عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 05-10-2015, 07:33 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

الدرس الرابع:

قَالَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ: أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيُّ - يَرْحَمُهُ اللَّهُ تَعَالَى- : فَإِنْ خُولِفَ بِأَرْجَحَ فَالرَّاجِحُ الْمَحْفُوظُ ، وَمُقَابِلُهُ الشَّاذُّ . وَمَعَ الضَّعْفِ فَالرَّاجِحُ الْمَعْرُوفُ ، وَمُقَابِلُهُ الْمُنْكَرُ.

الشرح:

قوله فإن خولف الضمير فيه عائد على الثقة.
ويعني ذلك أنه إذا وقعت مخالفة بين رواية ثقتين، فالرواية الراجحة تسمى (المحفوظ)، والرواية المرجوحة تسمى (شاذ).
وهذا هو أحد نوعي الشذوذ في الرواية، وهناك نوع آخر سيأتي ذكره لاحقا.
ثم إذا كانت المخالفة بين ثقة وضعيف فالرواية الراجحة تسمى (المعروف) والمرجوحة تسمى ( المنكر) وهذا أيضا هو أحد نوعي النكارة وهناك نوع آخر سيأتي ذكره لاحقا.
فهذه أربع مصطلحات نتجت عن المخالفة.
المحفوظ: وهي الرواية الأرجح من اختلاف الثقتين.
الشاذ: الرواية المرجوحة من اختلاف الثقتين، وبعبارة أخرى مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه.
المعروف:وهي الرواية الأرجح من اختلاف الثقة مع الضعيف.
المنكر: الرواية المرجوحة من اختلاف الثقة مع الضعيف، وبعبارة أخرى مخالفة الضعيف للثقة.
والترجيح له عدة طرق، أهمها ترجيح رواية الأحفظ إن استويا في العدد، والأكثر عددا إن اختلف العدد، وترجح رواية الملازم لشيخه على غيره، ورواية بلدي الشيخ على غيره، وغيرها كثير، ولكل حديث مقام يناسبه من الترجيح ما لا يناسب غيره.
ومن أمثلة الحديث الشاذ ما يلي : " ما رواه أبو داود والترمذي من حديث عبد الواحد بن زياد ، عن الأعمش ، عن أبي هريرة مرفوعا : إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع عن يمينه . قال البيهقي خالف عبد الواحد العدد الكثير في هذا ، فإن الناس إنما رووه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا من قوله . وانفرد عبد الواحد من بين ثقات أصحاب الأعمش بهذا اللفظ " .
أما الحديث المحفوظ فهو عكس الشاذ ، وفي المثال السابق يكون المحفوظ هو ما رواه الجماعة من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضطجع عن يمينه بعد ركعتي الفجر . والحديث وارد في الكتب الصحيحة منها ما أخرجه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سكت المؤذن من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر بعد أن يستبين الفجر ، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة .
وقد يكون الشذوذ في اللفظ وقد يكون في السند وقد يكون في كليهما، ومثال الشذوذ في اللفظ والسند جمعيا الحديث الذي رواه أبو داوود والنسائي وغيرهما من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا وقعت الفأرة في السمن، فإن كان جامدا فألقوها وما حولها، وإن كان مائعاً فلا تقربوها.
فهذا الحديث شاذ سندا ومتنا أي لفظا، أما شذوذ سنده فلأن معمر بن راشد وهو وإن كان ثقة لكنه خالفه غيره من الرواة في رواية هذا الحديث عن الزهري، فمعمر رواه عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة، بينما بقية الرواة رووه عن الزهري عن عبيدالله عن ابن عباس عن ميمونة.
وأما شذوذه لفظا فلأن، معمر رواه باللفظ الذي ذكرناه وفيه تفصيل بين السمن الجامد والمائع ولكن غيره من الرواة رووه بلفظ: انزعوه وما حوله فاطرحوه. ليس فيه التفصيل الذي في رواية معمر: فإن كان جامدا فألقوها ...
أما مثال المنكر حسب تعريف ابن حجر فقد أورده السيوطي أيضا كالآتي : ما رواه ابن أبي حاتم من طريق حبيب . عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أقام الصلاة وآتى الزكاة وحج وصام وقرى الضيف دخل الجنة . قال أبو حاتم : هو منكر ؛ لأن غيره من الثقات رواه عن أبي إسحاق موقوفا وهو المعروف "
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس