عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-26-2016, 11:38 PM
عبد الله السلفي الجزائري عبد الله السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 1,039
افتراضي طالب العلم وطلب الرزق ، ومقولة : (( العمل عبادة ))

**** لعلك ترزق به ****
**** درس في التوكل على الله تعالى ****
*** حوار مع بعض الجهال ونواب إبليس ***
**** وبعضهم حتى من أصحاب الشهادات ****

بعض أصحاب النفوس المريضة أو الذين لا وصال لهم بالسنة النبوية أو من فيهم حسد يصدر منهم ماهو مخالف للشرع في صورة دعوة إلى الخير ...

وكيفما كانت النوايا فإن المراد لا يدفع الإيراد ، والنية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد.
وأقصد بعض الناس ممن إذا رأى طالب علم شرعي يبحث ويحقق المسائل أو يفيد الناس شغب عليه بقوله : " إنه لا يعمل" ، يعنون بذلك أنه ليس لديه وظيفة في القطاع العام ولا عمل في القطاع الخاص.
وقد يكون لطالب العلم هذا ما يكفيه من دنيا جعلته ينشغل بالعلم ويترك السعي وراء الرزق ، وبعضهم قد يكون له من ينفق عليه من قريب أو غيره ، وهذا سيرا منهم على سنن المنافقين الأوائل الذين قال الله تعالى فيهم : { هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُون}.

ولكن لمن تروي زبورك با داود ...
فالجاهل والمتحامل ليس يفيد معه شيء ، ولكي أقيم الحجة على هؤلاء حتى يكونوا في أمام الحديث النبوي مباشرة وجها لوجه فيتراجعوا أو يعلنوا ضلالهم أمام الناس أقول لهم :

قبل أن تعترض على من هو أعلم منك حاول أن تحسن به الظن لعلمه واطلاعه ، وحاول أن تجتنت نقده احتراما له ولجمهوره ممن يأخذون عنه أو لهم تجاهه نظرة حسنة.
وطالب العلم هو طالب العلم ليس له اسم آخر ولا عمل له من المفروض سوى هذه المهنة النبيلة ذات الفوائد والثمرات الجليلة ؛ ومن المفروض لا يقابل بمثل هذا الإيراد يا معاشر الجهال ، فحتى في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لما كان الرزق تحت ظل الرمح كان أهل العلم وطلبته يستثنون من النفير للجهاد حيث الأجر والغنيمة ، قال تعالى : {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون}.
فكيف تريد منه يا جاهل يا حسود يا باغٍ يا صاد عن سبيل الله أن يكد كالحمار حتى ينال تزكيات أمثالك يا نائب إبليس ؟

وهذا من القرآن الكريم وأما من السنة النبوية القولية فيكفينا ما جاء في "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألباني (6/636-637): كان أخوان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فكان أحدهما يأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- ( وفي رواية : يحضر حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ومجلسه ) والآخر يحترف ، فشكا المحترف أخاه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، [ فقال: يا رسول الله ! [ إن هذا ] أخي لا يعينني بشيء] ، فقال -صلى الله عليه وسلم- : «لعلك ترزق به» [1] .

ولي مقال مطول جمعت فيه كل ما يذكر في هذا الموضوع من قصة عمر بن الخطاب وقصة القوم الذين قال لهم : إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ، وهي قصة غير صحيحة وباطلة ومنكرة المعنى ، وقد أجبت عليها وعلى كل تشغيبات الجهال بالتفصيل على الرابط التالي :

http://up.harajgulf.com/do.php?id=1135224





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
[1] وقد خرجه فقال: أخرجه الترمذي (2346) والحاكم (1/93- 94) والروياني في " مسنده " (ق241/1) وابن عدي في " الكامل " (2/682) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/59) والرواية الأخرى له وكذا الزيادة ، والضياء المقدسي في "المختارة " (1/ 512 - 513 ) كلهم من طريق أبي داود الطيالسي : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال : فذكره. وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح غريب ". وقال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا.
أبو داود الطيالسي هو سليمان بن داود صاحب المسند المعروف به ، وليس الحديث فيه ، وقد قرن به بِشْر بن السري في رواية الضياء ، وأخرجه عنه وحده السَّهْمِي في" تاريخ جرجان " (497) وأبو نعيم في " الحلية " (8 /302) وله الزيادة وما فيها من الزيادة . وبِشْر هذا ثقة من رجال الشيخين ، فهي متابعة قوية لأبي داود الطيالسي".اهـ.
قلت: وقد صححه الشيخ الحويني ، وجعله الإمام الترمذي تحت " باب التوكل على الله".





.
.
.
__________________
قال بعض المشايخ الأفاضل :
إن من سنن الله الشرعية والكونية ما يكون بين الحق والباطل من نزاع ، وبين الهدى والضلال من صراع ، ولكل أنصار وأتباع ، وَذادَة وأشياع .
وكلما سمق الحق وازداد تلألؤاً واتضاحاً ، إزداد الباطل ضراوة وافتضاحاً
رد مع اقتباس