عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 04-15-2017, 04:30 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي ومن الأسماء البدعية لعلم العقيدة

من الأسماء البدعية لعلم العقيدة

2. الفلسفة الإسلامية :
وهو من الأسماء المبتدعة للعقيدة، وهو اسم أشنع من سالفه - علم الكلام -، ومع ذلك ينتشر هذا الاسم في الكليات والجامعات في العالم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : [ثم إنه لما عُرّبت الكتب اليونانية في حدود المئة الثانية، وقبل ذلك وبعد ذلك، وأخذها أهل الكلام وتصرفوا فيها من أنواع الباطل في الأمور الإلهية ما ضلّ به كثير منهم ..... وصار الناس فيها أشتاتا : قوم يقبلونها، وقوم يُجِلّون ما فيها، وقوم يَعْرِضونَها على ما جاءت به الرسل من الكتاب والحكمة، وحصل بسبب تعريبها أنواع من الفساد والإضطراب، مضمومًا إلى ما حصل من التقصير والتفريط في معرفة ما جاءت به الرسل من الكتاب والحكمة]. انظر : [بيان تلبيس الجهمية 1/ 323].

وقال الإمام ابن القيّم – رحمه الله تعالى - : [الفلاسفة اسم جنس لمن يحب الحكمة ويؤثرها، وقد صار هذا الإسم في عُرف كثير من الناس مُختصًّا بمن خرج عن ديانات الأنبياء، ولم يذهب إلّا إلى ما يقتضيه العقل في زعمه. وأخصّ مِن ذلك أنه في عُرْفِ المُتَأخرين اسمٌ لأتباع أرسطو، وهم المَشّاؤونَ خاصة، وهم الذين هذّب ابن سينا طريقتهم وبسطها وقررها، وهي التي يعرفها بل لا يعرف سواها المتأخرين من المُتكلمين] انظر : [إغاثة اللهفان 2/ 257].

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني – رحمه الله تعالى - : [وقد توسّعَ مَن تَأخّرَ عن القرون الثلاثة الفاضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم، ولم يقتنعوا بذلك، حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان، وجعلوا كلام الفلاسفة أصلًا يَرُدّونَ إليه ما خالفه من الآثار بالتاويل – ولو كان مستكرهًا-، ثمّ لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أنّ الذي بثوهُ هوَ أشرف العلوم، وأولاها بالتحصيل، وأن من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهوَ عامّيٌ جاهِل، فالسعيد من تمسّكَ بما كان عليه السلف، واجتنبَ ما أحدثه الخلف]. انظر : [فتح الباري13/ 267]. ا هـ. وانظر : [المقدمة الرشيدة في علم العقيدة ص 41 – 43].

قال الشيخ عمر الأشقر - رحمه الله تعالى - : [نحن بحاجة إلى رجالِ عقيدةٍ لا إلى رجالِ فلسفة، نحن نريد أقوامًا يعالجون داء هذه الأمة وبلاءها، ولن يفعل ذلك أصحاب الفلسفة والرأي]. ا هـ. انظر : [العقيدة في الله (ص 40)].

3. "الفكر الإسلامي" و"التصور الإسلامي" : قال الشيخ بكر بن عبدالله أبي زيد - رحمه الله تعالى - : [وأُطلق على العقيدة : "الفكر الإسلامي" و"التصور الإسلامي"، وهذا باطل؛ لأن الإسلام ليس مجموعة أفكار، لكنه وحيٌ منزَّل مِن عند الله، والفِكر والتصوُّر قابل للطرح والمناقَشة، قد يَصحُّ وقد لا يَصح، والعقيدة الإسلامية توقيفيَّة لا مجال للرأي فيها، والفِكر والتصوُّر يَقبل الصواب والخطأ، والعقيدة الإسلامية شأنها شأن باقي الدِّين الإسلامي : العِصمة مِن الخطأ]. اهـ. انظر: [معجم المناهي اللفظية، وفوائد في الألفاظ. (ص: 360)].

إن منهج الفلاسفة والمفكرين الاحتكام إلى العقل، قلدهم أناس من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، رفضوا الاحتكام إلى الشرع الحكيم وعارضوه بحجة أن الأدلة العقلية يقينية، وأن الأدلة الشرعية كثيرٌ منها ظنِّي الثبوت، وإن كان قطعي الدلالة، فردّوا أحاديث الآحاد في العقيدة والأحكام، مما أدى بهم إلى التناقض والاختلاف والفرقة والفتن.

قال الله – تعالى - : ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ [سورة المؤمنون 71].

وكان أحرى بهم تحكيم الشرع الحكيم، واتباع نور الهداية الذي جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بواسطة الوحي فأنار درب السالكين للعلم الرباني الذي به عرفنا ربنا، وعرفنا أنفسنا، ولِمَ خلقنا، وهو سهلٌ ميسرٌ مأمونُ العواقب، وفيه أدلة باهرة على عظمة الخالق – سبحانه -، أمرنا بالتفكر في آلاءه – سبحانه -، والنظر في ملكوت السموات والأرض، مما يثبت الإيمان في القلوب ويقويه.
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۞ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [سورة آل عمران 190 – 191].


اللهم ربنا إنا آمنا بك واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين.

أم عبدالله نجلاء الصالح

من محاضرات مادة العقيدة في اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.


يتبع إن شاء الله تعالى.
__________
المراجع :

1.
[ظلال الجنة في تخريج السنة للشيخ العلامة الألباني رحمه الله].
2. [مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى -.
3. [معجم المناهي اللفظية، وفوائد في الألفاظ للشيخ بكر بن عبدالله أبي زيد - رحمه الله تعالى - ].
4. [الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس