عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-24-2016, 10:29 AM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

سلسلة الروح والريحان في تراجم علماء ودعاة السودان -:
السلسلة رقم ( 2 ) :

ترجمة للشيخ العلامة المحدث أبو طاهر السواكني - رحمه الله تعالى - المدرس بالمسجد الأقصى المبارك :

شيخ، فقيه، من أعلام الدعوة الإسلامية في السودان، من مواليد مدينة سنكات بشرق السودان – ولاية البحر الأحمر في عام 1908م، وهو الشيخ "أبو طاهر محمود السواكني الأزهري"، يرجع نسبه إلى الشريف محمد الحسيني من الأبكراب. نشأ الشيخ "أبوطاهر" فى منطقة سنكات – وهي المدينة التي يتكون سكانها من قبائل البجة، وهم مجموعة من القبائل تتكون بصورة عامة من ( الهدندوة، الامرأر، البشاريين، البني عامر). وتعتبر مدينة سنكات من المدن التاريخية في السودان وقد شهدت أحداثا تاريخية من الحكم السلطنة الزرقاء حيث كان معبر لكثير من العلماء والمشائخ الصوفية الذين زاروا السودان وقد أشتهرت أيضاً في فترة الحكم التركي حيث كان بها عدد من القوات وهاجمها الأمير عثمان دقنة في فترة الحكم التركي للسودان، وقد زارها الملك "جورج" ملك بريطانيا وزوجته "ميري". ومن أشهر الذين ولدوا فيها الصاغ "صلاح سالم" وهو أحد الضباط الذين شاركوا في الثورة المصرية 23 يوليو 1952م، ولد فيها عام 1920م حيث كان والده يعمل موظفاً بها، وأمضى طفولته وتعلم التعليم الإبتدائي بها.
نشأ "أبو طاهر محمود السواكني" فى بيئة دينية عريقة بين العلم والعلماء مشبعاً بحبهم - أنحدر من سلالة كلها حفظة للقرآن الكريم وقد أشتهرت أسرته بذلك، كان والده وأجداده من حفظة القرآن وتفسير علومه - وقد بدأ حياته العلمية بالخلوة لحفظ القرآن الكريم حيث حفظ القرآن الكريم حفظاً كاملاً وتجويده وتفسيره منذ وقت مبكر على يد والده وجده السواكني، ، وقد كانت له قدرة عقلية كبيرة، وعلماً زاخراً يمشى بين الناس. وأكمل دراسة الفقه الشافعي علي يد والده وخاله الشيخ "باقراب" وكان مفتي المذهب الشافعي .
وبعد تخرجه من الخلوة عمل بمهنة الزراعة في دلتا طوكر، وكان يعمل في نفس الوقت في تدريس القرآن الكريم بمسجد الشيخ "مدني حسين" بطوكر ويكتب المصاحف بخط يده الكريمة، وكان يجيد الخط العربي الكوفي بصورة مذهلة وأشتهر بذلك.
أنتقل إلى أرض الكنانة "جمهورية مصر العربية" لاكمال دراسته حيث ألتحق بالأزهر الشريف في حوالي العام 1923م، وكان مبرزاً في كل المنهج الأزهري، درس العلوم الشرعية والعقلية واللُغوية، وقد درس علم الفقه والميراث والتوحيد والنحو على يد علماء أجلاء في الأزهر الشريف وكان من الطلاب المبرزين، أشتهر بالذكاء الخارق وسعة الإدراك ووفرة المحصول فى كل علوم المعقول والمنقول. ثم نال الشهادة العالمية للأزهر بتفوق في عام 1930م، وكان متقدماً على أقرانه.
بعد تخرج الشيخ " أبو طاهر محمود السواكني" من الأزهر الشريف بدأ حياته الدعوية والتعليمية حيث نال شرف العمل في التدريس ببيت المقدس بفلسطين التي بارك الله فيها لمدة ثلاث سنوات (قبل إحتلال اليهود لها). وبعد عودته من مصر عمل في مجال الدعوة الإسلامية وبدأ يتفرق للبحث العلمي والتأليف والدعوة، وقد كان من المجددين في الفقه الإسلامي. عمل في التدريس بمسجد الشيخ "مدني حسين إبراهيم" وقد كان له مجلس يدرس فيه التفسير والحديث واللغة.
ولاقى في بداية حياته الدعوية صعوبات بالغة حيث وجد تعنتاً وعداوة، ورفضاً لفكره من أهله أصحاب الدعوة والعلماء والمشائخ التقليديين حاله حال كل المجددين في العالم الإسلامي عندما يواجهون تقاليدا راسخة الأساس، يرفضون الناس التفسير الذي يتوافق مع العلم الحديث الذي يوافق العصر والعلم الذي أبتدعه الإنسان، ويحارب البدع والخرافات، ويعتبرونه خروجاً عن المألوف. وقد كانت لدي السواكنية تقاليد دينية راسخة نتجت عنها صورة معينة للعالم لا يريدون تغييرها وفاجأهم االشيخ "أبو طاهر" بنوع جديد من العلم الذي عنده أحق أن يتبع ولا اعتبار لديه للموروثات إذا خالفت الحق. ويقول السيد "مجذوب أبوعلى" والي ولاية البحر الأحمر السابق: "استمر الشيخ أبو طاهر محمود السواكني في برنامجه رغم ما وجد من معاناة من مشايخ وفقهاء المنطقة لأنه كان يدرس على طريقة السلف ويدعو إلى التجديد، وعندما أشتد عليه الأذى أخرجوه من طوكر وألبوا عليه المستعمر البريطاني، ثم أنتقل إلى مدينة بورتسودان في بداية الخمسينات. وفي بورتسودان بدأ دروسه الشهيرة في الجامع الكبير منذ عام 1950م وأيضاً درس بمسجد "موسى كرار" بسواكن". زار الشيخ "أبو طاهر محمود السواكني" معظم الأقطار الإسلامية.
منقول
له العديد من المؤلفات المطبوعة وتحت الطبع في كل فنون العلوم، منها على سبيل المثال لا الحصر :
(الدين المتين من كلام سيد المرسلين)، (البدر المنير في أحاديث)، البشير النذير)، (السراج الوهاج المقتبس من التاج)، ( معالم الهداية إلى قوانين الرواية)، (الجواهر اللماعة في قواعد البلاغة)، (صحيح السواكني وشرحه)، (فتح الغني)، (الدر المختار شرح منتقى الأخبار)، (الأدب المتين المفيد)، (للناظرين الموازين في علم المواريث)، (سحائب الرحمة للأنام في اجتناب الكبائر والآثام)، (جامعة الفوائد في الضوابط والقواعد أصول)، وغيرها من مطبوع ومحفوظ .
أنتقل إلى رحمة الله في عام 1982م بالخرطوم ودفن بمقابر فاروق .. وبعد وفاته ترك مكتبة ضخمة أوصى عليها آل باعبود ببورتسودان، ووصى ببناء مكتبة في جامع حي دبايوا ببورتسودان وقد كان هذا الجامع مشهورا باسمه وقد بناه المرحوم "عبد الله سالم باعبود".
رد مع اقتباس