عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-27-2015, 01:39 AM
عبد المالك العاصمي عبد المالك العاصمي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 412
افتراضي مقال جديد (اسكتوا نسكت) بقلم الشيخ أبي سعيد بلعيد الجزائري

اسكتوا نسكت

بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله رب العالمين، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد:

1- فإن الله تعالى يقول في كتابه الكريم ﴿ لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم، وكان الله سميعا عليما﴾ [النساء 148]. و قال تعالى ﴿ ذلك و من عاقب بمثل ما عوقب به ثم بُغِيَ عليه لينصرنه الله إن الله لعَفو غفور﴾ [الحج 60]، وقال تعالى ﴿ و الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون (39) و جزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين (40) و لمن انتصر من بعد ظلمه فأولائك ما عليهم من سبيل (41) إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق، أولائك لهم عذاب أليم (42) ﴾ [الشورى].
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير الحق» رواه أحمد(1651) و أبو داود (4876)، وصححه الألباني.

3- وروى البخاري، في صحيحه تعليقا إلى إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى، قال: كانوا (يعني: الصحابة، رضي الله عنهم) يكرهون أن يُسْتَذَلُّوا فإذا قدروا عَفَوْا».

4- و قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : اسكتوا نسكت.

5- وقال الإمام عبد الحميد بن باديس، رحمه الله تعالى: " و إننا نُشهد الله و المنصفين من الأمة على أننا ماضون في بيان الحق، و إن مبدأنا الإصلاحي التهذيبي قد ملك علينا حواسنا و أوقاتنا، فإذا بدر منا في بعض الأوقات كلام على باطل المبطلين، فليس ذلك عن قصد له و حفل به، و لكن لأنه صَادَمَنَا، و توقف إثبات حقنا على نفيه، و ما حيلة من يسلك سبيلا فتعرضه الصخور حتى لا يجد عنها محيدا؟! إن الضرورة تقتضي عليه أن يجهد في نزعها و إماطتها، ثم لا يكون جهده في ذلك إلا كتماديه في السير" (آثار الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى ( 4/ 166 ) .

أقول: لقد كنتُ دائما –بتوفيق الله و الحمد الله- أُحَذِّرُ من الغلو في الدِّين ومن منهج الغلاة، ومن المخالفين للسُّنّة، ولا أذكر أسماء أصحابه إلا نادرا للمصلحة الشرعية، ( مثل شمس الدين بوروبي، وأبي قتادة الفلسطيني، و أبي محمد المقدسي، وطارق السويدان، ويوسف القرضاوي، وسلمان العودة، وأمثالهم) خاصة من ينتسب إلى منهج السلف الصالح، فإني لا أذكر أسماءهم عند التحذير من أخطائهم، حتى لا أزيد في الفرقة فرقة، ولا أزيد في شق العصا المشقوقة مِن قَبْل، وحتى لا ينشغل الناس -خاصة الشباب –عن طلب العلم النافع و العمل به و الدعوة إليه، لكن لما تمادى بعض الغلاة المنتسبين إلى السلفية، و أصبحوا هم الذين يُزَهِّدُونَ في العلم و أهله السلفيين، ثم لا يُعطي أولائك الغلاة البديل، حتى انتكس كثير من الشباب إلى الشهوات المُحَرَّمة، وبعضهم إلى الشبهات المُضِلَّة لا سيما الغلو في التكفير، وصولا إلى الخروج على الأمة المسلمة باللسان و السلاح و السنان.

لما صار الأمر كذلك، كان لابد من التحذير من أولائك المشايخ الغلاة في تلك النقاط وبأسمائهم حتى يَحْذَرَهُمُ الناس. لأنه ليس لأولائك المشايح الغلاة فقه النفس، و لا فقه المآلات، وإن كان عند بعضهم كم كبير من المعلومات، و حتى صار الأعداء يستخدمون تحذيراتهم غير المدروسة، يستعملونها لوقف الدعوة السُّنِّيّة. وإلا قولوا لي – أيها المسلمون- كيف يكون فقيه النفس، من يُحَذِّرُ الناس من دروس رجل متخصص في رد كيد المُنَصِّرين؟! (وهذا المتخصّص هو الأستاذ الفاضل: يزيد حمزاوي، حفظه الله تعالى). ومن يُحَذِّرُ من رجل سلفي سُنِّي تاب على يديه كثير من الضالين و المفسدين، تابوا إلى السُّنَّة؟ كيف يكون فقيها من يأتيه غلاة التكفير فيأخذون منه التحذير من الشيخ بن حنفية العابدين، والشيخ الشجّاع العيد شريفي، ومحمد حاج عيسى ، وعبد الحليم توميات، ويحي صاري، وأبي سعيد وغيرهم. فإذا رجع أولائك الشباب الغلاة إلى بلادهم و نشروا فيها الغلو في التكفير والتبديع والهَجْر، قال لهم الناس بأن مشايخنا (بن حنفية، و ... ، و...) قد حذرونا من الغلو، فيقول لهم أولائك الشباب الغلاة: قد حذر منهم الشيخ محمد علي فركوس، وعبد الغني عويسات، وحزبُهما حزب الهجرة والتبديع والتجريح !! لما وصل الأمر إلى ذلك كان لا بد من التحذير من أولائك الغلاة وبأسمائهم، لكن تحذيرنا يكون بعدل وعلم إن شاء الله تعالى.

