامُ يونُس بنُ عبدِ الأعلى-:( ناظرتُ الشافعيَّ –يوماً- في مسألةٍ، ثم افترقنا، ولقيَني، فأخَذَ بيدي، ثم قال لي:« يا أبا موسى: ألا يستقيمُ أن نكون إخواناً -وإن لم نتفقْ في مسألةٍ-)-كما في «تاريخ دمشق»(51/304)-.
والله الهادي إلى سواء السبيل..))

وقال :

(( نعزي عشائر الحويطات-الكريمة-بوفاة ابنهم النائب محمد العمامرة ومَن قضى معه من أسرته، في الحادث المأساوي الذي وقع لهم أمس على الطريق الصحراوي.
رحمهم الله وأموات المسلمين-أجمعين-.
فاصبروا واحتسبوا.
أعاننا الله، وإياكم، وأبناء الوطن-جميعاً-على هذه المصيبة.
و..إنا لله وإن إليه راجعون. ))

وقال :

(( قل لمن لم يقبَل (!) منهجَ السلفِ الصالحِ في بابِ (أسماء الله-تعالى-وصفاته)-بعُمومِه-، وكونِه قائماً على (الإثباتِ) بغير تجسيم، و(التنزيهِ) بغير تعطيل=(تأويل):

اعتبِر نفيَك-أو تعطيلَك=(تأويلَك)-ذاك-بأمرينِ اثنينِ-أحدِهما، أو كِليهِما-، وإلا: فأنت متناقضٌ:
ïپ² أما الأول: فما تثبتُه مِن أسماءٍ وصفاتٍ لله-تعالى-سواءٌ أكانت سبعاً، أو ثلاثَ عشرةَ، أو عشرين-وما بين هذه وتلك-؛ فما الفرقُ بين ما أثبتَّه ونفيتَه-أو عطّلتَه=(أوّلتَه)-مع وجود الاشتراك اللفظي بين صفات الباري-تعالى-اللائقة بجلاله وكماله، وبين صفات المخلوقين-اللائقة بعجزهم وهَوانِهم-كالسمع، والبصر، والكلام، و..و..؟!
فكلُّ ما تزعمه وتدّعيه مسوِّغاً به النفيَ، أو التعطيلَ=(التأويلَ)لصفةٍ، أو صفاتٍ؛ فهو واردٌ عليك-باليقين-فيما أثبتَّه!
حتى لو جمعتَ الصفاتِ المثبَتةَ-عندك!-جميعَها-، وحشرتَها(!)-بالتأويل-في معنى صفة واحدة-وهي(الإرادة)-هرباً من دعوى(التجسيم!)-زعموا-؛ فللمخلوق-على عجزه-(إرادة)؛ كما أن للخالق-تعالى-على كماله-(إرادة)!
والفرقُ بين (الإرادتين) هو-ذاتُه-الفرقُ بين الموصوفَين-خالقاً جليلاً، ومخلوقاً ضعيفاً-(والكلامُ في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات)...
وما هَربوا منه: وقعوا فيه ï´؟لو كانوا يفقهونï´¾...
والتفريقُ بين المتماثلات خَلَلٌ فكريّ، ودَخَلٌ علميّ..
ïپ² أما الثاني: فهو التفكُّر بموعود الله-سبحانه-في كتابه الكريم، وفي سنة نبيّه الأمين-عليه أفضلُ الصلاة وأتمّ التسليم- لعباده الصالحين: بالجنة، ونعيمِها، وشجرها، وأنهارها، وعسلها، وخمرها، وحور العين-فيها-، و..و..(اللهمّ إنا نسألك الجنةَ، ونعوذ بك من النار):
وقد روى الشيخانِ الجليلانِ-البُخاريُّ ومسلمُ-رحمهما الله- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «قَالَ اللَّهُ-تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: أعددتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ: مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذن سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ.
وَمِصْدَاقُ ذَلِكَ -فِي كِتَابِ اللَّهِ-:ï´؟فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخفي لَهُمْ مِنْ قُرة أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يعملونï´¾».
وصحّ عن عبد الله بن عباسٍ - رضي الله عنه -أنّه قال: «ليس في الجنَّةِ شيءٌ يُشْبِهُ ما في الدنيا إلَّا الأسماء».
وقد عقّب شيخُ الإسلام ابن تيميّة-رحمه الله-في «الرسالة التدمرية»- على هذه النصوص-القرآنيةِ، والنبويةِ، والسلفيةِ-بقوله :
«...فإذا كانت تلك الحقائقُ التي أخبر الله عنها [في الجنّة]، هي موافقةً في الأسماء للحقائقِ الموجودةِ في الدنيا-وليست مماثلةً لها-؛ بل بينهما مِن التباين ما لا يعلمُه إلا الله -تعالى-؛ فالخالقُ -سبحانه وتعالى- أعظمُ مباينةً للمخلوقات مِن مبايَنة المخلوق للمخلوق، ومباينتُه لمخلوقاته أعظمُ مِن مباينة موجودِ الآخِرة لموجودِ الدنيا؛ إذ المخلوقُ أقربُ إلى المخلوق-الموافقِ له في الاسم-مِن الخالق إلى المخلوق.
وهذا بيّنٌ واضحٌ».
وقال-رحمه الله-كما في«مجموع الفتاوى»-:
« وقد سمّى الله نفسَه: (عليماً، حليماً، رءوفاً، رحيماً، سميعاً، بصيراً، عزيزاً، ملِكاً، جباراً، متكبراً، مؤمناً، عظيماً، كريماً، غنياً، شكوراً، كبيراً، حفيظاً، شهيداً، حقاً، وكيلاً، ولياً)، وسمّى –أيضاً- بعضَ مخلوقاتِه بهذه الأسماء؛ فسمّى الإنسانَ: (سميعاً، بصيراً، وسمّى نبيَّه: (رءوفاً رحيماً)، وسمّى بعضَ عبادِه: (ملِكاً)، وبعضَهم: (شكوراً)، وبعضَهم: (عظيماً)، وبعضَهم: (حليماً، و(عليماً)-وسائر ما ذُكر من الأسماء-.
مع العلم بأنّه ليس المسمّى بهذه الأسماء مِن المخلوقين مماثلاً للخالق -جل جلاله- في شيءٍ من الأشياء».
وقال الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة -رحمه الله- في كتابِه«الصواعق المرسَلة»-تعليقاً-:
« وقد أخبرَنا –سبحانه- عن تفاصيل يوم القيامة، وما في الجنة والنار؛ فقامت حقائقُ ذلك في قلوب أهل الإيمان، وشاهدَته عقولُـهم، ولم يعرفوا كيفيتَه وكُنهَه.
فلا يشكُّ المسلمون أن في الجنة أنهاراً من خمر، وأنهاراً من عسل، وأنهاراً من لبن، ولكنْ؛ لا يعرفون كُنهَ ذلك، ومادتَه، وكيفيتَه؛ إذ كانوا لا يعرفون في الدنيا الخمرَ إلا: ما اعتُصر من الأعناب، والعسَلَ إلا: ما قذفت به النحلُ في بيوتها، واللبنَ إلا: ما خرج من الُّضروع، والحريرَ إلا ما خرج مِن فَمِ دود القَزّ.
وقد فهموا معانيَ ذلك في الجنة -مِن غير أن يكونَ مماثلاً لما في الدنيا-..ولم يمنعْهم عدمُ النظير -في الدنيا- مِن فهم ما أُخبروا به مِن ذلك.
فهكذا الأسماءُ والصفاتُ؛ لم يمنعْهم انتفاءُ نظيرها في الدنيا –ومثالِها- مِن فهم حقائقها ومعانيها؛ بل قام بقلوبهم معرفةُ حقائقها، وانتفاءُ التمثيلِ والتشبيهِ عنها.
وهذا هو المثَلُ الأعلى الذي أثبته –سبحانه- لنفسه -..ï´؟لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُï´¾».
واللهُ-سبحانه-يقول:ï´؟أأنتم أعلمُ أم اللهï´¾، ويقول:ï´؟ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍï´¾، ويقول:ï´؟ليس كمثلِه شيءٌ وهو السميعُ البصيرُï´¾..
ورحم الله الإمامَ الشافعيَّ، القائلَ في أول كتابه«لرسالة»:(الحمدُ لله الذي هو كما وَصَفَ به نفسَه، وفوق ما يصفُه به خَلْقُه).
وخيرُ ما يُشرَحُ به هذا المعنى الجليل: كلامُ الإمام شمسُ الدين الذهَبيّ-رحمه الله-تعالى-في كتابِه«سيَر أعلام النبلاء»-حيث يقولُ-:
«..مَا أَحسَنَ قَوْلَ نُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ-الَّذِي سَمِعنَاهُ بِأَصَحِّ إِسْنَادٍ-عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُوْلُ: (مَنْ شَبَّهَ اللهُ بِخَلْقِهِ؛ فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ أَنْكَرَ مَا وَصَفَ اللهُ بِهِ نَفْسَهُ؛ فَقَدْ كَفَرَ، وَلَيْسَ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ-وَلاَ رَسُوْلُهُ-تَشْبِيْهاً).
قُلْتُ: أَرَادَ أَنَّ الصِّفَاتِ تَابِعَةٌ لِلمَوْصُوْفِ؛ فَإِذَا كَانَ المَوْصُوْفُ-تَعَالَى- ï´؟لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌï´¾-فِي ذَاتِهِ المُقَدَّسَةِ-؛ فَكَذَلِكَ صِفَاتُهُ:لاَ مِثْلَ لَهَا؛ إِذْ لاَ فَرْقَ بَيْنَ القَوْلِ فِي الذَّاتِ وَالقَوْلِ فِي الصِّفَاتِ.
وَهَذَا هُوَ مَذْهَبُ السَّلَفِ».
قال عليٌّ-غفر الله له-:
وقولُ الحافظ نُعَيم بن حمّاد-وهو شيخُ الإمام البُخاريّ-رحمهما الله-: (..فقد كَفَرَ)، المقصودُ به الفعلُ؛ لا الفاعلُ-إلا بضوابطَ وشُروطٍ-فتنبّه-.

