[السلفي السطائفي]

فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه و سلم ".اهــ
فدعك من الظلم والغمط ــــ أخي الكريم ـــ والاستطالة فقد وصفتني بأوصاف شنيعة أنا منها بريء فمرة أثار الفتنة ومرة أساء الأدب مع الضيف ومرة اختبر الشيخ أسامة ونصب له مصيدة واستفزه
ومرة حلبي ومرة في الزوايا خفايا ورمتني بدائها وانسلت أي أنني أرميك بما فيّ من الرذائل ومرة يتبع الهوى أعوذ بالله من هذه الشنائع وأعيذك بالله من الظلم وبعد ذلك تقول :" استأذنت [جارف]
للجلوس " سبحان الله ! فإن كنت تريد استجابتي لمجلسك المزعوم وأنا صاغر ذليل ثم جرِّي إلى ما أنت عليه فهذا ضَربٌ من المحال بل دونه خرط القتاد لأن المؤمن لا ينذل للعباد بل
يخضع لله وحده ومن خضع لله عزّ بالله ، واعلم أن العرب ـــــ ونحن منهم والحمد لله ـــــ (1) قبل الاسلام كانوا يرفضون الذُّل بل هو منهم بمنزلة الإضافة مع التنوين(2) حتى قال قائلهم :
حكّم سيوفك في رقاب العُذَّل وإذا نزلت بدار ذلٍ فارحل
فما بالنا وقد أكرمنا الله بالإسلام والسنة نكفر هذه النعمة العظيمة و نذهب نبكي عند أبواب المخلوقين وقد يكون أحدهم مبتلى بفتنة الاختلاط التي قال عنها بعض أهل العلم بأنها من كبائر الذنوب وقال عنها الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ــــ حفظه الله تعالى ـــــ :"هي من أشد المحرمات " ونترك باب أرحم الراحمين المفتوح للتائبين ونتوب ـــــ إن كان ولابد من
التوبة ــــــ على أيدي المشايخ كأننا صوفية عياذا بالله وقد لا يستقبلك الشيخ ! لضيق وقته
وكثرة مشاغله !
ورحم الله من قال :" نزح بحرين بغربالين وحفر بئرين بإبرتين وغسل عبدين أسودين حتى يصيرا كأبيضين وكنس أرض الحجاز في يوم شديد الهواء بريشتين خير لي أن أقف (على بابٍ غير باب الله يضيع فيه ماء عيني )".
واعلم ــــ أخي الكريم ـــــ أن زيارة المشايخ ليست مقصودة لذاتها بل لما فيها من الأجر والثواب ولما فيها من العلم النافع والعمل الصالح ولما فيها من أدب المشايخ وأخلاقهم الحميدة
وتواضعهم حتى يقتدى بهم ، لا لمحاكمة الأشخاص وإلزامهم بما لم يلزمهم به رب العالمين فافهم هذا ولا تكن من الغافلين .
قال عفا الله عنه :" قلت لهم ليس جواب من يتصدر للدعوة ولا جواب من ينتصب
للإمامة ..."
أقول وما توفيقي إلا بالله :
تماديت وتوسعت كثيرا وأرسلت خيالك فيما لاحقيقة له ــــ إي وربي (3)ـــ وإلا من أخبرك بأن [جارف]إمام ؟ أعلمت هذا في أحلام اليقظة ؟ أم في أحلام النوم ؟ وكلاهما تركيب لا حقيقة له ! وسراب لا وجود له !وبهذا وغيره مما مضى ومما يأتي أيقنتُ أن الرجل غفر الله له وعفا عنه لا يتثبت أدنى تثبت في تلقي الأخبار ويرسل لسانه بالطعن فيّ من غير تقوى ولا ورع ، ومرّ بك أخي القارئ الكريم كلام الشيخ أسامة الذي يكذِّب بوضوح كلام أخي الدكتور عفا الله عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1) قلت" والحمد لله " لأن من معتقد أهل السنة والجماعة أن العرب أفضل الأجناس ـــــ بالإسلام طبعا ـــــــ بدليل حديث الاصطفاء الذي أصله في"مسلم"ورواه أحمد والترمذي وصححه وانظر الضعيفة للألباني رحمه الله تحت رقم 163 واعلم أن مما يحتاج إليه طالب العلم في فهم السنة خاصة ، معرفة أحوال العرب وللعلامة محمود شكري الألوسي ـــ رحمه الله ـــــ كتاب نفيس في هذا الباب يقع في ثلاثة أجزاء صغار واسمه " بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب " أفادنيها العلامة العصيمي حفظه الله كما في شرح الأربعين فجزاه الله خير الجزاء.
(2) ولقد أحسن من قال :
وكأني تنوين وأنت إضافة فحيث تراني لاتحل مكاني
(3) إي: حرف جواب بمعنى نعم وسيقت هنا على غير الغالب لأن الغالب فيها وقوعها بعد الاستفهام قال الله تعالى :{ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} (53) يونس