تعدد محاريب أئمة المذاهب في الجامع الأموي
قال البصروي ( ت 905 هـ ) في ((تاريخه)) :
وفي سنة 896 هـ، في ربيع الآخر منها ، أمر النائب أن المبلِّغ بالجامع الأموي إذا رفع الإمام رأسه من الركوع ، أن يقول : ربنا لك الحمد ، ولا يقول : سمع الله لمن حمده ، متعلقاً بأن كل مأموم عند أبي حنيفة يقول : ربنا لك الحمد ، ومذهب الشافعي أن قول : سمع الله لمن حمده ، ذكر الرفع ، وقول : ربنا لك الحمد ، ليس إلا بمقدار الاعتدال ( في مفاكهة الخلان : ذكر الانتصاب للاعتدال ) ، ورَوى فعل الأمرين عن النبي صلى الله عليه وسلم البخاريُّ ومسلمُ وغيرهما من الحفاظ ، وأما حديث (( إذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده ، فقولوا : ربنا لك الحمد )) فلا دليل لهم فيه ، فإنا نقول ذلك، مع قول ما ورد في حديث غيره ، عملاً بالأحاديث كلها. اهـ.
قال ابن طولون ( ت 953 هـ ) في ((مفاكهة الخلان)) – بعد نقله للسابق - : يعكر على ذلك التعقيب المستفاد من إلغاء ، ثم حصل من الشيخ تقي الدين بن قاضي عجلون تحرك مع أنه كان متضعفاً ، واجتمع بالنائب في جماعة ، وحضر معهم الشيخ برهان الدين الناجي ، وحط الحال على أن المحراب المختص بالشافعية يُعمل فيه بمذهب الشافعي ، والمختص بالحنفية يُعمل فيه بمذهب أبي حنيفة ، وانفصل الحال على هذا .
__________________
.
((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :
https://telegram.me/Kunnash
.
|