عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 08-27-2015, 03:59 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وصايا للطلبة والطالبات لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ - تتمة.

وصايا للطلبة والطالبات لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

وغير ذلك من النصوص، وهذا لا يتحقق إلا بتعلم الوسائل الموصلة إليه، فكان العلم بأمور الدنيا علما معتبرا، والله - تعالى - قد حث المؤمنين على التوازن بين طلب الآخرة والسعي في هذه الدنيا بما يكون معه عزهم ورفعتهم، {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [سورة البقرة 201].

فالواجب أن يكون التعليم في بلاد المسلمين موجها لأهداف عظمى أهمها :

- توثيق الصلة بين العبد وربه من خلال تعليمه التوحيد، وما يجب عليه من حق الله – تعالى -، وتعليمه كيف يعبد ربه.

- التركيز على ما به نهوض الأمة الإسلامية في شتى المجالات، وليكن الانطلاق والارتكاز على العلم الشرعي الذي يرشد لباقي العلوم، ويحقق الفائدة المرجوة منها.

- بعث التفاؤل في نفوس الأبناء، وأن دين الله باق ومنصور مهما كاد له الأعداء ، فما كيدهم إلا في تباب وخسار، وما مكرهم إلا عائد عليهم، والأمر كما قال – تعالى - : {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [سورة التوبة 32].

- ثم الوصية لإخواني وأبنائي الطلاب والطالبات بإخلاص النية لله - عز وجل - في طلب العلم، واستحضار أن هذا العمل عبادة لله عز وجل، والله – تعالى – يقول - : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [سورة البينة 5]. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) (متفق عليه).

- وكذلك أيضا عليكم بالجد في الطلب، فإن العلم ثقيل، يقول الله – تعالى - : {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [ سورة المزّمل 5]، ويقول – سبحانه - : {يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} [سورة مريم 12].

ويقول - صلى الله عليه وسلم - : (منهومان لا يشبعان : منهوم في علم لا يشبع، ومنهوم في دنيا لا يشبع) (صحيح رواه البيهقي في شعب الإيمان). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم 260].

- وأيضا ينبغي للطالب أن يحذر من أن يكون همه من التعلم طلب الدنيا والظهور والبروز والحصول على المناصب ، خاصة في العلوم التي يبتغى بها وجه الله تعالى ، يقول صلى الله عليه وسلم : (من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله - عز وجل - لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) (صحيح). رواه : (أحمد وأبو داود وابن ماجه) انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم 227].

- وينبغي للطالب والطالبة أن يبتعدوا عن الذنوب ، فإنها سبب لعذاب الله، وهي من أسباب نسيان العلم، يقول ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - : (إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها).

- وينبغي للطالب والطالبة التواضع في حال التحصيل وعدم التكبر عن العلم أو على المعلمين ، وكذلك أيضا الجرأة بأدب وعدم الحياء، يقول مجاهد بن جبر - رحمه الله - : (لا ينال العلم مستحي ولا مستكبر).

- وينبغي للطالب والطالبة أيضا عدم المماراة والمجادلة والمباهاة بالعلم والدخول في الصراعات الفكرية التي لا طائل تحتها ، بل تفرق ولا تجمع، وتضر ولا تنفع، يقول الله - تعالى} : - وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا} [سورة الأنفال 46]، ويقول - عز وجل - : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [سورة آل عمران 103].

ويقول - صلى الله عليه وسلم - : (لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا تخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار). (صحيح). رواه : (ابن ماجه 1/ 93 رقم 254).

- وينبغي للطالب والطالبة أن يجلوا معلميهم ومعلماتهم، ولا يرفعوا عليهم أصواتهم، بل يحترمونهم ويقدرونهم، لأنهم هم السبب الذي يوصل إليهم الخير، ويقربهم إلى الله تعالى إن أحسنوا النية واحتسبوا الأجر.

- كما أوصي أخواتي وبناتي الطالبات بالتصوَّن والتستر وعدم التعطر حال الخروج إلى المدرسة أو منها؛ لأن هذا محرم ومنكر.

أسأل الله - تعالى - أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن يصلح أحوال المسلمين، ويجنبنا الشرور والآفات، وأن يبارك في أبنائنا وبناتنا ويصلحهم ويوفقهم لكل خير، إنه سبحانه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

المفتي العام للمملكة العربية السعودية

مجلة البحوث الإسلامية العدد السادس والسبعون – ص (7 – 17). الإصدار : من رجب إلى شوال لسنة 1426هـ.


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس