عرض مشاركة واحدة
  #94  
قديم 10-18-2015, 01:32 AM
أبو عبيدة يوسف أبو عبيدة يوسف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 1,344
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحميد العربي مشاهدة المشاركة


آمنت بالله واشتطّ قلمي.
غفر الله للجميع، وطهر قلوبنا من الضغائن، وفك عن أعناقنا سلاسل الحقد، وحبائل العداء والانتقام. وجعلنا من الذين قال فيهم: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

الرجولة عند علماء العرب يا قوم هي: قُوَّة، شَجَاعَة، حِنْكَة، حِكْمة.
وليست: تهورا، اندفاعا، طيشا، جرأة، اعتداء، سبّا، استهزاء، سخرية،..........
وأختار جزئية الحكمة لأنها مناسبة لما دار من حوار وحديث عن الماضي والحاضر والمستقبل

فالحكيم من ينظر بفقه وحلم وحكمة الى علل القضايا التي أصابت الصف السلفي، ويقف على ارتباط الأسباب بمسبباتها، قدرًا وشرعًا، ويضع كل مسألة في بابها، دون خلط للأبواب، ولطخ للعقول بألوان الانتقام، في صورة استجلاب الحق المفقود، واسترجاع المكانة المسلوبة، والرد على المعتدي، من غير مراعاة المتساقطين من أبناء المسلمين الضعاف في آتون دوامة من تلاطم الأفكار، وتضارب الأقوال الصادرة من أفواه جميعها تقول: الحق رايتنا ونحن أحق به وأهله.
إن من يسعى إلى نصرة الحق انطلاقا من مبدأ الأنا، وعالَم الفرد، جارا في طريقه زمرة من الأنصار لا يراقب أقوالهم ولا فعالهم ما دموا يحيطون (عالم الفرد) بحماية، يشعرون معها بالوجود الظاهر، والجوهر الساطع، ويخافون من أفول نجم (عالم الفرد)، إذ بغيابه يدخلون عالم النسيان والتيه، فهذا قد تجرد عن ابجديات الحكمة، وجعل صلب عينيه هدفا عقد العزم على تحقيقه ولو بتغيير معالم الطريق، واستنزاف الانصار، وهدم أعمدة البيت، وهذا ما حذرت منه، وأعلنت عليه النكير لما يحمله من سوء وعواقب وخيمة على السنة والمسيرة الدعوية.
وهنا أسأل سؤالا:
كم من مقال سطر للدفاع عن العلامة عبد الرحمن السعدي، والعلامة عبد العزيز بن باز، والعلامة محمد بن صالح العثيمين، والعلامة حماد الأنصاري، والعلامة مقبل بن هادي الوادعي، والعلامة محمد ناصر الدين الالباني، والعلامة محمد الأمين الشنقيطي، والعلامة الطيب بن محمد بن إبراهيم العقبي البسكري الجزائري، والعلامة محمد بن البصيري (بداه)، والعلامة محمد الأمين بن الحسن، والعلامة محمد عبد الرحمن بن محمد محمود، والعلامة أحمد بن المرابط، والعلامة محمد محمود بن أحمد يور، والعلامة محمد داود الغزنوي، و...و.....
الجواب سيكون بحروف التقليل، وعبارة الندرة، لأن هؤلاء النوابغ من العلماء لم يوظفوا الطلاب للدفاع عن ذواتهم، ولم يربوهم على مراقبة النجم وربط ظهورهم بظهوره، بل راقبوا الله فيهم، ودفعوهم إلى التكمن في العلم، ونشره، ولم يستنزفوهم ويستهلكوهم في حروب خاسرة لا تعود بالخير على السنة والتوحيد.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


اللهم ألهمنا رشدنا واربط على قلوبنا واهد يا رب المخطئ والظالم فينا ومنا واشف صدور قوم مؤمنين ولاحول ولاقوة إلا بالله فهو حسبنا .
__________________
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :
" إذا أصبح العبدُ وأمسى - وليس همُّهُ إلاّ اللهَ وحدَه - تحمَّلَ اللهُ سبحانه حوائجَه كلَّها ، وحَمَلَ عنه كلَّ ما أهمَّهُ ، وفرَّغَ قلبَه لمحبّتِهِ ، ولسانهِ لذكرِهِ ، وجوارحَهُ لطاعتِهِ ، وإنْ أَصبحَ وأَمسى - والدُّنيا همُّهُ - حمَّلَه اللهُ همومَها وغمومَها وأَنكادَها ، ووكلَه إِلى نفسِهِ ، فشغلَ قلبَه عن محبَّتِهِ بمحبّةِ الخلقِ ، ولسانَه عن ذكرِهِ بذكرِهم ، وجوارحَه عن طاعتِهِ بخدمتِهم وأَشغالِهم ، فهو يكدحُ كدحَ الوحشِ في خدمةِ غيرِهِ ، كالكيرِ ينفخُ بطنَه ويعصرُ أَضلاعَه في نفعِ غيرِهِ !
فكلُّ مَنْ أَعرضَ عن عبوديّةِ اللهِ وطاعتِهِ ومحبّتِهِ بُلِيَ بعبوديّةِ المخلوقِ ومحبّتِهِ وخدمتِه ، قال تعالى : { ومنْ يَعْشُ عن ذِكْرِ الرَّحمنِ نُقَيِّضْ له شيطاناً فهو له قرين } [الزخرف :36 ] "
فوائد الفوائد ( ص 310 )