...وبما تقدّم -مِن تقرير علميّ حقٍّ -دقيق-إن شاء الله-:
تَسقطُ دعاوى (التجسيم!)، و(التشبيه!)-المتدحرجةِ عبرَ غيرِ قليلٍ مِن الزمانِ والمكانِ-والتي اتُّهم بها-مِراراً-أَبرياءُ العلماء، وكُبراءُ الفُقَهاء-فيما أثبتوه مِن صفاتِ الكمالِ، وأسماءِ الجلالِ = لربّ الأرض والسماء-..
وبه..يَتهاوى الوَصْمُ بـ (التبديع!)-المنفلت-؛ فضلاً عن (التكفير!) الأهوَج؛ الذي ما فَتِئَ يُسَمِّمُ الأفكارَ النقيّة، ويهدِّدُ المجتمعاتِ الآمِنة..
ï´؟ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُï´¾..
ï´؟ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَï´¾...))

وقال :

(( يكفي دليلاً-قويّاً-على كشف تذبذُب أصولِ مذهبِ مؤوِّلةِ الأسماء الإلهية، والصفات الربانية-ونقده، وعدم انضباطِه -: اختلافُ أكبر علمائهم-وطوائفهم- فيما يُثبتونه، أو يَنفونه مِن أسماءٍ وصِفاتٍ-في هذا البابِ الجليل-:
* ففئةٌ أثبتت سبعَ صفاتٍ!
* وأخرى أثبتت ثلاثَ عشرةَ صفةً!
* وثالثةٌ أثبتت عشرين صفةً!
وذلك على حسَب ما ورد في كتاب «توضيح العقيدة المفيدة في علم التوحيد لشرح (المزيدة)» -لأحمد الدردير-، تأليف :الشيخ حسين عبد الرحيم مكّي/ الجزء الثاني-المقرَّر بالمعاهد الأزهريّة /الطبعة الرابعة (1383هـ - 1963 م)-وغيره!-حيث قال-:
(إن صفات الله -عز وجل- عشرون صفة -في قول مذهب جماعة-؛ منهم: الرازية، أما في قولٍ آخرَ؛ فالإمام الأشعري -ومَن ذهب مذهبه-: أنها ثلاث عشرة صفة-، والمتفق عليه: سبع صفات، وهي صفات المعاني..)!!
وفي هذا التباين الظاهر-بين الإثبات والنفي-عندهم!-تظهرُ الحجةُ عليهم-جميعاً-:
فالذي انتقص مِن إثبات عدد من الصفات-قَلّ أو كثُر-؛ نسألُه: لماذا لم تُثبتها؟!
والذي زاد على المنتقِص بالإثباتِ لها-قَلّ أو كثُر-؛ نسألُه: لماذا أثبتَّها؟!
ثم يَرِدُ السؤالُ إلى الفِرَق الثلاثة-مَعاً-: ما ضوابطُ النفي والإثبات بينكم-ولا أقول: عندكم-؟!
فما أثبتّموه مِن صفات الباري –جل وعلا- يَرِدُ عليه-تماماً-إشكالُ ما نفيتموه!
والعكسُ صحيحٌ-كذلك-؛ فما نفيتموه واردٌ عليه-تماماً-حُجّةُ ما أثبتّموه!!
وما ذلك كذلك إلا لاعتبارِ «أَنّ مَثَلاً وَاحِدًا مِن آيَات الصِّفَات ينسحبُ على الْجَمِيع؛ إِذْ لَا فرقَ بَين الصِّفَات؛ لِأَنّ الْمَوْصُوفَ بهَا وَاحِدٌ، وَهُوَ -جلّ وَعلا- لَا يُشبِههُ شَيْءٌ مِن خلقِه فِي شَيْءٍ من صِفَاته –ألْبَتَّةَ-».
« فَكَمَا أَنكُمْ أثبتُّم لَهُ سمعاً وبصراً لائقَين بجلاله-لَا يُشبهان شَيْئاً مِن أسماع الْحَوَادِث وأبصارهم؛ فَكَذَلِك يلْزمُ أَن تُجْرُوا هَذَا –بِعَيْنِه- فِي صفة (الاسْتوَاء)، و(َالنُّزُول)، و(المجيء)-إِلَى غيرِ ذَلِك مِن صِفَات الْجلَال والكمال-الَّتِي أثنى الله بهَا على نَفسه-.
وَاعْلَمُوا أَنَّ ربَّ السَّمَوَات وَالْأَرْض يَسْتَحِيلُ –عقلاً- أَن يصفَ نَفسَه بِمَا يلْزمُه مَحْذُورٌ، وَيلْزمُهُ محَالٌ، أَو يُؤَدِّي إِلَى نقصٍ!