فأقول : لا تأخذوا من أولائك الغلاة كلامهم في السلفيين، لأن أولائك الغلاة بالاستقراء مثل الشيخ محمد علي فركوس، والشيخ عبد الغني عويسات ( وهؤلاء جهروا بكلامهم ، ومن لم يجهر فنكتفي بالتلميح ) غير متخصصين في الكلام في العلماء وطلبة العلم وهم جُهّال في هذا الميدان، لأنهم يَجْرحون السلفي ويُخْرجون السني من منهج السنة بالفروع، وبالأمور الاجتهادية، مثل حكم العمل في الجمعية، وبعض المسائل في المعاملات المالية، ونحو ذلك، مع ما يظهر من بعضهم من الحسد لأقرانه، نسأل الله العافية، فلو كانوا يتذكّرون لعلموا أنهم لا يستطيعون حمل الدعوة إلى الإسلام وحدهم!!

اِحْذَرُوهُم أيُّها المُسْلمُون، فلا تسمعوا كلامهم في إخوانهم السلفيين، وحَذِّروا أولادكم وتلامذتكم وأصحابكم منهم بأسمائهم، ولا يعني ذلك أن تهجروهم، أو أن لا تسلِّموا عليهم، ولا بأس أن تأخذوا منهم العلم النافع الذي يوافقون فيه العلماء الكبار المعتدلين، أمثال الشيخ ابن باز، والألباني، وابن عثيمين، وصالح الفوزان، وعبد المحسن العباد، وعبد الله العبيلان، وأمثالهم .

فانظروا – يا عباد الله – كيف نسير فيهم بالعدل، أما هم فَيُحَذِّرُونَ منا في كل شيء، ثم لا ينهون أتباعهم عن هجرهم لنا، و عدم إلقاء السلام علينا، وعدم مخالطتنا بالحسنى!! إن أولائك المشايخ الغلاة مثل: محمد علي فركوس، وعبد الغني عويسات، وأصحابهما، قد اختلطت عليهم الأمور، لأنهم يعاملون السُّنيِّين كما كان يعامل السلف الصالح للمبتدعين، فقد شابه أولائك الغلاة الخوارج الذين يجعلون في الحكم على المسلمين الآيات التي نزلت في الكافرين!! حتى وصل الأمر ببعض أولائك الغلاة إلى التحذير من الصلاة خلف الأئمة السنيّين لأنهم لا يأخذون بجَرحهم الظالم لبعض أهل العلم!!

وفي الختام: يا شيخ محمد علي فركوس، حفظك الله وسدد خطاك إلى الحق، تب إلى الله من الغلو في الجرح، و اربأ بنفسك عن أهل الغلو، و لا تطفئ نور الفقه الذي منحك الله، واعتبر بمن سبقك إلى ذلك الغلو، كيف أنه أسقطه أصحابه بعد أن كانوا يعتبرونه إماما لهم، فإن خِفْتَ منهم فعلى الأقل اسكت عن إخوانك، فإن السكوت أخف من الكلام بالباطل، و لا توجِّه الناس ليسألوا عبد الغني عويسات، فإن القاصي والداني يعرف منزلتك في العلم، ومنزلته. فإن أحسن أحوال عبد الغني عويسات، أن يكون واعِظًا يدعو بالعموم إلى السُّنّة، ولكن من غير تحقيق وتدقيق، وهو يكرِّر كلام غيره، ويُكثر السّجع، ويَخبِطُ خبْط عشواء في علم لا يُحسنه، وله طامَّات في الفتاوى، خاصّة لما كان في الإذاعة الجزائرية (وقد سمعتُ أن بعض طلبة العلم يقوم بجمع تلك الطَّامَّات لينشرها على الناس،إن شاء الله تعالى، حتى يصيب عبد الغني عويسات، ما كان يفعله بغيره ممّن ظَلَمَهُم، فكما تَدينُ تُدان، إلا إذا تاب، ونسأل الله له التوبة النصوح).
يا شيخ محمد علي فركوس، أليس من العقيدة الصحيحة أن الله تعالى هو الذي يرفع، وهو الذي يضع؟ قال الله تعالى ﴿ ومن يهن الله فماله من مكرم إن الله يفعل ما يشاء ﴾ [الحج 18]

أيها المشايخ، محمد علي فركوس، وعبد الغني عويسات، وأمثالهما، اسكتوا نسكت، واعلموا أن باب التوبة مفتوح من أكل لحوم إخوانكم، ومَنْ تَرَكَ شيئا لله عوضه الله خيرا منه، واعتبروا كيف أن الحسن بن علي، رضي الله عنهما، لما تنازل عن الخلافة و كان أحق بها وأهلها أكرمه الله تعالى، بأن جعل المهدي عليه السلام، يكون من ذريته، كما ذكر ذلك الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى. فتنازلوا لله عن تلك المنزلة التي أنزلكم فيها الغلاة ( وشتان ما بين المثالين)، فإن الله تعالى ينصركم على من تخافون منه، فإنهم عباد من عباد الله، وقلوبهم بين أصبعين من أصابع الرحمن، وبذلك إن شاء الله يأتي إلينا: عام الجماعة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " الجماعة رحمة، و الفُرقة عذاب" رواه الإمام أحمد (18449) و حسنه الإمام الألباني.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


كتبه أبو سعيد بلعيد بن أحمد الجزائري.
05 ربيع الثاني 1436 هـ.
25 جــــــــانفـــــي 2015م.
__________________
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد الباري العيد بن سعد شريفي
http://www.aidecherifi.net
رد مع اقتباس