عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-24-2016, 10:43 AM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

أحد تلاميذ تلاميذ العلامة السواكني - رحمه الله - يقول :
لعل شيخ ابو علي هو من اوائل اساتذتي بالمعنى الدقيق للكلمه لعلاقتي الاسريه به فهو ابن عمتي شقيقة والدي وكذلك هو ابن عم والدتي وهو من الجيل الذي سبقني سنيا بالاسره ة وقد كانت مكتبة والده جدنا مجذوب اول مكتبه منظمه اشاهدها في حياتي فقد كانت مجلداتها المذهبة الاطراف والمزيله باسمه متراصة في نظام دقيق داخل دولاب زجاجي انيق وكنت اوانئذ في حدود العاشره من عمري انتظر ايام الاجازات بلهفة لكي احضر اجتماعات بعد العمل بخانة جدنا عثمان رحمه الله (والخانه هي موقع شراء وبيع الاقطان بطوكر ) حيث كنا جميعنا بما في ذلك جدنا عثمان نفسه كنا نجتمع حول ابو على لكي يقرأ لنا من كتب الادب العربي كأمثال الحيوان للجاحظ والامالى للغالي والاغاني للاصفهاني والمستطرف للابشيهي وغيرها حيث كنا نستمتع بتلك القراءات واليها يرجع الفضل في توجيه اهتمامي في تلك السن الباكره الى نوع اخر من القراءات بعد ان كنت من عشاق روايات الجيب وقصص اجاثا كريستي وغيرها وقد لايصدق الكثيرون اننا كنا نستمع لدروس من الشيخ ابو علي من كتاب الغزالي (أحياء علوم الدين) كما درسنا بعدها بسنوات قليله كتاب (الكبائر للامام الذهبي) فقد كانت معارف الشيخ تتوسع وعلمه يتطور وخاصة بعد دراسته الازهريه وتخصصه في علم اصول الحديث حيث اصبح الان من اكابر علماءه ببلادنا والعالم الاسلامي
كمعظم اولاد الاعيان والعمد في خمسينيات القرن الماضي درس الشيخ بمدارس كمبوني حتى اكمل المرحله الثانويه بها ثم انقطع عن اكمال تعليمه للاشراف على شؤون واعمال الاسره بعد وفاة والده ولكي يساعد عمه الخليفه عثمان في ذلك واما في سبيل توسيع مداركه العلميه فقد لازم العالم الشهير الشيخ ابو طاهر السواكني عالم زمانه في الفقه والحديث والتفسير والادب وصاحب المصنفات الشهيره حيث لازمه ابو على حتى وفاته وقد اجازه السواكني لمواصلة التدريس في كافة كتبه ومروياته وهي المهمه التى مازال الشيخ حريصا عليها
نسيت ان اذكر انه وبعد الثانوي قد عمل فتره بقسم شؤون الافراد بهيئة الخطوط البحريه السودانيه وكانت في تلك الايام قبلة لطالبي الوظائف لمستوى شروط خدمتها العاليه وسمعتها العالميه الاانه وبعد سنوات قلائل استقال منها لكي يتفرغ للدعوه الاسلاميه وقد اثار هذا الامر دهشة غالبية الناس الا انه لم يدهش خاصة عارفيه وكان ذلك اواسط السبعينيات ولكي نحكي القصه من اولها فالشيخ كغالب افراد اسرتنا ختمي وقد حاز على خلافة اصليه من السيد علي الميرغني وبالرغم من مرور سنوات طوال باعدت بينه وبين حزب الختميه الاتحادي الديمقراطي فمازال الشيخ ختميا مستنيرا ويعتز بخلافته وقد عمل فترة في هيئة احياء النشا ط الاسلامي التابعه للطريقه الختميه وعبرها ذهب دارسا الى الازهر فهو في دراسته الدينيه وتخصصه فيها جمع بين اخذ العلم التقليدي من الشيوخ وحلقات العلم وبين الدراسه الازهريه المنتظمه اضافة الى دراساته المعمقه في مكتبته ومكتبات اشياخه وخاصة ابو طاهر السواكني وقد ربطته مع شيخه علاقة متميزه حيث ظل وفيا له وناشرا لعلمه واجتهاداته في كل المحافل العلميه حتى الان وبعد وفاة شيخه والذي كانت تربطه ايضا علاقة حميمه بالساده ال باعبود رعاة العلماء وطلبة العلم ترك السواكني مكتبته ومخطوطاته بحوزتهم حيث قامو بتخزينها ولم يكن لديهم كبير علم باهميتها العلميه فقد كانت علاقتهم هي في اطار محبتهم ورعايتهم للسواكني فتصدى تلميذه ابوعلى وجمع وصنف مكتبة شيخه الراحل حيث وجد كتبه المطبوعه وكذلك عددا من مخطوطاته والتى كادت ان تضيع بسبب الاهمال فبعد ان جمعها وصنفها قام بأهدائها الى مكتبة جامعة البحر الاحمر حيث وضعت في مكان بارز تحت اسم مكتبة الشيخ ابو طاهر السواكني وبذلك اصبحت في متناول العلماء وطلاب العلم الذين انتبهو الى اهمية مخطوطاته وضرورة دراستها وتحقيقها واعادة تقديمها الى الاوساط العلميه ومن اشهر تلك المخطوطات مخطوطته(ارشاد السالك الى الفية ابن مالك) حيث تصدى لها مبارك محمد احمد فضل المولي وقام بدراستها وتحقيقها وحاز بفضلها على درجة الدكتوراه من جامعة ام درمان الاسلاميه حيث تتبع اضافة الى التحقيق دراسة حياة السواكني واشياخه وتلاميذه وقد حضر الشيخ ابو علي مناقشة مخطوطة شيخه السواكني وبعد اجازة البحث اتصل بالنائب الاول السابق الاستاذ على عثمان محمد طه واقترح عليه طبع البحث فطبع في مجلد فاخر طباعة جميله وبعد ذلك بدأ ابو علي توزيع المجلد على الجامعات ومراكز البحوث والمهتمين ومازالت بحوزته نسخ اخرى تنتظر الاهداء لمن يرغب في دراستها وهذا في نظري من اكبر ايات الوفاء من تلميذ الى استاذه ...
رد مع اقتباس