كلُّ ذَلِك مُسْتَحِيلٌ –عقلاً-؛ فَإِنَّ الله لَا يصفُ نَفسَه إِلَّا بِوَصْفٍ بَالغٍ من الشّرف، والعلوِّ، والكمال: مَا يقطعُ جَمِيعَ علائقِ أَوْهَام المشابَهة بَينه وَبَين صِفَات المخلوقين، على حدِّ قَوْله: ï´؟لَيْسَ كمثلِه شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُï´¾»-كما قال العلامةُ القرآنيّ محمد الأمين الشِّنقيطيّ-رحمه الله-.
ومِن أهمّ أسبابِ هذا التناقضِ في (باب أسماء الله-تعالى-وصفاتِه)-إثباتاً ونفياً-والتفاوت في ذلك-عند فِرَق المؤوِّلةِ-، هو: عدمُ إدراك حقيقةِ (الاشتراكِ اللفظيِّ) الموجودِ-واقعاً-بين ما وصَف الله-تعالى-به نفسَه، أو وصفَه به رسولُه-صلى الله عليه وسلم- مِن أسماءٍ حُسنى، وصفاتٍ عُلى= لله-سبحانه-، وبين ما ورد مِن بعضِ ذلك فيما وصف به-سبحانه- بعضَاً مِن خلقه-كاسمَيِ (السميع)، و(البصير)-مثلاً-الدالَّين على صِفتيِ (السمع)، و(البصَر)-:
فالأمرُ-إذن-كما قال شيخُ الإسلام ابنُ تيميّة:« اللفظُ إذا كان فيه (اشتراكٌ) قد يغلطُ الناسُ في فهمهم؛ فلا يُعرَف المعنى »، وقال-رحمه الله—مُلزِماً مخالِفيه-: «اللفظُ المفرَدُ -إذا سُمِّي به مُسمّىً-: لم يُعرَف معناه حتى يُتَصَوَّرَ المعنى –أولاً-، ثم يُعلَم أنّ اللفظَ دالٌّ عليه:
فإذا كان (اللفظ مشترَكَاً) [مَحْضاً] ؛ فالمعنى الذي وُضع له -في حقِّ الله- لم نعرفه بوجهٍ من الوجوه! فلا يُفهَم مِن أسماء الله الحسنى معنىً –أصلاً-، ولا يكونُ فرقٌ بين قولنا: (حي)، وبين قولنا: (ميت)، ولا بين قولنا:( موجود)، وبين قولنا: (معدوم)، ولا بين قولنا: (عليم)، وبين قولنا: (جهول) ، أو: (ديز!)، أو: (كجز!)!
بل يكون بمنزلة ألفاظٍ أعجميةٍ سمعناها! ولا نعلمُ مسمَّاها! أو ألفاظٍ مهمَلةٍ لا تدلُّ على معنى-كـ(ديز!)، و(كجز!)- ونحو ذلك-!».
وعليه؛ فـــــ «إنّ أكثرَ اختلافِ العقلاء مِن جهة (اشتراك الأسماء)، واللهُ –تعالى- ورسولُه- إذا خاطب عبادَه باسمٍ مشترَكٍ؛ كان مقرونًا -في كل موضعٍ- بما يبيِّن المرادَ به »-كما قال شيخُ الإسلام-:
فذاك (الاشتراك اللفظيّ)-حيثُ وُجِدَ-فإنّه لا ينفي-أبداً- أنْ يكونَ –هناك-بين اللفظَين المتوافِقَينِ- قَدْرٌ مِن المعنى المشترَك، الذي تتميزُ - به - معاني الألفاظِ عن بعضِها البعض؛ سواءً في ذاتِها-كالفرق بين (السمع)، و(البصر)-من جهةٍ-، أو فيما يتعلّقُ بالموصوف بها-كالفرق بين الخالق والمخلوق-وصفاتٍ كلٍّ-من جهةٍ أخرى-.
فـ(الاشتراكُ اللفظيُّ) إذا أُريدَ به نفيُ الـمَعاني المتبايِنةِ بين الألفاظِ، المترتّبةِ على تغايُر الموصوفات؛ فهو-إذن- تعطيلٌ للُّغةُ عن مَدارِكها ومطلوباتِها؛ لِـيؤولَ الكلامُ -بسببِ ذا- عِبئاً-بِلا دَلالةِ معنىً-، وعَبَثاً-بلا رُوحِ حقيقةٍ-!
فهما اثنتان-إحداهما آخذةّ بعنق الأخرى-، الأولى: عدم استيعاب دقائق (الاشتراك اللفظي)-وآثاره-، والثانية: التناقض بين الإثبات والنفي!!
وبالتالي؛ فإنّ عدمَ ضبطِ هذا الباب: خِلافُ الأمر الربّانيّ العظيم-في كتابِه-:ï´؟أفلا يتدبّرون القرآنï´¾، ونَقيضُ التوجيه الإلهيّ الجليل-لِكتابِه-: ï´؟إنّ هذا القرآنَ يهدي للّتي هي أقوَمُï´¾....
والله-وحده-الموفّق...))

تاريخ التغريدات 15\3 - 23\4 - 2018

رد مع اقتباس