عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 01-13-2016, 01:32 PM
مروان السلفي الجزائري مروان السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: سيدي بلعباس -الجزائر -
المشاركات: 1,790
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد سالم مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد سالم مشاهدة المشاركة
ماعلمنا أن أهل السنة يفرحون بالمناصب بل هي مصيدة ولقد كانوا يفرون منها وهم في دولة هارون الرشيد . ولكن لله في خلقه شؤن لانعلمها. وسأذكركم إن مد الله بالعمر

عبدالعزيز البرعي
1/ ربيع الثاني
كتبه: في مجموعة أنوار السنة



يا هاني ! نصيحة لك .. " إنك ضعيف .." .


عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا بد للناس من عريف" والعريف في النار ". انظر السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله (360-1417).

قال الحافظ - رحمه الله - في الفتح :

" عريف بوزن عظيم ، وهو القائم بأمر طائفة من الناس من عرفت بالضم وبالفتح على ال
قوم أعرف بالضم فأنا عارف وعريف ، أي وليت أمر سياستهم وحفظ أمورهم ، وسمي بذلك لكونه يتعرف أمورهم حتى يعرف بها من فوقه عند الاحتياج . وقيل العريف دون المنكب وهو دون الأمير ".

قال الشيخ عبد المالك رمضاني - حفظه الله - في مدارك النظر ص 183-185 :

"
أما ممارسة السياسة اليوم فهو عمل لا يدخله إلا من استدرجه الشيطان ليُهلكه في أسوإ الخواتيم، فأَقْنَعَه بأنه لا يجوز ترك هذه الوظائف للفساق والعلمانيين، وأنه لا يجوز للمسلم أن يتقوقع حول نفسه.... وأن قانون فلان الشيوعي كاد يطبق في بلاد ما لولا وجود الوزير الفلاني .... إلى غير ذلك من زخرف القول الذي لم يؤسس على النظر الشرعي بقدر ما أسس على النظر الواقعي مع إغماض؛ إذ الصادق في تأمله يرى قوماً دخلوا ليغيِّروا فتغيَّروا، وحق فيهم قول النبي صلى الله عيه وسلم: " من أتى باب السلطان افتتن " رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد والبيهقي في (( الشعب )) وهو صحيح.

ودليل المنع من مخالطتهم عند ممارستهم لسياساتهم الجائرة هو قول الله تعالى: {وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُم في الكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا ويُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُم حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُم} النساء 140 .

وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : كان سعد بن أبي وقاص في إبله، فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد قال : أعوذ بالله من شر هذا الراكب!.
فنزل فقال له: أنَزَلْتَ في إبلك وغَنَمك وتركْتَ الناس يتنازعون المُلْك بينهم؟ .

فضرب سعد في صدره!.

فقال: اسكت! .

سمعت رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول: " إن الله يحبُّ العبد التقيَّ الغنيَّ الخفيَّ " رواه مسلم.


فإذا تعارضت مصلحتك الدينية مع مصلحة غيرك فقدم مصلحتك ما دام في الجمع بينهما خيفة على النفس، قال الله تعالى: {يَأَيُّها الَّذين ءَامَنُوا عَلَيْكم أَنفُسَكمْ لاَ يَضُرُّكم مَن ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتُمْ} المائدة 105 .


وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عيه وسلم إذ ذكروا الفتنة، أو ذكرت عنده
قال:" إذا رأيتَ الناس قد مرجت عهودُهم وخفَّت أماناتُهم وكانوا هكذا - وشبّك بين أصابعه - .

قال: فقمت إليه فقلت له:

كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟.

قال: " الْزَمْ بيتك، وأملك لسانك، وخذ ما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة
"
رواه أبو داود والحاكم وأحمد وهو صحيح.

فإن قيل : ولكن المجتمع بحاجة إلى هذه المناصب؟.


قلنا: نعم! ولكن بشرط أن لا يَمتهن المرءُ فيها دينَه؛ لأنه إن رضي لنفسه أن يكون حطب جهنم في سبيل إنقاذ غيره، فإن له أسوة بمن قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا بد للناس من عريف، والعريف في النار " رواه أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيين وغيره.

ومعناه: أن مَن لم يمكنه أن يحظى في عمله إلا بمفسدة محضة أو راجحة ورأى دينه إلى نقصان؛ كأن يُضطرّ إلى ترك الواجبات، فليسارع إلى إنقاذ نفسه حتى لا يكون جسراً يُقطع به إلى الجنة وعند الباب تقع الفرقة!.

ويكفيه في قضاء حوائجه هؤلاء العرفاء الذين لا يَخلو منهم مجتمع , و إن كانوا على الوصف الدي سبق في الحديث , لأنه ليس كل ما ينبغي أن يوجد يجب أن تكون عضوا فيه أو إحدى أدواته , أوما رأيت ما جاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إن الله ليؤيد هدا الدين بالرجل الفاجر ؟! " .


فإن قيل: ومن يقضي لكم حوائجكم إذا شحَّ العرفاء؟.

قلنا: قال الله تعالى: {ومَن يَتَوَكَّلْ علَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُه}الطلاق 3 .

و هذا الحكم تابعٌ لبيئة قد تمحَّض فيها الشرّ أو رجح.

ولست أعني هنا عدم النصيحة لولاة الأمور بالطريق المشروع وممن ينفع الله به وإعانتهم في الخير؛ فقد فعله يوسف عليه السلام من قبل حين قال: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}، كما أن سيرة السلف في الإخلاص في النصيحة لولاة الأمور وعدم غشِّهم فيها معروفة، ولا سيما إذا كانت البلادُ بلادَ توحيد ومحافظة على الصلوات وحبّ للخير.


عن عبد الرحمان بن سمرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" يا عبد الرحمان بن سمرة لا تسأل الإمارة فإن أعطيتها عن مسألة و كلت إليها و إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها " البخاري .



انتهى .

رد مع اقتباس