كلمة الشيخ عبد المحسن العباد عند تسليمه جائزة الأمير نايف لخدمة السنة النبوية .
الحمد لله رب العالمين الدي جعل للناس أئمةً يقتدى بهم يبينون الحق و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و بالحق يعدلون , و من هؤلاء العلماء الإمام العلم محدث المدينة الشيخ عبد المحسن العباد البدر حفظه الله و رعاه.
فبين يدي إخواني تفريغ لكلمة الشيخ عبد المحسن العباد البدر ألقاها ابنه العالم الرباني الشيخ عبد الرزاق البدر في حفلة تكريمية للشيخ بمناسبة حصوله على جائزة الأمير نايف لخدمة السنة النبوية و دلك لما بدله الشيخ من شرح لكتب السنة الستة في المسجد النبوي جزاه الله خيراً .
( أصحاب السُمُو أَصحَابَ المَعَالي أصحابَ الفضيلة أيُهاَ الحَفلُ الكَريم السَلامُ عَلَيكم و رحمةُ اللهِ و بركاته :
خادم الحرمين يشرفني في هدا المقام أن أقفَ بين يديكم نائباً عن والدي الكريم الشيخ عبد المحسن العباد البدر حفظه الله الفائز بالجائزة لإلقاءِ الكلمة نيابةً عنه .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد :
فإني أحمدُ الله على نعمه الظاهرة و الباطنة , نعمت الإسلام و نعمت الصحةِ و العافيةِ و نعمت المال و الولد و نعمت طلب العلم الشرعيِ و الاشتغال به , و غيرها من النعم التي لا تحصى . ثم إني أشكرُ القائمين على جائزةِ صاحبِ السمو الملكي الاميرِ نايف ابن عبد العزيز رحمه الله و أشكرُ الدين أحسنوا الظن بي فَرَشَحُوني لِنَيلِهَا و أرجو أن أكون عند حسن ظَنِ من ظَنَ بي خيرا .
و صاحبُ الجائزةِ عَلَمٌ من أعلامِ هده الدولة و من أجل خصاله الحميدة اهتمامه بهيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , و قد قال في لقائِه بالمسؤولينَ عن هدا المَرفَق العظيم في اليوم 27 من الشهرِ الثامن عام 1427 للهجرة قال :
" إنهُ لشرفٌ لهده البلاد أُمةً و قِيادَةً أن فيها من يأمُرُ بالمعروفِ و ينهى عن المنكر و أن الدولة هي التي تقوم بهذا العمل و التي تحقِقُ هدا الأمر و تعملُ من أجلهِ و هدا ليس بجديدٍ مند أن قامت هده الدولة على يدِ الإمام المصلح محمد ابن سُعود إلى الملكِ عبد العزيز رحمهم الله و من بعده أبناؤهُ و إلى الآن .
و سببُ ترشيحي لنيل هده الجائزة ما مَنَ اللهُ بهِ عليَ من تدريسِ كتبِ الحديث الستة ( الصحيحين و كتبِ السننِ الأربعة ) و غيرها في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و الإحسانُ في هدا التدريس و الدراسة مشتركة بيني و بين الطلاب , فكما أحسنتُ إليهم في تدريسهم فقد أحسنوا إليَ بحضورهم دروسي . و الأمرُ في دلك كما قال الحافظ أبو القاسم عبدُ الرحمن ابنِ مُحمد ابنِ إِسحاق ابنِ مَندَه المُتَوفَى سنة 470 للهجرة فيما نقلهُ عنه الحافظ ابنُ رجب رحمه الله تعالى في ترجمتهِ من كتابهِ ديلِ طبقاتِ الحنابلة قال : قال يحيَ بنُ منده عن عمهِ : قرأتُ عليه قول شعبة من كتبةُ عنهُ حديثاً فأنا له عبد , فقال:
من كتب عني حديثاً فأنا لهُ عبدٌ .
و في كلِ ليلة و أحيانا في حالاتٍ أخرى أدعوا بالمغفِرةِ لأصنافٍ من الناس من الاقاربِ و غيرهم آخِرُ هدا الدعاء , و شيوخي و تلاميذي , و سائرِ المسلمين و المسلمات الأحياءِ منهم و الأموات . و قيمتُ هده الجائزة أجعلها في المحتاجين من الطلبة الدين يحظرون دروسي الدين دكروا أنهم محتاجون إلى مساعدات و قد بلغ عددهم ما يزيدُ على الألفين ( 2000) في آخرِ إحصائيةٍ لهم .
و أسألُ الله عز و جل أن يغفرَ لصاحب الجائزة و أن يُثيبَ القائمين عليها و ان يوفقَ الجميعَ لما فيه رضاه , و أن يوفقَ وُلاةَ الأمرِ في هده البلاد و على رأسهم خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملكُ سلمان ابنُ عبدِ العزيز رعاهُ الله لماَ تحمدُ عاقِبَتُهُ في الدنيا و الآخرة إنهُ سميعٌ مجيبٌ و الحمدُ للهِ ربِ العلمين و صلى الله وسلم و بارك على عبده و نبيه محمد و على آله و صحبهِ أجمعين و السلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ و بركاتهُ .
قال الله تعالى :
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } .